src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

أدب الأطفال..وحاصدة التكريم الرئاسي( ماما سماح )_ د. إلهام سيف الدولة حمدان رئيس قسم الإنتاج الإبداعي الأسبق بأكاديمية الفنون وعضو اتحاد كتاب مصر،

67

 

يتناقل الظرفاء طُرفة على سبيل التسلية وبعث روح الفكاهة والبهجة في قلوب المستمعين في جلسات السمر واللهو البريء بين الأصدقاء؛ ولكنها ــ أي الطرفة ــ تُعد بمثابة الإنذار الموجه لليقظة وضرورة استنارة العقول؛ والانتباه إلى الاعتراف بحق الأجيال الصاعدة في احترام أفكارهم وتوجهاتهم؛ وفي أن يكون لهم في كل تخصص من التخصصات من يهِبْ حياته لإسعادهم والاهتمام بشئونهم؛ دون الإقلال من اهتماماتهم نحو عالم الطفل والطفولة .

وتتلخص الطرفة في قصة إقدام شاب على خطبة إحدى الفتيات من عائلتها؛ لاستكمال “نُصْ الدين” وبناء العُش الذي سيجمعهما في عالم الزوجية ؛ وبعد الترحيب وانتظار الإعلان عن سبب الزيارة الكريمة؛ يطلب الشاب ــ على استحياء ــ يد الابنة كما هو معتاد في تلك المواقف .. فيبادره والدها بالسؤال عن مهنته فيخبره بمهنته كـ “طبيب أطفال”! والمفاجأة تكمُن في رفض الأب لتلك الزيجة؛ بحُجة أن الشاب المتقدم للزواج لم يقُم باستكمال تعليمه وتوقف عند مرحلة الطفولة !

إنها حقا طُرفة مضحكة ولكنها تُعطي الانطباع عن مفاهيم العقلية المصرية والعربية تجاه التخصصات التي تعمل في مجال عالم الأطفال؛ والنظر إليه بنظرة دونية . ومع الأسف هذا هو المفهوم الشائع عن أصحاب المهن التي تتلامس مع عالمهم ..فماذا عن النظرة المجتمعية تجاه العديد من المبدعين من الأدباء والكتاب والفنانين الذين يشغلهم العمل في مجال أدب الأطفال ومحاولة استكشاف شتى الدروب للولوج إلى عوالمهم وأفكارهم ؟!

ولكن مع تقدم المجتمع بخطواتٍ حثيثة نحو إصلاح بعض المفاهيم والأفكار العتيقة ـ تحت ظلال الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ـ يجيء التوجيه الرئاسي بضرورة حشد الطاقات الإبداعية في مجال نشأة الأطفال، ومتابعة الكثير من كتابات الأدباء الشبان والشابات؛ ويأتي الاختيار الصائب لنيل التكريم المستحق من الدولة ومن القيادة الوطنية؛ لأعمال الكاتبة المائزة بإبداعاتها في هذا المجال سماح أبو بكر عزت الشهيرة ب(ماماسماح) ، التي حازت على العديد من الجوائز في مصر وخارجها من المؤسسات الثقافية الخاصة؛ ويكون التكريم الأكبر والأعز من القيادة المصرية المؤمنة بقضايا الإنسان؛ وعلى رأسها قضايا الطفل المصري عماد الأمة وأمل المستقبل .

ولم يكن اختيار الأديبة بمنحها “درع التفوق” في الكتابة لأدب الأطفال ـ للتكريم واستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لها بحضور وزيرة الثقافة ــ وليد الصدفة أو من قبيل المجاملة؛ فهي ابنة البيئة الفنية التي عاصرت وصنعت زمن الفن الجميل منذ خروجها إلى الحياة؛ فهي ابنة الفنان القدير الراحل أبو بكرعزت، والكاتبة الرائعة الراحلة كوثرهيكل؛ أي أنها تحمل بين جنباتها وروحها أكسير الفن منذ نعومة أظفارها في النشأة الأولى؛ وتعمل كبير معدي ومقدمي برامج بالقناة الرابعة باتحاد الإذاعة؛ وتقدم برنامجًا للأطفال بعنوان “احكي يا ماما سماح” على شاشة التليفزيون المصري؛ بالإضافة إلى العديد من الأعمال التلفزيونية المخصصة للأطفال من بينها المشاركة في كتابة الجزء الثاني من مسلسل “عالم سمسم” و”لعبة الحواديت”، ومسلسل “علاء الدين وكنز جدُّو أمين”، وأكثر من اربعين إصدارًا للطفل بالتعامل مع العديد من دور النشر بمصر والخارج؛ وحصلت في العام 2019 على ” جائزة المجلس الدولي لكتب اليافعين” ؛ لتصل إلى آخر إصداراتها في مواكبة جادة للأحداث على الساحة المصرية في العام 2021 وهي قصة ” قنال لا تعرف المحال” عن أزمة السفينة “إيفرجيفين” التي تعطلت في مجرى قناة السويس؛ وهي القصة التي تقوم بتعريف الأطفال عن مدى قوة وشجاعة الشعب المصري في مجال التكنولوجيا وعلوم البحار .. وتعطي المثال والقدوة في حب الوطن وتعزيز الانتماء لترابه وقدسيته ،وتبرز (حياة كريمة) مدى تمكن حاصدة التكريم قدرتها على إيصال مشروع قومي بهذه البراعة لعقل ووجدان الطفل المصري ليواكب خطا وطنه على طريق التنمية والبناء بسلاسة تستحق الإشادة بحق.

وأخيرًا .. ومع كل هذا التكريم والاعتزاز ــ الذي يتم تعضيده من القيادة السياسية الوطنية مباشرة ــ بنتاج العقل المصري في مجال أدب الأطفال؛ ألم يحن الوقت لتقوم وزارة التربية والتعليم بتضمين المناهج التعليمية منذ المرحلة الابتدائية بتلك المؤلفات الرائعة؛ وجعلها كمواد أساسية ومنهاج عمل لكل أطفال مصر ؟؛ وأن تمنح من يحصل على الدرجات القصوى في تحصيلها حق الدخول إلى المعاهد الفنية الموجودة في ربوع الوطن؛ ولتكون حافزًا على تنمية روح الفن وإعلاء القيم الجمالية في نفوس الصغار؛ فتلك الكتابات الأمينة المُخلصة لاتقل عن دراسة كتابات السيرة المقررة ضمن المناهج التعليمية عن عظماء التاريخ وقادة المعارك الحربية عبر التاريخ المصري القديم والحديث .

إنني أهيب بكل غيور على تباشير الصحوة في الغد المشرق لأطفال اليوم وشباب الغد وقادة المستقبل؛ أن تتولى مناهج التعليم في مراحله الأولى؛ القيام بدورها التربوي الفعَّال في نفوس الصغار؛ إعمالاً ومصداقًا لمقولة : “التعليم في الصِّغَر .. كالنقش على الحجر “؛ ولن يتأتي ذلك إلا بالتضافر مع أجهزة الإعلام والثقافة والأجهزة السيادية لإمكان إعداد البرامج التي تنهض على أفكار تلك الإبداعات الرائعة من أدباء الكتابة للأطفال .
وإنا لمنتظرون ..

التعليقات مغلقة.