src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

الأوطان لا تُبنى بالتبعية.. والمراكز لا تجعل منك عظيمًا..بقلم “جوني خلف” 

134

 

يُعتبر “الاستكبار” نهج السيطرة والاستغلال التي تمارسها القوى الكبرى والزعماء على الأمم والشعوب الأصغر حجمًا وقوةً حيث يلقى هذا المصطلح اهتمامًا خاصًا في العلاقات الدولية، الوطنية، والعلوم السياسية لوصف العلاقة غير المتكافئة بين الدول وأبناء الوطن الواحد وتأثيرها على المجتمع ككُل، إذ تتمثّل أحد أبرز تأثيراته في استنزاف الموارد الاقتصادية والثقافية والطبيعية والتضامنية.

على سبيل المثال، فحينما تتدخل القوى الكبرى في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وتمارس الضغوط السياسية، الأمنية والاقتصادية لصالح مصالحها الخاصة، فإنها تستميل ثروات الدول ومواردها لصالحها.

وهذا ما يؤدّي إلى انحباس التنمية وتدهور الحياة المعيشية في تلك الدول، وبالتالي تفاقم التفاوت الاقتصادي والاجتماعي، إضافة إلى ذلك، يتسبب الاستكبار في تعزيز الاعتمادية والتبعية للدول المستضعفة.

حيث تفرض القوى الكبرى شروطًا وقيودًا على الدول الأصغر والأضعف وتجبرها على الاعتماد عليها في العديد من المجالات كالإقتصاد والسياسة والأمن. وهذا ما يحدّ من القدرة الحقيقية للدول على اتخاذ القرارات المستقلة وتحقيق التقدم والتطور.

 

لا يقتصر تأثير الاستكبار على المستوى الاقتصادي والسياسي فحسب، بل ينعكس أيضًا على المستوى الثقافي والفكري. فعادةً ما تحاول القوى الكبرى فرض قيمها ورؤيتها وتجاوز ثقافات وتقاليد الشعوب الأصليّة، مما يؤدّي إلى فقدان الهوية الثقافية وانتشار التطرف والاستنساخ الثقافي، علاوة على ذلك، يتسبب الاستكبار في زيادة التوترات والصراعات الدولية، وهذا ما يؤثّر سلبًا على الأمان والاستقرار العام. فالدول المستضعفة معرّضة للظلم والاعتداء من قبل القوى الكبرى، وقد يتطوّر الوضع هذا إلى نزاعات وحروب دموية، وهنا فلننظر الى “غزة” كمثلٍ *يُترجم* ذلك.

 

لذا، فإن الاستكبار يمثل تهديدًا حقيقيًا للمجتمعات، حيث يؤدي إلى استنزاف الموارد وتشويه الهوية الثقافية وإضعاف الأمان والاستقرار. ناهيك على ذلك فإن البعض الكثير من رؤساء أحزاب وغيرهم من مسؤولين ومحلّلين وأصحاب المراكز المحلّية وما الى هنالك، يستعملون “الإستكبار” الشخصي في التعامل مع الآخرين، اذ يعتبرون انفسهم في مقامٍ أعلى شأنًا عن عامة الشعب، وطبعًا هذا سبب من أسباب الفشل والشرخ على المدى البعيد. ولمواجهة هذا التحدي، على الدول والشعوب أن يعملوا معًا لتعزيز الاستقلالية والتضامن والتعاون المتبادل، وتجاهل من ينصّب نفسه “زعيمًا” والمُضي قدمًا دون العودة لمن يعتبر ذاته صانع قرار الشعوب. وعلى صعيد الدوَل، ينبغي على الضعيفة منها أن تواجه الاستكبار بالوعي والقوة وتعمل على تحقيق التنمية المستدامة وحرية صنع القرارات الذاتية، بالمقابل، واجب على الدول الأقوى إحترام حقوق الآخرين والسّعي إلى العدالة والتعايش السلمي. فلا الأوطان تُبنى بالتبعية.. ولا المراكز تجعل منك عظيمًا، بل ثقافتك وإنسانيتُك ونظافة كفّك ما يجعل من المراكز قيمة.. فلنحترم ولنتواضع…

التعليقات مغلقة.