src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

من الميدان إلى الديوان!…… د.وسيم السيسى

128

هذا عنوان كتاب للأستاذ الدكتور جودة عبدالخالق، الوزير الأسبق لوزارة التضامن والعدالة الاجتماعية فى المدة من ٢٢/٢/٢٠١١ إلى ٢/٨/٢٠١٢. دعوته إلى صالون المعادى الثقافى الذى أقيمه آخر جمعة من كل شهر فى مكتبة المعادى العامة، هذه المكتبة التى فازت بالمنصب الأول على ٢٩ دولة فى المسابقة التى أقامتها لندن منذ ثلاث سنوات، دعوته حتى يحدثنا عن تجربته الوزارية واقتصاد مصر فى الوضع الراهن.
عرفنا أنه انتقل فجأة من الجامعة كأستاذ للعلوم السياسية والاقتصاد إلى الوزارة مرورًا بميدان التحرير. قَبِل الوزارة على شرطين: ١- أن يكون اسم الوزارة: التضامن والعدالة الاجتماعية. ٢- أن يحضر جلسات مجلس الوزراء دون ربطة عنق «كرافتة»، فوافق الفريق أحمد شفيق.
كان للوزارة مكتب للتموين فى شارع قصر العينى قرب السيدة زينب، ومكتب فى الجيزة «العجوزة» «الشؤون الاجتماعية»، فأطلق على وزارته: وزارة السيدة والحسين!. فى أول يوم قدموا له طلبات من مواطنين للتوقيع عليها حتى يصرف لهم بطاقات تموين، قال: لقد جئت لوضع سياسات وليس لتوقيع طلبات بطاقات تموين، ونقلَ مثل هذه الأعمال إلى ٢٧ شخصًا هم وكلاء الوزارة.
حدثنا دكتور جودة عن مافيا القمح المسرطن، فما كان منه إلا أن شكل وفدًا وذهب إلى كازاخستان حيث تذهب هذه المافيا، قابل المسؤولين هناك، عرف منهم أن هذه العصابة تذهب إليهم، ويتفقون على ٣٠٠ دولار للطن، ويطلبون منهم كتابة ٣٦٠ دولارًا، ليس هذا فقط بل يشترون أرخص وأسوأ أنواع القمح، حتى المسرطن، لهذا الشعب المسكين.
أصدر الدكتور جودة قرارًا بإلغاء اللجنة الدائمة، وشكّل لكل شحنة قمح لجنة جديدة لدراسة صلاحية القمح فى بلد المنشأ حتى تحكم بصلاحيته قبل وصوله إلى مصر، وبذلك وفر المليارات لمصر، فضلًا عن صحة الشعب. حدثنا عن دوره العادل فى قوائم الحجاج، وعن الفيديو كونفرانس وحديثه مع حجاج المحافظات. وعندما سألوه: ماذا تطلب من أرض الحجاز؟ أجهش بالبكاء مرددًا: ادعوا لمصر.. ادعوا لمصر. كان يستشعر الأخطار المقبلة عليها.
حدثنا عن مأساة قنا وقطع الطريق بسبب تعيين محافظ مسيحى!.. كان رأى دكتور جودة الحزم حتى وإن كانوا ضحايا، ورأى د. عصام شرف التفاوض معهم، كان موقفًا أدى إلى شرخ فى الوحدة الوطنية، كما أخذ الكثير من هيبة الدولة حتى خرجت فكاهة: «إذا غضب زوج من زوجته، يخرج ويقطع الطريق».
اختصر عدد المستشارين من ٦٥ إلى ١٥!، كما أصدر قرارًا بإلغاء عقود المستشارين الصحفيين، رآه الشعب ثوريًا، ورآه أصحاب المصالح مرتدًا.. حدثنا عن الأزمة الكبرى: الدستور أولًا ثم الانتخابات، أم الانتخابات أولًا ثم الدستور؟.. كان رأى د. جودة الدستور أولًا، وبكل أسف قرروا الانتخابات أولًا، فكانت الاستقالة التى ذهب بها للمشير طنطاوى، قال المشير له: لو كل الوزراء استقالوا، أنت بالذات غير مسموح لك بالاستقالة!.
أصر دكتور جودة. قال الفريق سامى عنان: نعلن: مدنية الدولة خط أحمر. تراجع د. جودة عن استقالته. لم يعلن عن مدنية الدولة وتمت الانتخابات بالنتيجة المعروفة مسبقًا!.
عرضوا عليه الوزارة فى وزارة د. هشام قنديل، فرفضها، ثم عرضوها عليه فى وزارة الببلاوى، ورفضها، وعاد إلى جامعته فى ٢/٨/٢٠١٢ وكأنه كان يرى ما رآه أبوالعلاء حين قال:
تسوسون الأمور من غير عقل وتقولون إننا ساسة؟!
فأُفٌ من الحياة ومنى ومن زمن ساسته خساسة!.

التعليقات مغلقة.