متابعة :بيشوي عدلي 
وجه كالملائكه يغط في سبات عميق بحنو فطري تحتضنه امه فيتخذ من صدرها وذراعيها سكن وعرش يتربع فوقه براحه وغنج وتدور الايام وتسلبه قوي الشر عرشه ليجد نفسه ملقي علي قارعه الطريق بين اكوام النفايات وحيد جائع ليس له احد ان يذكره هذا باختصار حال اطفالنا المنسييين..او كما يطلق عليهم الساده ذوي البدلات الانيقه والساعات الرولكس اطفال الشوارع في برامج التوك شو وعلي مكاتب الهيئات المتاجره بقضيتهم دون ان تحرك طرف الاصبع لانقاذهم من واقعهم الاليم الذي نسجناه بيدنا معا بقصد منا او عن غير قصد اما لنا ان نوقف هذه المهانه ونخرجهم للرحب وننقذهم من دائره الاتجار بالبشر بين استخدامهم كمتسولين او الاعمال المنافيه للاداب او توزيع المخدرات او الهول الاكبر استخدامهم كقطع غيار ادميه والاتجار بأعضائهم وايضا كوقود للارهاب المنظم من قبل الجماعات الارهابيه المسلحه وكلنا رأينا سوابق علي هذا النوع من الجرائم الا تتحرك قلوبنا لمراي طفل يفترش الرصيف في الحر والبرد جائع مريض يتعرض في يومه لكل ماهو مشين في عالم الشارع بصخبه وعنفه؟؟ طفل يبحث عما يسد رمقه عن لقيمات جافه متعفنه بين اكوام القمامه؟؟ الا تتحرك احشاء المسئولين نحوهم ام ان الواحد منهم يكتفي فقط بزجر هؤلاء المنسيين كالطفل بائع المناديل الورقيه بين السيارات الفارهه الذي يغلق المسئول زجاج السياره بوجهه حتي لا يتعكر مزاجه برؤيه هؤلاء البائسين وعند الحاجه يتغني البعض بقضيتهم ليظهر في صوره المحسن الكبير ليس الا والطفل الذي يبيعك شيء ما نجده في اغلب الحالات يعمل لحساب شخص اكبر سنا ومركزا فعالم الشارع اي كوماندا مهيمن علي التجاره ويديرها لصالحه الخاص مقابل المبيت في احد الخرابات دون التعرض له كي يكون مشمولا بالحمايه ..اي حياه تلك الشارع المحمي فقط من البلطجيه ليس به سوي اعراف البلطجيه ليس هناك قانون حمايه الطفل ولا بنود حقوق الانسان كفانا اطلاق تسميات تحقرمنهم وهيا لنعمل لحل قضيتهم بعيدا عن تضارب الارقام والاحصاءات وكفانا ان نتعامل مع البشر علي انهم ارقام احصائيه فاطفالنا المنسيين هم كل من ليس له مأوي وعائله وليس فقط العاملون فالشوارع او المفترشين للارصفه فهناك الاسر المنكوبه من جراء الزلازل والسيول وغيرها وهناك المتسربين من التعليم بسبب سوء ورداءه العمليه التعليميه او التعرض للانتهاكات فالبيوت والمدارس الجنسيه منها والاعتداءات البدنيه وضحايا التفكك الاسري والحوادث والخطف والسرقه والبطاله والاستغلال من احد الوالدين او كليهما بالدفع للتسول او الاعمال الشائنه كلها فئات من المجتمع المصري تستحق الانتباه والتدخل لحمايتها وتأهيلها وادماجها في المجتمع ، ثانيه اغلبهم كان الشارع هو الحل الاخير والملاذ للهرب من جحيم فكانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار هم ثروه مصر المهدره ثروتنا البشريه التي ندفع يوميا ثمن تهاوننا في حمايتها من التدمير فالي متي ستتعامل الدوله معهم علي انهم ارقام وسط تقارير تسكن ادراج المكاتب؟ لماذا لا يتم عمل مدينه بكل محافظه تحتضن هؤلاء الاطفال من جانب متخصصين في علم النفس التربوي والجنائي والارشاد النفسي والاسري والاخصائيين الاجتماعيين ومعاجين السلوك والادمان وغير ذلك لاعاده ادماجهم فالمجتمع بعد تأهيلهم مره اخري مع العلم ان تاريخيا تجربه محمد علي في بدايات القرن التاسع عشر عندما قام ببناء مصر الحديثه وتطوير التعليم وارسال البعثات لاوروبا فانها ارسل رجاله لجمع المشردين واطفال الاسر الفقيره لالحاقهم بالتعليم وحتي ان محدودي الذكاء منهم علمهم مختلف الحرف وهم منقامت علي ايديهم نهضه مصر الصناعيه والنوابغ منهم ارسلوا في بعثات لاوروبا فلماذا رغم توفر الامكانيات لا تولي الدوله اهتماما لهم..اين دور مؤسسات الدوله كل في موقعه بدءا من رئاسه الجمهوريه مرورا بالقوانين التي يجب سنها وتفعيلها لحمايه الطفل وقطاع الداخليه للتعامل مع البلطجيه المسئولون عن اداره شبكات استغلال الاطفال واقسام الشرطه لجمع واستقبال المنسيين هؤلاء وارسالهم لاماكن اعاده التاهيل وليس لاصلاحيات الاحداث التي ثبت فشلها فيدخل منها الطفل مشروع مجرم او مجرم بالصدفه ليخرج زعيم عصابه مما يساهم في ترسيخ العدوان علي المجتمع اكثر ويبث سموم الفرقه بين ابناء الشعب الواحد وكل فصيل يري الاخر عدو يسرقه او يتحفز للعدوان عليه اين وزاره التضامن الاجتماعي ومؤسسات حقوق الانسان مما يحدث واين دور مؤسسات المجتمع المدني التي غالبا ينحصر دورها في جمع التبرعات واعاده توزيعها ويضيع اغلب محاولاتها فروتين الاوراق واين دور دور العباده يا من تتشدقون دوما بأننا اكثر الشعوب تدينا؟؟ ان المنسيين ثروه مصر المهدره وصمه عار في جبين كل منا فارجوكي يا امي قبل ان ترمي بفتات الخبز اجمعيها في اكياس نظيفه ففي وطني اطفال يبحثون كل يوم عن فتات موائدنا بين اكوام القمامه.
التعليقات مغلقة.