src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

كـروان الشعر : جمال بخيت.. بقلم _ !ــد.إلهـــام سيـــف الدولـــة حمـــدان 

أستاذ العلوم اللغوية والتأليف والكتابة الإبداعية بأكاديمية الفنون ورئيس قسم الإنتاج الإبداعي الأسبق وعضو اتحاد كتاب مصر

807

 

تروي سطورصفحات كتب الأدب عبر التاريخ ـ منذ العصر الجاهلي وأثناء وبعد ظهورالإسلام ـ :أن القبائل العربية كانت تحتفل احتفالاً كبيرًا بمولد “الشاعر” فيها؛ وكانت القبيلة من العرب ـ بحسب ماجاء بكتاب ( العمدة) لـ ( ابن رشيق) أنه :” إذا نبغ فيهم شاعرًا أتت القبائل فهنأتها؛ فصنعت الأطعمة؛ ويتباشرالرجال والولدان؛ لأنه حماية لأعراضهم؛ وتخليدًا لمآثرهم؛ وإشادة بذكرهم ” !

وكان هذا هو الانطباع والمفهوم السائد عند كل من يتذوق جماليات الشعرفي كل لغات العالم؛ فالمعروف أن كلمة ( Poetry /شعر) في اللغة الأوربية الحديثة؛ من الأصل اليوناني Poeim؛ الذي يعني يصنع أو ـ حاشا لله ـ يخلق؛ فيربط الشعر بالخلق والإبداع .

وفي لغتنا العربية العصماء؛ ارتبط الشعر بالشعور والمعرفة والإدراك لما خفي من الأمور؛ فقد جاء في المعاجم اللغوية أن “الشعر” هو العلم؛ يقولون : ليت شعري .. أي ليتني علِمت؛ ويقولون أشعره بالأمر .. أي أعلمهُ إيَّاه !

وبرغم خطوات الزمن ونجاحاته وعثراته؛ والتغييرات التي طرأت على التركيبة الطبقية والاجتماعية والعلمية والثقافية والتكنولوجية في كل بلدان العالم؛ مازال لـ “الشعر” مكانته وبريقه وتأثيره في الوجدان؛ فالإنسان دائمًا في حاجة إلى “واحة” يستظل بين أفنانها؛ بما يجده من ترجمة لأحاسيسه ومشاعره الفياضة .

والأجدر بنا اليوم ـ وفي ظلال مصرنا المحروسة بجمهوريتها الجديدة ـ أن نتحدث عن “شاعر” مصري حتى النخاع؛ أحب مصر فأحبته وكتبت له أنصع السطور في سجل التاريخ؛ لقد كافح “جمال بخيت” بشعره وكتاباته ضد توريث الحُكم ـ في فترة من الفترات ـ وهاجم بضراوة تكميم أفواه المعارضة ضد السلطة؛ انطلاقًا للمطالبة بحرية الرأي وحق المواطن في اختيار قيادته الوطنية التي تحلق به في آفاق الرفاهية والعدل و.. الحرية ! .

 

ولنا أن نتعرف على شاعرنا الذي يخطو بعمره المديد؛ ليدخل إلى “نادي السبعينيين” بعد سويعاتٍ قليلة؛ فهو :

جمال محمد أحمد بخيت مواليد 29/1/1954؛ خريج كلية الإعلام – قسم صحافة عام 1979 – جامعة القاهرة .

حظي بين معاصريه ومجايليه منذ بداية فترة السبعينيات؛ بلقب ” كروان مصر”؛ حين كان ينشد الشعرالزلال في الندوات والأمسيات الشعرية في الأندية الأدبية والجمعيات الثقافية في جميع أنحاء مصر؛ لينبيء عن موهبة فذة في الصياغة الشعرية بالعامية المصرية؛ التي اختار أن يصوغ إبداعاته بها؛ ليكون قريبًا من الساحة المجتمعية التي وهبها إبداعاته الفارقة في عالم العامية المصرية؛ ويؤمن شاعرنا إيمانًا لايعتريه الشك.. بأن فكرة ظهور الأغنية الوطنية في بدايات القرن الماضي ودور خالد الذكر الشيخ السيد درويش في ذلك خلال ثورة 1919 في تحفيز المصريين على مقاومة الاحتلال الإنجليزي؛ وكيف لعبت الأغنية الوطنية دورًا رئيساً في منتصف خمسينيات القرن الماضي في تعميق الحس القومي والروح الثورية؛ ومقاومة الاحتلال؛ وكما حدث في قرارات تأميم قناة السويس وما تبعها من دحر العدوان الثلاثي الغاشم على مصر .

وبهذا المنطق والفكر؛ يكون شاعرنا العبقري “جمال بخيت” امتدادًا طبيعيًا لشعراء الرأي والفلسفة والفكر أمثال : حسين شفيق المصري؛ بيرم التونسي؛ فؤاد حداد؛ صلاح جاهين؛ فؤاد قاعود؛ عبد الرحمن الأبنودي … إلخ تلك القائمة العظيمة التي أثرت وجدان مصر .. والمصريين .

