src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

الشرق بين سلبياته وايجابياته وحسناته

87

بقلم :زيزي ضاهر

إعلامية وأديبة وسفيرة الجمال بلبنان

ما الفرق أن تكون مكبلا بقوانين تجعلك فاقدا للحياة في بلاد باردة لا تعرف الحب ولاالحياة ، في حين تتوفر فيها فرص العمل وسبل العيش الكريم

وما بين الحلم والواقع
وطن تعيش فيه حرا بلا قيود دون أنظمة تكبلك بقيد من حديد ولكن لا مكان للفرصة إلا بمعجزة ومع ذلك هو الحلم والحياة رغم قسوة العيش.

– بداية أنا مع أن كل دولة حرة في سن قوانينها وأنظمتها ومن لا يعجبه ذلك فليرحل عنها.
كما يحق لي أن أكتب مواطن الخطأ والصواب فيها وفي أي مكان ويكون ذلك من منطلق الرأي الشخصي الخاص بي
وحين أكتب أحلامنا ، آلامنا ، فشلنا ونجاحنا كذلك من منطلق تجارب شخصية وما أراه أمامي، وأنا هنا أدين أصحاب القرار في وطني ولا استثني منهم أحدا
كما أقر وأؤكد أن سبب هذا الحلم هي حكوماتنا
التي اعطيناها صك أحلامنا وطموحاتنا فأصابنا الخذلان من كل من أعطيناهم ثقتنا
وكذلك علينا أن نعي أن سبب الهجرة لدى أبنائنا هو الفساد التاريخي المتعاقب في بلادنا.

دائما تأخذنا أنظارنا إلى تلك البلاد الحلم حيث تتوفر فيها كل السبل في العيش الكريم والأنظمة،و القانون ،و تطور التكنولوجيا وتلك المساحات الخضراء الشاسعة التي ورغم كل هذا الجمال لا يوجد فيها حياة ، فتلك المساحات مقيدة ببنود من القرارات وغير مسموح الإقتراب منها إلا وفق القوانين الممنوحة للمرء ، في تلك الدول التي تطورت وتفوقت علينا من حيث الزراعة والصناعة، على سبيل المثال ألمانيا التي تعد أقوى اقتصاد في العالم ، ومع ذلك تشعر فيها أنك بدون حياة ، مقيد حيث الجاهل يعامل كالمثقف، تلك البلاد تقتل الطموح المثقف العربي فيها منسي إلا ما قل النساء تعامل كالرجال لا فرق بين الإثنين في فرص العمل والوجود.
وللحالمين في الهجرة إلى أوروبا ، نعم هنا فرص العمل متوفرة في هذه البلاد لا يعيش إنسان إلا كي يعمل إلا إذا كان لديه اكتفاء ذاتي كي يعتاش منه دون مساعدة وهذا مكلف كثيرا فالضرائب عالية جدا ، هنا لا يخجل أيا كان من عمله مهما كان ولو في جمع القمامة فهو فخور بهذا العمل.

والعربي هنا مشغول بالنميمة والحسد ومراقبة أبناء جلدته والكذب والدجل واستغلال الآخرين بكل الطرق والإساءة إليهم ومهما نال من منصب ومال يبقى جائعا للحسد وتلفيق التهم والكذب ، بينما الغربي مشغول في العمل وكيف يثري بلده ويفيدها.

وصدقني أيها الحالم بأوروبا أو أمريكا لو أنك اتقنت في بلادك نفس العمل لاستفدت أنت وأفدت وطنك أولا من حيث أنك بين أهلك ومحبيك ولو انت رضيت والتزمت بالقانون لعشت في وطنك بسلام واقتناع ورضا ولكن العربي للأسف يتأفف من الوقوف على إشارة المرور بينما هنا ملتزم دون كلل بسبب المخالفة وما يترتب عليها من ردود سيئة عليه إذ لا يوجد هنا واسطة للخروج من هذا المأزق .
العربي يحلم بالسفر إلى الخارج وتعد أولى اهتماماته ومستعد أن يعمل دون تأفف لأنه ليس هناك من يستمع له إن تعب أو مرض هذه البلاد لا تعرف الإنسانية بل تملك قوانين تسري على الجميع وحاسب آلي يحدد وقتك وعملك وحين تقصر في أي شيء وتحت أي ظرف تعتبر غير أهل لتكون منهم ، ولا يحق لك الجنسية أي الحلم ،
إذا لماذا ندمر أوطاننا باسم الحريات والأديان بينما الحرية هناك في أوطاننا الفقيرة التي تشتكون من غلائها ومعيشتها بينما هنا الغلاء فاحش المستشفيات وغيرها أكثر مما تتصور.

