src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

صحبة الصالحين شفاعة في الآخرة بقلم / محمـــد الدكـــروري

125

لقد كان الصالحون يسعون إلى صحبة الأخيار الأبرار الأطهار، فهذا الإمام الشافعي الذي ملأ الدنيا بعلمه وورعه وتقواه يبحث جاهدا عن صحبة الصالحين ليشفعوا له في الآخرة، ولا يفوتنا أن نذكر صداقة أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي لقب بالصديق لتصديقه الرسول صلى الله عليه وسلم في كل شيء فحينما عاد صلى الله عليه وسلم من رحلة الإسراء والمعراج وقص على قريش ما حدث كذبوه فيما قال وعلى رأسهم المطعم بن عدي الذي قال أنا أشهد أنك كاذب، نحن نضرب أكباد الإبل إلى بيت المقدس مصعدا شهرا ومنحدرا شهرا، أتدعي أنت أتيته في ليلة؟ واللات والعزى لا أصدقك، وانطلق نفر من قريش إلى أبي بكر رضي الله عنه يسألونه عن موقفه من الخبر.

فقال لهم لئن كان قال ذلك لقد صدق، فتعجّبوا وقالوا أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح ؟ فقال نعم إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة، فأطلق عليه من يومها لقب الصديق، ولا ننسى لهفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وحبه لصحبة الرسول صلى الله عليه وسلم في الهجرة وهذا الحب هو الذي أبكى أبا بكر فرحا بصحبته صلى الله عليه وسلم وإن هذا الحب هو الذي أرخص عند أبي بكر الصديق رضي الله عنه كل ماله ليؤثر به الحبيب صلى الله عليه وسلم على أهله ونفسه، لهذا كان أمن الناس على النبي صلى الله عليه وسلم في صحبته، وأن أبا بكر الصديق رضي الله عنه ليلة انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغار.

كان يمشي بين يديه ساعة، ومن خلفه ساعة، فسأله، فقال أذكر الطلب أي بمعني ما يأتي من الخلف، فأمشي خلفك، وأذكر الرصد أي بمعني المترصد في الطريق، فأمشي أمامك، فقال صلى الله عليه وسلم ” لو كان شيء أحببت أن تقتل دوني؟ قال أي والذي بعثك بالحق، فلما انتهيا إلى الغار قال مكانك يا رسول الله حتى أستبرئ لك الغار، فاستبرأه، ولقد ضرب الصديق لنا مثلا رائعا في أن الصداقة مبادئ ومواقف، وليست شعارات وأقوالا وهكذا الصداقة الحقيقية، ومن مواقف الإخلاص في الصداقة الحقيقية ما رواه أبو علي الرباطي قال صحبت عبد الله الرازي وكان يدخل البادية فقال على أن تكون أنت الأمير أو أنا ؟ فقلت بل أنت فقال وعليك الطاعة فقلت نعم فأخذ مخلاة ووضع فيها الزاد وحملها على ظهره.

فإذا قلت له أعطني، قال ألست قلت أنت الأمير؟ فعليك الطاعة فأخذنا المطر ليلة فوقف على رأسي إلى الصباح وعليه كساء وأنا جالس يمنع عني المطر فكنت أقول مع نفسي ليتني مت ولم أقل أنت الأمير، وإننا لو نظرنا إلى واقعنا المعاصر نجد أن الصداقة من أجل المصلحة والمنفعة والفائدة فإذا انتهت المصلحة والفائدة انقطع حبل الصداقة وتجد الشخص يتودد إليك بالكلام المعسول ويقابلك بالقبلات والأحضان والمعانقة، فإذا احتجت إليه وقت العسر والشدة كأنه لا يعرفك وكان أبعد الناس منك، ويقول ابن حجر رحمه الله والمعنى لا تجد في مائة إبل راحلة تصلح للركوب، لأن الذي يصلح للركوب ينبغي أن يكون وطيئا سهل الانقياد، وكذا لا تجد في مائة من الناس من يصلح للصحبة بأن يعاون رفيقه ويلين جانبه.

التعليقات مغلقة.