src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

بين دعاة التجريف .. ومصرنا الكريمة!

81

بقلم د. إلهام سيف الدولة حمدان

أستاذ ورئيس قسم الإنتاج الإبداعي بأكاديمية الفنون

___________

اليوم.. أستطيع ـ بكل الفخر ـ أن أسجِّل باسمي اسمًا جديدًا أُطلقه على وطننا الغالي وترابه المقدس، وهو مصر الكريمة، لينضاف إلى قائمة الأسماء التي نشرُف ونعتز بها، ليكون إلى جانب المحروسة والبهيَّة و المعزيَّة و المنصورية، و أم الدنيا، وفي البداية كانت تُطلق هذه الأسماء على مدينة القاهرة وحدها، ولكنها امتدت لتشمل خريطة بر مصر بأكمله من أقصى الجنوب في صعيد مصر.. إلى دلتاه الخصبة في الشمال، وهي التي سُميت في عصر الفراعين باسم (كيميت) بمعنى الأرض السوداء كدلالة على خصوبة الأرض المصرية التي يجري في وسطها نهر النيل كالأفعوان تحت شمسها الذهبية التي لا تغيب، وفي الحقيقة أنا ضد مقولة المؤرخ اليوناني هيرودوت: إن مصر هبة ـ أو هدية ــ النيل والصحيح والأقرب للحقيقة والتاريخ أقول: إن مصر المحروسة و البهية و أم الدنيا و الكريمة، هي هبة المصريين العظماء الشرفاء بلا جدال!
ولكُم أن تسألوني: لماذا كان اختياري لإطلاق اسم “مصر الكريمة” في هذا التوقيت بالتحديد؟

ذلك لإيماني الذي لا يتزعزع بأن القيادة السياسية لمصر الجديدة – وعلى رأسها القائد والزعيم الرئيس عبدالفتاح السيسي – حين أطلقت وعودها بالرخاء والنماء والتنمية، لم تكن تُطلق فقاعات ملونة في الهواء بقصد اللعب على مشاعر الجماهير المتعطشة للإصلاح والتغيير والتقويم، ولكنها الجماهير الواعية التي آمنت بالقيادة الوطنية المخلصة التي وعَدَتْ وأوفت بوعودها، لتخرج بالجموع الغفيرة من نطاق “أسر” أسوار العشوائيات، تلك العشوائيات التي احتوت في باطنها على كل موبقات الأرض من صنوف الفقر والجهل والمرض، إلى العالم الرحب المليء بالنظافة والثقافة، والانتصار على كل الأمراض التي استوطنت أجسادهم وعقولهم ردحًا طويلاً من الزمن، والتمرد الإيجابي على سنواتٍ من الاستسلام والخنوع تحت مظلة دعاة “التجريف” لكل متطلبات الحياة التي تمنح للمرء الشعور والإحساس الصادق بالكرامة في وطنه، والتمكن من الاعتزاز بتاريخه المجيد الذي يحاول الدخلاء والخوارج تدنيسه ومحوه من خريطة الحياة الآمنة، ليتمكنوا من التحكُّم في مصيره ومكتسباته ومقدراته على طول الزمان!

لذا .. كان اختيار كلمة “حياة كريمة” رمزًا وشعارًا للمؤتمر الأول لتلك المبادرة العظيمة التي نادى بها الرئيس ــ وبانعقاده التفت الجماهير حول قائدها بساحة “إستاد القاهرة” ــ لعمق اللفظ والدلالة المُشتقة من عبارات وتعبيرات اللغة التي تتلامس بمعانيها وحروفها وأهدافها مع كلمة “كرامة”، هذه الكرامة التي لم يتخل عنها المصري منذ أقدم العصور، مهما تكأكأت عليه ظروف الحياة القاسية وفي أحلك عصور الاحتلال والمظالم والقهر!

لقد بدأت الدعوة ليكون المؤتمر بهدف إحياء ما يسمى بالمشروع القومي لتطوير قرى الريف المصري التي عانت طويلاً من الإهمال والتجاهل، ولكنها ـ للأمانة والرصد والتوثيق الصادق والأمين ــ امتدت المبادرة لتشمل ربوع الوطن المصري طولاً وعرضًا وعمقًا، لتقوم الدولة بكل الاهتمام والرعاية والتخطيط والتنفيذ، لترسم البسمة على وجوه أهالينا في كل أنحاء المدن والقرى والكفور والنجوع، لتصل ــ بنظرتها المستقبلية الثاقبة الحريصة على “نقطة المياه” ــ إلى القيام بتبطين الترع والقنوات والجداول، لتحقيق أعلى معدلات الحفاظ على المياه التي قال الله تعالى عنها في كتابه العزيز: “… وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ …” (الأنبياء 30).

وإيمانًا مني بأن لغة الأرقام والمستندات والوثائق، هي خير دليل على مدى الصدق والجديَّة والالتزام، تعضيدًا وتعزيزًا بالرؤية على أرض الواقع، وتأكيدًا على تحقيق ما قال عنه الرئيس السيسي، في مضمون كلمته بالمؤتمر حين قال: “كان تطوير الريف المصري حلمًا يراودني”!، وها هي لغة الأرقام ـ من مصادرها الموثقة ـ تقول: إن مبادرة “حياة كريمة” شملت تطوير (٤٥٨٤) قرية في (١٧٥) مركزًا بإجمالي (٢٩٤٠٠) تابع بين “نجع وكفر وعزبة” من تدخلات مباشرة وغير مباشرة، تستهدف مناحي الحياة كافة، مع مراعاة الاستدامة وبتكلفة إجمالية بلغت (٧٠٠) مليار جنيه، وامتدت الرعاية لكل ما يخص البنية التحتية والتنمية البشرية والعناية بالري والزراعة والتموين، وبناء الوحدات الصحية والمستشفيات المتطورة وتوفير سيارات إسعاف وسيارات مخصصة لعمل الأشعة والتحاليل الطبية التي تحتاجها الحالات الطارئة والسريعة.

كل هذا لم يكن ليتحقق إلا بإرادة من الرئيس السيسي، وبفضل السواعد الفتيَّة من شباب المهندسين والعمال والأطباء، مع الإيمان القوي الذي لا يتزعزع من صفوف وطلائع القوى الناعمة المصرية المتمثلة في الأدباء والشعراء وأساتذة الجامعات، ومساندة حقيقية من الجماهير المؤمنة بتوجهاته الوطنية الصادقة، تلك التوجهات والأحلام القومية المشروعة التي تخرج بمصرنا “الكريمة ” و”المحروسة” و”أم الدنيا” إلى آفاق المستقبل المشرق، لتتبوأ مكانتها وسط خريطة العالم مشرقه ومغربه.

ونحن مازلنا نطمع ونطمح في المزيد من هذه المبادرات العظيمة، التي تصنع الحياة الكريمة للشعب المصري، وتعطي القدوة والمثال لكل الطامحين للحياة الكريمة من شعوب الأرض حولنا، فما زالت مصرنا المحروسة هي المثال الذي يحتذي به كل أحرار الأرض شرقًا وغربًا.

التعليقات مغلقة.