src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

“القاضي النابه، والأزهري البار، والشاهد الصادق، والكاتب الملهم”

144
بقلم ــ د.عاشور عبد الرحمن 
             جامعة الأزهر 
لقد أسعدني صاحب الألقاب السابقة بهدية المحب “كتابه” (الإمام والبابا والطريق الصعب). وقبل أن أسجل انطباعي بعد قراءتي لهذا الكتاب الماتع مثل صاحبه، أود أن أقول: يقيني بوجود سر بين المؤلف وبين ربه بلغ به هذه المنزلة ونال به هذا القبول سواء قبل شهادته على ميلاد الوثيقة أم بعدها.
وإذا كان الشاهد الصادق قد بدأ كتابه بالحديث عن سلسلة رائعة من المقابلات مع أكبر رمزين دينين في العالم مما زاد الأمر صعوبة بالنسبة له في سرد تلك الأحداث وقصها بكل بساطة ودقة بعيدًا عن الفصاحة كما قال إلّا أن سطور الكتاب أنبأت عن وجود الكثير من الفصاحة في سرد الحقيقة كما ورد بشهادته.
لقد بدأ الأزهري البار كتابه بعبارة تدل على حقيقة ما يضمره الشخص السوي لبني جنسه من حب وخير عندما قال: “شعرت بعدها بأن العالم أصبح قريتي والبشرية أسرتي”. وفي تواضع جم وأدب عال في غير مسكنة يبرئ نفسه من كونه أديبًا بارعًا أو ضالعًا في العلوم والفنون والبيان؛ لكن صدقه مع الله سخّر له من الألفاظ ما عبّرت عنه المعاني وزيادة.
وإذا كان الشاهد الصادق قد سرد كواليس حدث تاريخي لميلاد وثيقة الأخوة الإنسانية التي هي أمل البشرية وغاية الإنسانية، إلًا أنه أسعد قارئ الكتاب وأنا واحد منهم فزودنا بالتعرف على مولده ونشأته التي كانت في إحدى قرى مصر الكنانة متحدثًا عن تلك المرحلة بأسلوب ينم عن تربية سوية وبيئة دينية ووطنية ساهمت في بناء شخصية قوية خيّرة انطلقت بعدها إلى عالم الدنيا لتزرع في كل مكان ثمرة طيبة أو وردة يجد طيبها كل من مر بها.
وشاءت الأقدار أن يحظى المستشار الأمين بصحبة عالم جليل شهد له القاصي والداني بعلمه وورعه وفقهه للواقع وحبه لدينه ووطنه وأمته، إنه فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ولم يكن ترقي الكاتب الملهم لذلك المنصب مستشارًا لفضيلة الإمام نتيجة اصطفاء طبقي أو ثراء مادي بل كان ثمرة جده واجتهاده وتوفيق الله له وصدقه ونبله وتفانيه في خدمة أزهر الدنيا.
وزاد الحب حبًا من قداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان الذي شهد لسعادة المستشار بقوله: “شاب مخلص وصادق” أما وقد اجتمع الحبين من أكبر رمزيين دينين للكاتب الملهم فإن ذلك يدل على صفاء وصدق وإخلاص الشاهد على هذه الوثيقة الخالدة.
والحقيقة أن هذا الكتاب جاء ممزوجًا بأفراح وألام وأحزان ومعاناة عاشها الكاتب واستشعرها القارئ لميلاد وثيقة هي أمل البشرية وغاية الإنسانية شكلت حجر أساس وأصبحت مرجعية حقيقية في الحوار بين الأديان.
والحق يقال إن الأزهر والكنسية قد صنعا بميلاد وثيقة الأخوة الإنسانية تاريخًا جديدًا ووضعا دستورًا لكل الأجيال، ولكل من كان يؤمن بأن الإيمان الحقيقي يقودنا إلى حب الجميع دون تمييز.
هذا؛ وما زالت نصوص الكتاب بحاجة إلى استنطاق مخزون كلماته كما ذكر الكاتب، وأختم شهادتي بخالص دعائي للمحب الصادق “أن الله سيكفيك، ويحفظك، ويحميك، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

التعليقات مغلقة.