عرف مفهوم التنمية المستدامة تحولا إيجابيا بعد مؤتمر ريو دي جانيرو بالبرازيل سنة 1992 حيث سعت الأمم المتحدة إلي مساعدة الحكومات علي التنمية الإقتصادية وإيجاد سبل فعالة لوقف تلوث الكوكب وإستغلال الموارد بشكل محسوب وتوالت المؤتمرات واللقاءات التي جعلت التنمية المستدامة بمبادئها وأهدافها محل اهتمام الدول والحكومات والمؤسسات حيث أن التنمية المستدامة أدرجت في مختلف أنشطة المؤسسات وأحدثت تغيرات ديناميكية في جميع نواحي العمل المؤسسي ، وهو ما ينطبق على المفاهيم الحديثة التي من بينها سلسلة التوريد المستدامة او الخضراء GSCM ، والتي تُعد مدخلاً مهماً للشرکات للتحسين من أدائها البيئي، وتعزيزاً لقدرتها التنافسية سواءً في مکونات المنتج أو تصميمه، وکذلك أثناء التصنيع والتعبئة الخضراء، وأثناء النقل والتوزيع، بالإضافة إلى الشراء، والتخزين، والتسويق الأخضر وهذا ما يشمله إدارة سلسلة التوريد المستدامة او الخضراء .
يمكن أن يساهم استخدام الممارسات المستدامة عبر سلسلة التوريد في تعزيز حقوق الإنسان وممارسات التشغيل العادلة وتحقيق التقدم البيئي.
ويشجع الميثاق العالمي للأمم المتحدة الشركات على تحويل الاستدامة إلى أولوية بدءا من الإدارة العليا بالشركة وصولا إلى نهاية الهيكل التنظيمي لها وتعتبر المبادئ العشر للميثاق العالمي للأمم المتحدة التي تقدم توجيهات ضمان إقامة مشروع مستدام موردا ممتازا فيما يتعلق بهذا الصدد وبالنسبة للكثير من المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر .
تعريف إدارة سلسلة التوريد المستدامة او الخضراء :
(Green supply chain management)
هي دمج المؤسسات الصناعية لنظم حماية البيئة من التلوث في إدارة أنشطة عملياتها كافة من: إنتاج كافة السلع والمنتجات، والتشغيل والتسويق والتوزيع، بكافة المراحل بدءاً من المادة الخام ومروراً بالمستهلك، وبما يحقق الإستدامة البيئية.
خطوات إدارة سلسلة التوريد الخضراء :
– وضع تصميم بيئي من خلال تحسين الوعي البيئي بخطورة استخدام المواد الضارة
– ضرورة استخدام المواد الخام الأولية
– وضع خطة تنبؤية لدورة حياة المنتج.
– تنفيذ التصميم البيئي من خلال التصنيع وإعادة التصنيع للمنتجات.
– تطبيق الخطة التي تم تصميمها.
المزيد من المشاركات
أهمية إدارة سلسلة التوريد الخضراء في المؤسسات الصناعية :
١- الحد من التلوث البيئي، وذلك بتقليل حجم النفايات الصناعية.
٢- حماية البيئة من خلال استخدام مواد غير ملوثة و صديقة للبيئة.
٣- تقليل هدر المواد المستخدنة والحفاظ علي إستدامة الموارد الطبيعية
٤- تحقيق الميزة التنافسية في الأسواق العالمية.
٥- زيادة رأس المال، من خلال القيمة المضافة للمنتجات.
٦- تقليل تكلفة الإنتاج، والتدوير والتشغيل والتصنيع والتصميم.
٧- زيادة إجمالي الأرباح وذلك بسبب زيادة حجم إجمالي المبيعات.
أنشطة إدارة سلسلة التوريد الخضراء:
– المشتريات الخضراء :
عبارة عن شراء مواد خام للتصنيع والإنتاج تكون صديقة للبيئة، أو ذات أضرار قليلة نسبياً للبيئة عبر استخدامها أو إعادة استخدامها.
– التصنيع الأخضر :
عبارة عن مراعاة المسؤولية البيئية في تجديد إنتاج السلع وإعادة تصنيعها بما يحقق حماية البيئة، وتلبية حاجات العملاء.
– التصميم الأخضر :
عبارة عن مراعاة المسؤولية البيئية في تصميم المنتجات وإعادة تصنيعها لتقليل النفايات الصناعية.
– اللوجستيات الخضراء:
عبارة عن مراعاة المسؤولية البيئية في إدارة تدفق أنشطة الأعمال بين نقطة المنشأ ونقطة الاستهلاك.
– التسويق الأخضر :
عبارة عن مراعاة المسؤولية البيئية في ترويج المنتجات والخدمات بما فيها، من الصناعة والتعبئة والتغليف والتسويق والإعلان.
– الاستثمار بالاسترداد : عبارة عن مراعاة المسؤولية البيئية في جمع المنتجات لإعادة معالجتها وتدويرها.
– الإدارة البيئية :
عبارة عن مراعاة المسؤولية البيئية في إدارة البيئة الداخلية والخارجية لتحقيق التنافسية.
معايير قياس الأداء لإدارة سلسلة التوريد الخضراء:
– الوقت والمرونة وتبرز أهميتهم في مرحلة البداية.
– الجودة والتكاليف وتبرز أهميتهم في مرحلة النضج.
متي تقع الآثار البيئية والإجتماعية والإقتصادية في سلاسل التوريد ؟!
تقع الآثار في إطار كل مرحلة من مراحل سلسلة التوريد، بما في ذلك تصنيع وتوزيع المنتجات واستخدامها وانتهاء عمرها بالتخلص منها أو إعادة تدويرها ، كما يجب على أصحاب المشروعات التفكير في عملياتهم لضمان توافر بيئة عمل عادلة وصديقة للبيئة للموظفين.
وقد يساهم الترويج لامتلاك سلسلة توريد مستدامة ومشاركة أفضل الممارسات مع المشروعات الصغيرة الأخرى في المجتمع الواحد في بتقوية الاستدامة في هذا المجتمع وقد تساهم المؤسسات التي بها سلاسل توريد مستدامة او خضراء بشكل كبير في خفض البصمة الكربونية العالمية.
التعليقات مغلقة.