src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

عن الرعب نحكى

62

قصة قصيرة بعنوان لی ….وحدی
للكاتبه شيماء احمد

زفاف اقرب صديقاتها لم يكن بالامر الهين ابدا عليها الاستعداد له …..وخصوصا ان هذه الصديقة امتازت بطبع هوس الغرابة والجديد …تم تحديد مستلزمات العرس …بعد عناء شديد ….الكثير من كلمات الحمد …من كان يتخيل ان تفك عقدة سمر …الفتاه التی توسطت العقد الرابع ..ونسجت عليها الاقاويل بسبب التأخير ……احبت صابرين سمر بحق …وساندتها بكل ماتملك …وكانت نعم الاخت ..حتی عندما تقدم هذا الشاب للزواج من سمر ..لم يكن امام سمر سوی الهروع لحضن صديقتها لتفرغ مخاوفها من الكوابيس والاقاويل المنسوجة عن تلبسها ووجود عالم سفلی يمنعها من الزواج …..حينها احتدت نبرة صابرين وقالت فی حزم لسمر :
لن يقف فی طريق سعادتك انس ولا جن وانا علی قيد الحياة ……علی جثتی ان تدمرك الخرافات ….سأحضر زواجك واصفق لك …وضحكت …مازحتها سمر قائلة …ستحضرين زواجی علی جثتك!!!؟؟ هههههههههه تخيری الالفاظ ياعزيزتی ….
————————————
قبل العرس بيوم ….
الاجندة السوداء دائما مفتوحة لتلقی الشطب والاضافة ..بالتأكيد كلنا يعلم بعثرة الدماغ فی مثل هذه الاوقات ..حين يقترب الموعد ونمسك الشيء بأيدينا وفی نفس الوقت نبحث عنه …..
جرس الهاتف يرن …صوت سمر يأتی علی خط الهاتف منهك تماما …
الووو: صابرين …هل قمتی عزيزتی بتدوين كل شيء ..لا تنسي ارجوكی التنبيه علی الفندق بأمر المشروب الجديد …اريد زفة خاصة بهذا العصير ..
صابرين : نعم عزيزتی ..لا تخافی ..صديقتك المقربة لن تغفل عن ای شيء فی اليوم الذی انتظرته طويلا ..ولكن ارجوكی اخطفی ساعات راحة ..صوتك يكاد يشی بسقوطك فی اغماء ….
صابرين : شكرا حبيبتی ..لا حرمنی الله منك لا تخشی علی ..حرارتی فقط مرتفعه قليلا .. (صوت عواء وضحكات تقتحم الخط !!)
صابرين : الووووو الوووووو سمر !!!
سمر : نعم
صابرين : لا عليك عزيزتی …ربما تداخلت الخطوط ..فقط سمعت اصوات عجيبه ….
وتقفل الخط وهی تكاد تقسم ان الاصوات ذكرت اسم صديقتها ……..
——————————————-
قبل العرس بساعات …
الاستحمام فی هذا الوقت يعد بمثابة مهدئ…لا من باب النظافة والاستعداد فقط ….
كانت صابرين تزيح شعرها للاعلی والماء يعيد اسداله تحت الدش الذی ينفث البخار مع المياه بغزاره ….صفير صاخب دوی فجأة فی اذنها مثل مكبر صوت تعطل …..وضعت يدها علی اذنها ..تبا ..الصوت لا يزول ..الصفير يعلو …انه نابع من داخلها …. …شيء ما يزحلق قدمها…سائل لزج بلون حار …يكسب حوض الاستحمام اللون الاحمر ….
تسقط صابرين ….مغشيا عليها …فی الحوض ..ومازال الماء ينهمر ….ويعلو …ويعلو …ويمتلئ الحوض …وتخرج اخر فقعات الهواء من صدرها معلنة نهايتها ………..
——————————————
فی قاعة العرس ….
سمر : تهمس للعريس …تأخرت صابرين كثيرا ..
العريس : حقا اغار انا من هذه الصابرين المستحوذة عليك ياحبيبتی …
تضحك سمر وتقول ..ولكنها فعلا تأخرت ..
تنادی المطربة علی العريس والعروس …لرقصة ليلة العمر …….الهدوء يخيم علی القاعه ….الاضواء تخفت …الموسيقی هادئة وكأنها بساط ناعم يسحب العروسان من تحتهما ليتجها من مقعد الكوشة لمنصة الاحتفال …………كم هی مبهرة هذه القاعة …اروع مافيها نجفة كبيرة تتوسط محيط سقف المنصه ….العريس غارق فی عين عروسته …ويده علی خصرها تأخذه لانقطاع تام عن ما حوله ….العروس يخفق قلبها بشدة …ومازالت غير مطمئة ….صديقتها تأخرت بالفعل …..هزة بسيطة فی النجفة …تلاحظها العروس فتنتفض فی احضان الرقصة …ينتبه الزوج وقتها انه وحده من كان يحلم فی بحر الهوی …يركز عينه بعين حبيبته …ترفع عينها لتشير للاعلی ….النجفة تتهتز بشدة اكثر …الجميع يتسائل لما توقف العروسان عن الرقص …النغمات تتحول لاصوات مزعجة …الهرج والمرج يبدأ فی القاعة …النجفة تكاد تسقط ….العريس يحمل عروسه ويهم بالنزول فورا من علی المنصه ….يسقط من علی درجات المنصة وتقذف العروس علی بعد امتار من …وتسقط النجفة علی الهدف بالتحديد ……..
البدلة السوداء ….تشابكت مع الاعضاء فی شموع مصابيح الاضاءة …..والدماء تزحف علی المنصة تسور الفاجعة ………الرأس تهشم تماما …..العروس خرساء عن تجميع الكلام ………الصراخ فی كل مكان ….الابواب اغلقت بأحكام فی ضربة واحدة لمنع احد من الخروج ……….وفی اعلی السقف ….كانت هناك جثة فی الهواء تدور ……..يقطر شعرها ماء ….ومازالت بعض فقاعات الصابون تنحدر مع الماء علی جسدها لتسقط علی اسلاك النجفة المحطمة المنثورة وتصدر ازيز التقاء الماء بالكهرباء ……………جثة لفتاة اقسمت حضور العرس حتی لو علی جثتها …
وصوت يأتی من جدران القاعة …….مخاطبا العروس مناديا بإسمها فی زئير غاضب …قلت لك الف مرة انت لی وحدی …….انت لی وحدی …..انت لی وحدی …….واظلمت الدنيا فی عين سمر …….
لتفتحها فی مابعد …علی عالم اخر ….لا يسكن مثلها فوق الارض ….بل تحتها مع السنة اللهب ……

التعليقات مغلقة.