src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

ماحدش يجرب مصر ـــــ د.إلهـــام سيـــف الدولـــة حمـــدان

أستاذ العلوم اللغوية والتأليف والكتابة الإبداعية بأكاديمية الفنون ورئيس قسم الإنتاج الإبداعي الأسبق وعضو اتحاد كتاب مصر

559

 

أو لم يقُل الشاعر المصري العروبي الكبير/حافظ إبراهيم .. عندما قام بتلخيص موقف مصرالكنانة؛ في بيت من الشعر الزلال؛ منحهُ الخلود في سطور كتاب التاريخ؛ فهو ـ على لسان مصر المحروسة ـ يقول :

أَنا إِن قَدَّرَ الإِلَهُ مَماتي .. لا تَرى الشَرقَ يَرفَعُ الرَأسَ بَعدي !

بلى .. لقد صَدَقَتْ مقولته ونبوءته عن أهمية مصر؛ فهي الرأس للجسد العربي؛ بل هي بمثابة الروح والقلب والعقل الواعي المستنير؛ وتستمد هذه الميزة من موقعها المتفرد على خريطة العالم القديم والحديث .

وها هي تضطلع بدورها التاريخي؛ وتقف اليوم بصلابة في مواجهة من يريدون تقليص هذا الدور الإيجابي في حماية الجسد العربي؛ من المحاولات التي تستهدف قطع أوصالها وتهميش دورها على الساحة العربية والعالمية؛ وترمي إلى السيطرة على منافذ الحياة في بعض مناطق البحر الأحمر؛ هذا البحر الذي يُعد أحد أهم شرايين الحياة في إفريقيا والشرق الأوسط؛ فتقف اليوم ظهيرًا قويًا إلى جانب الدولة الشرعية في “الصومال” البلد العربي الشقيق؛ وتأخذ الموقف المتشدد من الأزمة المفتعلة من جانب حكومة “أثيوبيا”؛ التي تحاول اقتناص منفذ كميناء للإطلالة على البحر الأحمر؛ وهو الأمر الذي يهدد مصالح مصر ومنطقة الشرق الأوسط بأسرها؛ وهؤلاء يتجاهلون أن مصر تقوم بهذا الدور تطبيقًا للأعراف والمواثيق والمعاهدات الدولية؛ ولا تلجأ إلا إلى تطبيق مباديء التعايش السلمي ونبذ العدوان .

