src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

أنا برنارد لويس أتحدث إليكم. بقلم د. وسيم السيسى

103

وُلدت فى لندن ١٩١٦، سنة التقسيم «سايكس- بيكو»، فى الحرب العالمية الأولى «١٩١٤- ١٩١٨»، وكأنى وُلدت لإتمام هذا التقسيم إلى دويلات صغيرة متناحرة على أسس دينية وطائ%فية، ووضع المخطط: تقسيم خمس دول عربية إلى أربعة عشر كيانًا هشًّا تحت اسم دولة لإرضائكم، كنت معتمدًا على غبائكم كما قالها موشيه شاريت، وزير خارجية إسرا* ئيل، ودروشتكم الدينية، وحروبكم ضد الدولة المدنية والعلمانية لأن حلمى كان: إسرا * ئيل الإمبريالية لأن رأيى الشخصى فيكم أنكم لا تستحقون الحياة، ويجب ضربكم بعصا غليظة وسط عيونكم.
وُلدت فى أسرة يهودية، درست الإسلام كما لم يدرسه أحد منكم، امتدحته ثم هاجمته بضراوة، أنا متلون لأن السياسة هى فن الممكن، اعتنقت الماركسية ثم هاجمتها، هاجمت مذبحة الأرمن على أيدى العثمانيين، ثم تراجعت وقلت: لم تكن مذبحة، بل أعمال عنف أودت بحياة أتراك وأرمن على حد سواء، أدى موقفى هذا إلى محاكمتى فى فرنسا، قررت المحكمة أنى مذنب بتهمة إنكار مذبحة الأرمن.
تنبأت قبل مجىء الخومينى بثلاث سنوات بقيام دول إسلامية فى الشرق الأوسط وانحسار الدولة المدنية، التى هى طوق النجاة لكم، وجاء الخومينى ١٩٧٩، كما تنبأت بكارثة ابن لادن، وتحققت نبوءتى بدمار البرجين، قلت بعدها: جعلنى ابن لادن مشهورًا.
حصلت على الدكتوراه فى تاريخ الإسلام ١٩٣٩، دخلت الجيش البريطانى فى الحرب العالمية الثانية، ثم ارتحلت إلى أمريكا، وحصلت على الجنسية الأمريكية، كنت صديقًا لشاه إيران، ومناصرًا لتركيا، دخلت الأرشيف العثمانى، وحصلت على أسرار كثيرة، أعلنت أن الصراع بين الإسلام والمسيحية صراع أبدى، «والفائز هو إ$رائيل»، كانت مقالاتى على مكتب جورج بوش الابن وباقى المحافظين الجدد، وكان كتابى: (أين الخطأ) دليلًا لهم، وفى سنة ١٩٩٢ كنت وراء إشعال النيران فى أفغانستان، العراق، وبعد ذلك ليبيا، اليمن، سوريا، مصر. أعلنت أن حلم العروبة قد انتهى، ولابد من إعادة تقسيم الدول التى حول إسرائيل إلى دويلات قائمة على أسس عرقية وطائفية، لقد بعثت الحياة فى حلم أودد ينون، الخاص بتفتيت الدول التى حول إ$رائيل، سوريا والعراق إلى ثلاث دويلات فى كل واحدة منها، السعودية إلى ثلاث دويلات، مصر إلى أربع، السودان إلى ثلاث، وقد تم هذا سنة ٢٠١١ فى السودان، باكستان، أفغانستان.. إلخ.
أخطر كتاب لى هو: أين الخطأ، الذى صدر ١٩٩٣، لى ثلاثون كتابًا ومئات المقالات، التى تُرجمت جميعًا إلى عشرات اللغات. المتطرفون الإسلاميون يحسون بالدونية الشديدة، بل أعدى أعداء المسلمين هم المتخلفون الرجعيون بداخلهم، وهذا حديث لى بقناة الحرة. أتقنت اللغات: العربية، العبرية، اللاتينية، الفارسية، التركية، الآرامية، اليونانية، تخصصت فى دراسة التاريخ، خاصة تاريخ الشرق الأدنى والأوسط.
فى سنة ١٩٨٠ تقدمت إلى برجنسكى، مستشار الأمن القومى فى ولاية جيمى كارتر، بتقسيم الدول التى حول إسرائيل إلى دويلات صغيرة، كلفتنى الحكومة الأمريكية بذلك، فقسمت مصر إلى أربع دويلات، والعراق إلى ثلاث.. والسودان إلى ثلاث، السعودية إلى ثلاث: الأحساء، نجد، الحجاز.. إلخ، وملخص رأيى فى هذا التقسيم أن العرب والمسلمين، إذا تُركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات إرهابية تدمر الحضارات، والحل السليم معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم. لقد رحلت عن هذا العالم ٢٠١٨ عن عمر ١٠٢ سنة، وقد تحقق جزء من حلمى، انفصلت جوبا عن السودان، ودارفور على وشك الانفصال، وها هى سوريا فى أسوأ حال، أرجو ألّا تستيقظوا يا أهل الكهف، وردِّدوا دائمًا: مؤامرة إيه!، حتى تجدوا أنفسكم جاليات أجنبية فى بلادكم، حينئذ ربما تفيقون.

التعليقات مغلقة.