 

ولعل منح أبناء جيل له لقب “كروان مصر”؛ يذكرنا بالإذاعي الكبير الأستاذ “محمد فتحي” ؛ الذي لقب بـ “كروان الإذاعة المصرية”؛ فهوالذي ابتكر التمثيلية الإذاعية؛ وترجم ” روميو وجوليت ” للكاتب الإنجليزي شكسبير؛ وأخرجها في شكل تمثيلية ليقدمها في الاذاعة، والجميل في الأمر أنه أدى بنفسه دور روميو؛ فاطلق علية أحد الصحفيين لقب كروان الإذاعة المصرية؛ و .. روميو التمثيلية الإذاعية .

وهذا يؤكد دومًا على أن مصر المعطاء .. لاتنسى أبدًا من يقدم الإبداعات الصادقة في مجالات الحياة: شعرية؛ أو دراما مسرحية؛ أو سينمائية أو تليفزيونية .. فهي مصرنا “الولادة” على مر العصور.

ولنعد إلى سيرة شاعرنا “جمال بخيت”؛ فقد اختارته الإذاعة المصرية أربع مرات متتالية ليكتب الأغنية التي تشارك بها في “مسابقة الأغنية العربية” التي يقيمها سنويا اتحاد الإذاعات العربية لجامعة الدول العربية .

 

ونقلاً عن موقع من مواقع الصحافة الخبرية .. انقل كبداية لانطلاق الشاعر إلى مجال المساهمة في الأفلام المصرية مع المخرج الكبيريوسف شاهين مايلي _بتصرف_ :

في منزله تلقى الشاعر جمال بخيت عام 1999 اتصالا هاتفيا من خالد يوسف مساعد المخرج الكبير يوسف شاهين-حينذاك-، يُخبره أن الأخير يريد الاستعانة به لكتابه أغاني فيلمه القادم “الآخر” ، بطولة هاني سلامة وحنان ترك ومحمود حميدة، بعد ساعات كان الشاعر في مكتب “جو” يتحدثان عن الفيلم وأحداثه؛ يناقشان ما يدور في خيال المخرج العالمي لكتابة كلمات تتوافق مع علاقة الأبطال ببعضهما؛ وانتهى الأمر بتأليفه أغنية : (أدم وحنان) التي عُرضت خلال الفيلم بصوت ماجدة الرومي.

وفي العام 1995 شارك في المسابقة التي عقدت في الأردن بنعشق الحياة لحن الموسيقارالكبير/ حلمي بكر وغناء المطربة غادة رجب وفازت الأغنية بالجائزة الكبرى وهي جائزة الميكروفون الذهبي كأفضل عمل متكامل .

وفي العام 1996 شارك في المسابقة التي عقدت بالبحرين بأغنية ( اتجمعوا ) لحن الموسيقار العملاق عمار الشريعي وغناء المطربة أنغام .. وفازت الأغنية بجائزة أفضل لحن .

وفي العام 1998 شارك بأغنية غنى لحن حلمي بكر وغناء رحاب مطاوع وقد فاز الشاعر بجائزة أفضل “نص”؛ كما فاز الفنان حلمي بكر بجائزة أفضل لحن عن الأغنيةنفسها؛ واختارته الإذاعة المصرية للمشاركة بأغنية ( وطن عربى ) في مسابقة الأغنية العربية التي أقيمت في دمشق يوم 16 / 6 / 2005.. لحن الأغنية الموسيقار فاروق الشرنوبى وقام بتوزيعها الفنان يحيى الموجى وغناها صاحب الصوت الجميل الفنان محمد الحلو؛ وقد فازت بالمركز الأول من بين الأغنيات التي شاركت بها أغلب الدول العربية.

تلك هي لمحات تحوي القليل من الكثيرعن هذا الشاعر الفطحل؛ الذي لايتسع المجال للوقوف على كل منجزاته في عالم الكتابة الشعرية بالعامية المصرية؛ للأفلام المصرية؛ التي خرجت إلى العالمية.. والجوائز التي تقتنصها بإبداعات ابنائها الشعراء والأدباء .وآخر ماوصل إلى مسمعي من كلماته الشاعرة أغنية”أنا وابني”وأنا أشاهد فيلم(الإسكندراني) للمخرج خالد يوسف غناء عبدالباسط حموده وألحان شريف حمدان وتوزيع طه الحكيم ،التي كان لها عظيم التأثير على جمهور الفيلم انسابت دموعهم انفعالا بعمق الكلمات ومعانيها المخترقة للقلوب فأصبحت بدورها أحد أبطال العمل.

ومؤخرا علمت بأن شاعرنا المتفردقد تعاقد مع إحدى القنوات على تقديم برنامج جديد بعنوان “عوام في بحر الكلام”؛ ليؤرخ فيه لدور الأغنية بمختلف أنواعها في تشكيل وجدان الشعب العربي ويهتم بإحياء سير المبدعين من مؤلفين الأغاني،وهانحن ننتظره بشوق .

 

 

التعليقات مغلقة.