ولكن .. ماهي مؤشرات الأزمة التي تهدد بشبح الحرب في المنطقة ؟

وللإجابة على هذا السؤال؛ نفسح المجال لأهل العلم والسياسة ـ بتصرف ـ لإحاطتنا بكل الملابسات المحيطة بهذه الأزمة؛ فيؤكد نائب وزير الخارجية السابق السفير على الحفنى؛ أن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى المؤتمر الصحفى المشترك عقب لقائه الرئيس الصومالى كانت “حاسمة ورادعة”؛ إذ وجه رسالة قوية لأثيوبيا تحذر من ” أن لا أحد سيوافق على محاولة القفز على أى أرض للسيطرة عليها؛ وأن لا أحد يحاول أن يجرب مصر أو يهدد أشقاءها خاصة لو طلبوا منها الوقوف معهم؛ وأن الرئيس السيسي جدد في كلمته؛ دعم مصر لوحدة وسلامة أراضي الصومال؛ ورفضها التدخل في شئونه الداخلية أوالمساس بسيادته؛ وكذلك الرفض لتلك الاتفاقية غير القانونية والمخالفة للقانون الدولي التي أبرمتها أديس أبابا مع إقليم “أرض الصومال” ( صوماليلاند )؛ بشأن الاستحواذ على “ميناء بربرة” المطل على البحر الأحمر؛ ومن أجل تعضيد موقف مصر؛ توجه الرئيس الصومالى إلى القاهرة، والتقى الرئيس السيسي للتشاور والتنسيق وحشد التضامن والجهود والتحركات السياسية والدبلوماسية في مختلف المحافل الدولية؛ ولاسيما بمجلس الأمن الدولي؛ ولأنها تعول على مصر لمساندتها في أزمتها الحالية بعد انتهاك أثيوبيا لسيادتها؛ إذ تثق في مواقف القاهرة الداعمة لإعلاء مبادئ القانون الدولي واحترام المواثيق والأعراف الدولية، فضلاً عن حرصها على استقرار محيطها ولاسيما قارتها الأفريقية؛ لاسيما وأن هناك العديد من الروابط التي تجمع البلدين الشقيقين؛ إذ أنهما أعضاء بجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي؛ ومنظمة التعاون الإسلامي؛ وتقف القاهرة بجانب “مقديشيو” لمواجهة الإرهاب وكافة التحديات التي اعترت الصومال على امتداد العقود الأخيرة؛ وتستنكر مصر اعتداء إثيوبيا على “أرض الصومال”؛ فهو أمر مستغرب ومُدان لأنه يعد اعتداءً مباشرًا على الجوار وعلى دولة عضو بالاتحاد الإفريقي؛ وعضو بالسوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا (الكوميسا)؛ وقامت بالتحذير بأن اعتراف أديس أبابا بـ “أرض الصومال” التي لا تعترف بها أي دولة أو منظمة بالعالم؛ يؤكد دعم إثيوبيا لانفصال وتقسيم أراضي جمهورية الصومال؛ وهو الأمر الذي تقف ضده القيادة المصرية؛ حتى لايتم تهديد استقرار المنطقة؛ بل السلم والأمن الدوليين .

وفي صدد تلك الأزمة الطاحنة .. نورد مقتطفات لما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي عن موقف مصر الداعم؛ حيث قال : ” … إن مصر لن تسمح بأي تهديد لدولة الصومال أو أمنه؛ وأن الاتفاق بين أثيوبيا وما تسمَّى بـ “أرض الصومال” ـ غير المعترف بها دوليًا ــ ليس مقبولاً لأي أحد؛ و ” … أن الصومال دولة عربية ولها حقوق طبقاً لميثاق الجامعة العربية في الدفاع المشترك لأي تهديد لها؛ وعن الاتفاق بين أرض الصومال وإثيوبيا قال “… تحدثنا عن أننا في مصر كان لنا موقف واضح تم تسجيله؛ وصدر بيان عن وزارة الخارجية المصرية برفض هذا الاتفاق …” وأضاف “… ومن ثمّ نؤكد على رفض مصر التدخل في شئون الصومال أو المساس بوحدة أراضيها؛ ورسالتي لإثيوبيا حتى تحصل على تسهيلات من الأشقاء في الصومال وجيبوتي وإريتريا يكون بالمسائل التقليدية المتعارف عليها؛ والاستفادة من الموانئ وهذا أمر لا يرفضه أحد؛ ولكن محاولة القفز على أرض من الأراضي لمحاولة السيطرة عليها مثل ( الاتفاق مع أرض الصومال )، لن يوافق أحد على ذلك ” ! كما وجّه الرئيس السيسي، حديثه للرئيس الصومالي قائلاً : “إطمئن .. وبفضل الله نحن معكم؛ ونقول للدنيا كلها نتعاون ونتحاور بعيدًا عن أي تهديد أو المساس بالأمن والاستقرار”.

إنها مصر القوية بقلوب قيادتها الوطنية وابنائها الشرفاء؛ التي تحمي ولا تهدد؛ وتنشر الأمن السلام والطمانينة في كل ربوع الأرض في تاريخها القديم والحديث،فمصر تقوم بأصعب مقاومة لأي استفزاز بضبط النفس والثبات على المواقف لكن حين تتخذ قرارها سيكون حتما هو الصواب في اتجاه حماية المصالح..وحماية الأشقاء ودول الجوار..نصيحة نؤكد عليها؛ ماحدش يجرب مصر..إذا غضبت!

التعليقات مغلقة.