تتعرض مجتمعاتنا في الآونة الأخيرة لمجموعة من المتغيرات على كل الأصعدة، تتلخص جميعاً في كلمة واحدة ( الفجوة ).
بدأ التحول في البداية بالتحول الاقتصادي، حيث انتقل العالم من النظام الاشتراكي للنظام الرأسمالي. وعلى الرغم من الانتعاش الاقتصادي الذي شهدته معظم دول العالم إلا أنه أدى لظهور فجوة في بعض الشعوب. فانقسم المجتمع في بعض الدول إلى شقين: الغنى الفاحش، والفقر المدقع.
من هنا ظهرت الفجوة، ولكن لم يتوقف التأثير عند الوضع الاقتصادي، لكن المشكلة أن أخطر ما يمكن أن يهدم المجتمع بأخلاقه وعلمه وفنه وتطوره هي مثل هؤلاء: غني استغنى بماله، وفقير اهتم فقط بحاله.
هنا ظهرت فجوات عديدة أهمها الفجوة الأخلاقية. فتحول المجتمع الى شخصين: غني أعماه ماله. وفقير أضناه حاله. وكلاهما أكثر الناس عرضة لفساد الأخلاق.
ثم ظهرت الفجوة الدينية، وأعتبرها الأشد خطراً على المجتمعات. فانقسمت المجتمعات إلى نصفين تقريباً ( إلا من رحم ربي )، بعض ممن لا يعرف شيئا عن دينه، وبعض أشد خطراً وهم المغالون والمتطرفون في التعامل مع أمور دينهم لدرجة توصلهم لتكفير الآخرين وما لذلك من تبعات ومخاطر لا حصر لها. والدين من كليهما براء.
ثم ظهرت فجوة الإبداع والذوق العام فاختفى تدريجياً الإبداع أو قل لدرجة الندرة.( كيف لغني اعماه ماله أو لفقير شغله حاله أن يكون بينهم مبدعاً حقيقياً!
الفجوة التي ظهرت مؤخراً وازدادت بعنف هي الفجوة الاجتماعية بين الناس. والغريب أن مواقع التواصل الاجتماعي كان لها نصيب الأسد في صنع واتساع هذه الفجوة مما جعل كل شخص منا منغلقاً على نفسه ومنعزلاً حتى عن أقرب الأقربين ظناً منه أنه باستخدام مثل هذه المواقع قد اتصل بمن حوله بسهولة. لكن في حقيقة الأمر ما هو سوى تواصل مزعوم ووهمي.
أرى الحل هنا في الوسطية وإيجاد حل لعودة الطبقة الوسطى في مجتمعنا على كل الأصعدة خاصة اقتصادياً ودينياً واجتماعياً. وعلينا العودة لأصولنا الفنية والإبداعية والأخلاقية وأعتقد أن الحل يمكن أن يكون بنفس الطريقة التي ساهمت في حدوث هذه الفجوة وهي مواقع التواصل الاجتماعي. واستخدام المواقع لنشر الدين الوسطي والأخلاق الحميدة والفن والإبداع والعلم الراقي ومنع كل ما ينافي ذلك.
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
اخر الاخبار
- تعرف على سبب إصطدام قطارين في طريق القاهرة – الإسكندرية
- حماة الوطن بالقاهرة يكرم الأم المثالية باحتفالية كبيرة بمناسبة عيد الأم
- قولى لأمي متلبسش أسود وطلابي يختموا على القرآن
- مأدبة إفطار وملابس العيد ل 150 يتيما بمدرسة الشهيد أحمد محمد عبده ببني سويف
- البشارة بالسيد المسيح عيد له حدث تاريخي ملهم
- ١٨٣قرار تصالح على مخالفات البناء نموذج ١٠لاهالى مدينة ابو زنيمة بجنوب سيناء
- شباب الفراعنة يحيي اتفاقية التآخي بين فولجوجراد وبورسعيد ***********
- العودة إلى المسار الصحيح لوقف زحف مرض السل ممكنة
- جمال حمدان.. رحل الجسد والفكر خالد…بقلم ..إبراهيم طه
- حريق التجمع الخامس
التعليقات مغلقة.