src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

اخترنا لك …..تعرف علي أصغر دولة في العالم

60

تقديم ـــ ياسر عبد المحسن 

عندما نذكر كلمة دولة، يتبادر إلى أذهاننا مساحات شاسعة بمئات آلاف الكيلومترات، عاصمة ومُدن عديدة ومناطق ريفية، وعدد سكان بالملايين وعشرات أو حتى مئات الملايين، أو ربما بالمليارات مثل الصين التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 1.338 مليار نسمة. ولكن لن يخطر ببالنا أبداً دولة معترف بها رسمياً وسياسياً بحجم حيّ في إحدى المُدن، وبعدد سُكّان لا يتجاوز الـ 1000 نسمة فقط. رغم ذلك فالأمر حقيقي، فنحن نتحدث عن دولة الفاتيكان التي تتوسط العاصمة الإيطالية روما، والتي تعتبر أصغر دولة في العالم مُعترف بها بشكل رسمي ودولي على الإطلاق.

بمساحتها لا تتجاوز النصف كيلومتر مربع في منتصف روما، وفوق تلة صغيرة مطلة على نهر التيبر، أقيمت دولة الفاتيكان، أصغر دولة في العالم على الإطلاق، والتي لا تملك اقتصاداً كباقي الدول. والتي لا يزيد عدد سكانها عن الـ1000 نسمة منهم أقل من 500 شخص يحملون جنسيتها. وأهم معالمها التاريخية والأثرية والدينية ساحة كاتدرائية القديس بطرس، التي تعتبر مركز الفاتيكان، إضافة إلى حدائقها الشهيرة. ورغم أنها من حيث المساحة وعدد ساكنيها قد لا تتجاز أي حيّ سكني بأي مدينة في العالم، إلا أنها تعتبر قوة سياسية ودينية كبيرة يُحسب لها الكثير دولياً.

ولأن الفاتيكان دولة دينية، فهي لا تمتلك أي جيوش أو أجهزة أمنية، إضافة إلى أن رجال الدين هم من يحكمون ويعملون فيها، كما أنها تعتبر رأس الهرم الديني لجميع معتنقي الديانة المسيحية في العالم.

وعلى وجه الخصوص أتباع الكنيسة الكاثوليكية البالغ عددهم أكثر من مليار و147 مليون شخص في مختلف دول العالم. ورغم أنها موجودة في منتصف العاصمة روما، إلا أنها لا تتبع سياسياً لأي دولة على الإطلاق، بما في ذلك إيطاليا نفسها. فهي دولة مستقلة بشكل كامل ولها سلطتها المستقلة.

قبل النصف الثاني من عقد العشرينات من القرن الماضي، لم يكن هناك ما يُسمى دولة الفاتيكان، حيث كانت النزاعات قبل ذلك الوقت قد بلغت أشدها بين مختلفالكنائس المسيحية، الأمر الذي استدعى تحركاً عاجلاً لإنهاء هذه الأزمات، وعليه تم توقيع معاهدة لاتيران الشهيرة عام 1929، وهي واحدة من 3 اتفاقيات تم عقدها بين مملكة إيطاليا و‌الكرسي الرسولي. وكانت تتألف من اتفاقية سياسية، شملت وجود اعتراف كامل بالسيادة الكاملة للكرسي الرسولي على دولة الفاتيكان. والثانية، اتفاقية نظمت موقف الكنيسة الكاثوليكية و‌الديانة المسيحية في إيطاليا. أما الثالثة فقد كانت اتفاقية مالية. وبموجب هذه المعاهدة التاريخية، انتزعت دولة الفاتيكان، اعترافاً رسمياً من جميع الدول الأوروبية، بأنها دولة مستقلة بشكل رسمي.

بعد هذا الإعتراف الدولي، تم تشييد العديد من الأبنية التي تضمنت منشآت حكومية للدولة الجديدة الناشئة، وسفارات عدد من الدول العالمية فيها. ومن الجدير بالذكر أن سكان دولة الفاتيكان الذين لا يتجاوز عددهم الـ 1000 شخص، هم جميعهم موظفون عاملون فيها. ومن المعلومات المثيرة للإهتمام للغاية بشأنها، بأنها الدولة الوحيدة في كل العالم التي لا يوجد فيها أطفال على الإطلاق، كون جميع سكانها من رجال الدين المسيحي.

التعليقات مغلقة.