في أوروبا أحزاب كثيرة ولكن جميعهم يقفون تحت مظلة الوطن ويعملون من أجل الشعب.

يعيش في أوروبا جميع الأديان دون قذف وسب وقتال وتحت شعار أن الدين لله والوطن للجميع ، ولو فرضت عليك بلادك نفس الأنظمة الديكتاتورية الموجودة في الغرب لكان وطنك شبيها لهم.
هو منظر فقط بلا لون أو طعم أو حتى رائحة ، صدقوني كم تمنيت أن أتنشق هنا رائحة الورود أبدا فقط منظر جميل بلا طعم ولا رائحة.

في أوروبا مساحات واسعة من الحدائق والأراضي لكن لا يوجد عليها إنسان لأن القانون يفرض قيودا حتى على المنتزهات وأي مكان هو ملك للدولة بينما في وطنك أينما أردت الاستمتاع بيومك تفعل ما تشاء.
تأكدوا أن أوروبا أكبر كذبة فهي بلاد باردة تموت فيها المشاعر رويدا ، وتصبح فيها مجرد آلة.
فيها مساحات كبيرة مليئة بكل ألوان الزهور والأشجار ولكنها مساحات بلا طعم أو نكهة.. أحيانا تدخل قرية تظنها فارغة من البشر بينما هي مليئة ولكن بلا صوت أو حتى صدى لدرجة تظن أن لا حياة في تلك الأماكن. بينما في بلادنا هناك الحياة تركض بصخب ، سيدة تكلم أخرى وعائلة تزور معارفها وأولاد يلعبون دون قانون يراقبهم أو يمنعهم يضحكون بكل حب يملؤون الأرض صراخا ووجودا أما في تلك البلاد فكل شيء بقيود حتى اللعب والحب .. أما من ناحية الصناعة نعم هم تفوقوا علينا ولكن نحن من أعطيناهم الفن الهندسي هم برعوا به ونحن نسيناه هم احتفظوا بأصالتهم وتاريخهم رغم كل التكنولوجيا التي وصلوا إليها ما زالت عاداتهم نفسها بسيطة يزرعون الزهور وفي كل قرية مزارع يهتم بنفسه في أعمال مزرعته ، يقطعون الأشجار بأنفسهم رغم غناهم يحلبون الأبقار يربون الدجاج على رغم من حضارتهم بينما نحن افتقدنا كل هذه العادات والتقاليد الجميلة التي كانت سبب حضارتنا ووجودنا ، في بلادهم رقابة على كل شيء بينما في بلادنا هناك مرتشين لهذا سقطنا في مستنقع الجهل والفقر والبطالة ، هم يطبقون القانون والعدل حتى على رئيس الدولة إن أخطأ ينال العقاب ، بينما في بلادنا أي فرد له دعمه الخاص ممن ينتمي إليهم ومهما اقترف من جرائم يخرج بكفالة ودون عقاب..
هم وصلوا إلى أساليب حديثة في الزراعة رأيت بنفسي مساحات شاسعة من الأراضي المزروعة تحصد وتقطف المحاصيل ولم أر عاملا يعمل بيده لديهم آلات تحصد وتقطف وتنظف ومع ذلك وكل هذا الانبهار في الغرب لا أحب العيش إلا في وطني لأن في أوطاننا هناك حياة هناك حرية .. من قال أن الحرية في الغرب منافق لديهم أنظمة ديكتاتورية على من يعيش على أرضهم يعمل بها أو يرحل حتى وإن كان من أصحاب الأرض هذه البلاد بلاد عمل وانظمة فقط، لذا أيها العربي لا تظن نفسك أنك سائح في بلاد العجائب والحلم.

التعليقات مغلقة.