src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

الشخص الجديد! بقلم: العميد محمد سمير

64

نتيجة الظروف الصعبة التى اجتاحت العالم عقب الأزمة المالية العالمية أوشك أحد ملاك الشركات الصغيرة فى الولايات المتحدة الأمريكية على الإفلاس.. فحاول تدبير قرض بنكى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه إلا أنه اصطدم باعتذار جميع البنوك التى لجأ إليها.. فاستلسم لمصيره.

وبعد أن انتهى من عمله فى أحد الأيام، ذهب إلى أحد مطاعم المأكولات الشعبية لتناول وجبة رخيصة الثمن.. فالتقى برجل كبير فى السن يجلس منفردًا وتجاذبا أطراف الحديث، فحكى له قصته.. فقال له الرجل العجوز:
“اعتقد أنه باستطاعتى أن أساعدك على حل مشكلتك”.
وأخرج شيك وكتب فيه مبلغ مالى وأعطاه لصاحب الشركة الصغيرة وقال له:
دعنا نتقابل هنا بعد سنة واحدة من الآن لكى ترد لى قيمة هذا الشيك الذى سيساعدك بالتأكيد على حل مشاكلك.

وبعد أن غادر الرجل قام صاحب الشركة بفتح الشيك فوجده بقيمة مليون دولار بامضاء “چون دي روكفيلر” واحد من اغنى الرجال في العالم.

صاحب الشركة فكر وقال لنفسه:
الحمد لله.. الآن أستطيع أن أحل جميع مشاكل الشركة وأسدد كل ديوني من هذا الشيك.

وبعد تفكير عميق وخوفه من أن لا يستطيع تسديد هذا المبلغ الكبير فى موعد سداده قرر ان يحتفظ بالشيك في خزنته.. وأن يحاول محاولة اخيرة فى ضبط أمور الشركة، ولو فشل، فإن أموال الشيك ستغطى جميع خسائره.

وفعلًا بدأ على الفور في ايجاد حلول وبدأ يتعامل مع المشاكل بأسلوب مختلف، فحل جزء كبير منها وبدأت أموره تتحسن تدريجيًا، فسدد كامل ديونه وتعافى تمامًأ.. والشيك ما زال بحوزته.

وبعد أن انقضت السنة قرر أن يقابل “جون” فى نفس المكان لكى يرد له الشيك وكان فى غاية الفرح والسعادة بانجازه.

وعندما التقاه هم باعطاءه الشيك وشكره بشدة على مبادرته التى غيرت حياته فوجد ممرضة تجرى فى إتجاه “چون” وأمسكت به من يده، وهي تتأسف لصاحب الشركة وقالت له:
أرجو أنه لم يضايقك لأنه رجل مسن وأنا الممرضة المسؤولة عن حالته.. هو دائمًا ما يهرب من البيت و يدعي أنه “چون دي روكفيلر” الملياردير المشهور، وأخذت الرجل المريض ومشيت.

وقف صاحب الشركة مذهولًأ وقال لنفسه:
“سنة كاملة أبيع وأشتري وأعقد صفقات.. وأحل مشاكل..
اعتقادًا مني بأن ظهري محمي بمليون دولار !!!”.

والواقع والدرس هنا يا صديقى أن المال الذى استند على وجوده لم يكن هو بالطبع من أنقذه.. ولكن الشخص الجديد الذى ولد بداخله وأحس بالثقة فى أنه مؤمن بالشيك هو من فعل ذلك.
نفس هذه التصرفات كان يمكن له أن يفعلها بدون الشيك.. لكن خوفه وقلقه المبالغ فيهما كانا هم العقبة التى منعته من ذلك.

الخلاصة أننا نملك نعم كتيرة يمكن أن تهون علينا التوتر والقلق الذى ينغص علينا حياتنا ولكننا لا نلتفت إليها وننظر دائمًا إلى ما نعتقد أنه ينقصنا.
تذكر دائمًا أنك فى حمى رب كريم قوي قادر ورحيم، هو أمانك الحقيقى من كل ما تعتقد أنه سيوقفك عاجزًا عن تحقيق ما تتمناه وترجوه فى كل نواحي حياتك.. لا تتوقف لحظة واحدة عن السعى وثق أن الله العظيم لن يخيب رجائك.

التعليقات مغلقة.