src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

المغني التراثي… واتجاهات اليوم

65

تونس.. عدنان الشواشي

   كلمتان مجتمعتان لم تدخلا دماغي… كلمتان متتاليتان تثيران إستيائي و إستغرابي كلّما نُعِت بهما فنّان أو فنّانة من طينة تلك النّجوم المتلألئة في سماء الغناء العربي..
كلمتان لم يُلقَّب بهما لا محمّد عبد الوهاب و لا أمّ كلثوم و لا فيروز و لا عبد الوهاب الدّكالي و لا ناظم الغزالي و لا غيرهم من مشاهير عمالقة الإبداع الخالص الأصيل ، أصبحتا ، اليوم ، على طرف لسان كلّ منشّط تلفزي و ذؤابة قلم كلّ ناقد صحفي كلّما تعلّق الأمر بالحديث أو الكتابة عن نجم أو نجمة من تصنيع تلك المؤسّسات العملاقة العصرية التي إختصّت ،منذ نشأة القنوات الفضائية، في فبركة و بيع تلك النّجوم المعلّبة الإفتراضية..
إذ أصبح كلّ نجم متخرّج من هذه المداجن الغنائية يُنْعَت بالفنّان ” العربي” تلميحا إلى إنتشاره الواسع و تأكيدا على عظمة مكانته الفنّية.. أمّا البقِيّة المسمّات بالأصوات المحلّية فلا يجوز نعتها ، عند موزّعي الألقاب ، ب”العربية ” لأنّ الظّروف حتّمت عليها الإكتفاء بالعمل في مناطقها المحدّدة الأصلية!
فالمغنّي التّونسي أو اليمني أو السّوداني أو اللّيبي الذي لم يحظى بالإنتماء إلى نادي “روتانا” أو غيره من تلك المؤسّسات الفنّية الفاعلة القوية ، هو غير محسوب على الأمّة العربية بل هو مجرّد إسم من الأسماء النّكرات المنسية التي لا شكل لها و لا رائحة و لا هوية!!!
هل سمعتم ، يوما، مذيعا يقول :” إليكم الآن أغنية للفنّان العربي فريد الأطرش أو الفنّانة العربية نجاح سلام”… طبعا لا… لأنّهم أبدعوا في عصر لم تكن فيه هذه البدعة الإعلامية التّمييزية الإقصائية تصول و تجول في سوق الأغنية الحديثة الصّناعية المتقوّة العصرية…. سلبوا منّا منابع رزقنا ، و إحتلّوا ما تبقّى لنا من مناطق إشعاعنا و قربنا من جماهيرنا ، و لم يكفهم ذلك حتّى أنّهم إنتزعوا منّا هويّتنا بكلّ صلف و تكبّر و ريّاء و دون خجل و لا حرج ولا أدنى إحترام لنا و لِذوات مشاعرنا…. #عدنان

التعليقات مغلقة.