src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

هل تريدها دنيا بلا ابتلاء ؟ بقلم دكتور يسري عمار..عضو علمي بأروقة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر

126

إن الله سبحانه وتعالى خلق هذه الدنيا واستخلف فيها بنو آدم وجعل طبيعتها أنها دار ابتلاء واختبار وعمل. وقد جاءت تلك الحقيقة جلية واضحة في القرآن الكريم حيث قال ربنا سبحانه:- ( لقد خلقنا الإنسان في كبد) وكذلك قال جل جلاله في صدر سورة الملك:- ” تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير * الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور “صدق الله العظيم ، فالمؤمن يعيش في هذه الدنيا يكابد مشقاتها ويصبر علي ما تلقيه الأيام علي عاتقه من محن وابتلاءات وهو في كل ذلك صابراً راجياً مرضاة ربه مبتغيا منه الثواب .
وإذا كان الابتلاء سنة من سنن الله تعالي يبتلي بها المسلم والكافر علي حد سواء فإن النتيجة حتماً تختلف فكل بنو آدم تعتريهم المصائب وكلهم يتنعم بنعم الله سواء أقر بذلك أو أنكر ولكن شتان بين المؤمن وغيره فالمؤمن يحصد من الثمرات في الآخرة ما لا يحصد غيره من البشر ، فهو يعلم أنه مختبر بالتكليف ومكابدة المعيشة والأمر والنهي وأنه لا راحة له إلا في الجنة .
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:- ( لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتي يلقي الله وما عليه من خطيئة )صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويقول الحبيب صلى الله عليه وسلم:- ( مايصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذي ولا غم حتي الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه )صدق الرسول الكريم . وهذا لا يتنافى مع رحمة الله بالإنسان بل يثبت أن كل بلاء يصب في مصلحة العبد وما قدره الله إلا لحكمة يعلمها ، وحسب المؤمن ما يرفع به من الدرجات ويساق إليه من الحسنات بسبب تلك المشاق والإبتلاءات والمكابدات .
ولكن وآسفاه فقد طبع الإنسان على حبه للدنيا فهو يريدها بلا مشاق ولا محن ، ويهواها صفوا”لا كدر فيها.
والناظر في حال أمتنا وما أحاط بها من بلايا في أيامنا هذه يعتقد جازماً أن ما حل بمجتمعاتنا وأمتنا هذه الأيام إنما هو ابتلاء حدث بتفريط في جنب الله وداء إستشري بآفة البعد عن شرع الله ، وما زاد شقاء الإنسان في هذا العصر إلا بتعلق قلبه بدنياه وبيعه لأخراه وعدم رضاه بما قسمه له ربه ومولاه .
ولله در العقاد رحمه الله إذ يقول عن حال ابن آدم :-
صغير يطلب الكبرا
وشيخ ود لو صغرا
وخال يشتهي عملا.
وذو عمل به ضجرا
ورب المال في تعب
وفي تعب من إفتقرا
وما أري الحل لتلك المفارقة بين طبيعة الحياة وطبيعة الإنسان إلا حلا واحداً وعلاجا نافعاً إنه الرضا بقدر الله فلو علم الإنسان واستعان في مهمة النجاح في الحياة الدنيا بيقين راسخ جدواه أن قدر الله كائن وواقع لا يمكن لأحد أن يرده وأن عدم الصبر وعدم الرضا لن يردا من قضاء الله شيئا وأنه لا نجاة له إلا إذا ملأ قلبه بالرضا والنظر إلى الدنيا على أنها ممر وليست بدار مستقر واضعاً نصب أعينه أن الرضا هو باب الله الأعظم وجنة الدنيا ومستراح العابدين.
وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وابن ماجه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:-( إن الله إذا أحب قوما إبتلاهم فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط ) فمن علم ذلك أراح واستراح
فكيف ترجوها لنفسك جنة!!!
أفيقوا يرحمكم الله……….
إنها دنيا.

التعليقات مغلقة.