src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

مبادرات تيسير الزواج بسوهاج.. شمس تمحو سلطان العادات في صعيد مصر

105

بقلم د.  يسري عمار

من الأمور التي أثارت جدلاً واسعاً في الفترة الأخيرة هذا اللغط المثار حول أناس أفرطوا في الشدة حتي بلغوا درجة التعجيز في تكوين أهم لبنة من لبنات المجتمع ألا وهي الأسرة وبين ميسرين لدرجة التفريط وأغفل هؤلاء وهؤلاء سمة بارزة من سمات الدين الإسلامي أعني الوسطية التي امتدح الله تعالي بها أمتنا في كتابه الكريم فقال سبحانه :- ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ). وجاءت الوسطية واضحة في عقائد الإسلام ومبادئه وأخلاقه وعباداته وتشريعاته فقال عز وجل :- (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) وقال الحبيب المصطفى صلي الله عليه وسلم :- ( إن الدين يسر ) .
ومن أعظم تشريعات الإسلام وأشدها تعلقآ بالفطرة الإنسانية والغرائز البشرية ألا إنه الزواج فكيف يكون الدين قد جاء باليسر والأمة هي الأمة الوسط واليسر ورسولها كان لا يخير في أمرين إلا ويختار أيسرهما ثم نري ما نري من التعنت والغطرسة التي فاقت كل حد في نفقات الزواج من قطبي الأسرة . فمما عمت به البلوي بين الناس المبالغة الشديدة في تأثيث بيت الزوجية واقتناء ما لا يلزم وتتحول البيوت الي مخازن أو متاحف لألوان من الأثاث والمفروشات والملابس التي ربما لا يستعمل منه شيء حتي بعد عشرات السنوات !
وإذا كان الإسلام يدعوا إلي التزين والتجمل والحرص على كل جميل في أمور الحياة قاطبة إلا أن ذلك يجب أن يكون متوجا” بالإعتدال وفي حدود الطاقة والوسع من غير إفراط ولا تفريط فلا خير في كل ما يفضي الي العسر وتبعات الديون وهمومها .
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة فقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من يمن المرأة تسهيل أمرها ، وقلة صداقها ) وأيضاً روي الإمام علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يا علي : _ ثلاث لا تؤخرها : . الصلاة إذا أتت ، والجنازة إذا حضرت ، والأيم إذا وجدت لها كفؤا ). يعني بالأيم الفتاة أو المرأة التي لا زوج لها فإذا جاءها شابا ذو خلق ودين وصلاح فلابد من المسارعة بتزويجها. فإن ما قام وبني علي الرفق واللين كان مباركاً من الله وكان خيرا في كل شيء ولم لا إذا كان التيسير من أعظم مقاصد الإسلام الجليلة . والإسراف والتبذير مما يقع في جملة الكبائر التي حذر منها الإسلام واعتبرها من مسالك الشياطين وسمي المبذرين بأنهم إخوان الشياطين .
ومما أثلج صدري وأبهج خاطري تحطيم هذا الصنم العتي المسمي في بلادنا صعيد مصر بالعادات والتمسك بها حتى وإن كانت مخالفة لصحيح الدين ومنطق العقل ، وجاء هذا التحطيم علي يد مجموعة من شباب ورجال بلدتي الحبيبة قرية ( الصوامعة غرب ، مركز طهطا ، محافظة سوهاج )
حيث قاموا بمبادرة طيبة غرضها الأكبر تيسير الزواج وتحطيم العادات والتقاليد السلبية ومن الطيب مباركة جمع من شيوخ العائلات وشباب القرية الواعدين لهذه المبادرة واستخدام مواقع التواصل الإجتماعي والتقنيات الحديثة لإنجاح مبادرتهم الرائعة والأروع هو أن هناك مجموعة من القري المجاورة حذت حذوهم وسارت علي خطاهم . وفي النهاية
أرجو الله أن تكلل جهودهم بعموم نجاح تلك المبادرة في صعيدنا خاصة ومصرنا الحبيبة عامة

التعليقات مغلقة.