src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

حملةٌ إسرائيليّةٌ ضدّ مصر ودعواتٌ لاحتلال محور فيلاديلفيا.

القيادة والشعب ينظران لإسرائيل كعدوٍّ يجِب تحقيق المساواة الاستراتيجيّة معه..

174

 

تسود العلاقات المصريّة مع دولة الاحتلال حالة من التوتّر الشديد على خلفية احتمال قيام إسرائيل بإعادة احتلال (محور فيلاديلفيا) بهدف القضاء على حركة (حماس)، كما يزعم قادة تل أبيب.

وكانت القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ قد كشفت النقاب الأسبوع الفائت عن أنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يرفض استقبال مكالمةٍ هاتفيّةٍ من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، على خلفية التطورات في قطاع غزة واحتمال قيام إسرائيل بعمليةٍ عسكريّةٍ عند (محور فيلادلفيا) على الحدود المصريّة.

وأوضحت القناة نقلاً عن مصدريْن مطّلعيْن لم تسمّهما، أنّ ديوان نتنياهو حاول عدّة مرات من خلال مجلس الأمن القوميّ، تنسيق مكالمةٍ مع السيسي، دون أنْ ينجح في ذلك، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ محافل في ديوان نتنياهو أكّدت المعلومات، دون أن تعلّق عليها بشكلٍ رسميٍّ.

وفي هذا الإطار تناول مقال نشرته صحيفة (إسرائيل اليوم) للمستشرق د. يهودا بيلانغا، المُختّص بالشؤون المصريّة والسوريّة، العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، زعم فيه أنّه “منذ توقيع اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر في آذار (مارس) 1979، فقد شهدت العلاقات بين الطرفين بعض التقلبات. فالهجمات التي استهدفت الإسرائيليين، بما في ذلك الدبلوماسيون، من ناحية، والخلافات المتعلقة بالسياسة تجاه لبنان والفلسطينيين من ناحية أخرى، كثيرًا ما أدت إلى عودة السفراء إلى أوطانهم“.

وأضاف أنّه “رغم كلّ شيءٍ، فإنّ المصريين يعتبرون أنّ الاتفاق هو أحد ركائز الأمن القوميّ المصريّ، أوْ كما الرئيس السيسي: (مصر تبنّت السلام كتوجهٍ إستراتيجيٍّ)، وأوضح أنّ (الاتفاق يمنح مصر السلام على الجبهة التي احتلتها على مدى ثلاثة عقود في خمس حروب، وهو السلام الذي يسمح لها بتحويل الميزانيات إلى قنوات أخرى غير الجيش)“.

وتابع: “السلام يعزز مكانتها الإقليميّة والدوليّة، من بين أمورٍ أخرى، كعاملٍ وسيطٍ بين إسرائيل والفلسطينيين أوْ الدول العربية الأخرى، ومقارنتها بصورة دولةٍ تسعى للسلام في فضاءٍ عربيٍّ ومعادٍ، كما أنّه يتيح السلام لمصر التعاون الوثيق مع إسرائيل في إطار الحرب على الإرهاب في سيناء“.

واستدرك بأنّه “على الرغم من تنوّع المزايا، فإنّ مصر لم تستوعب بعد جوهر السلام مع إسرائيل. ويسود سلام بارد بين الطرفين، دون أيّ محاولةٍ من جانب السلطات في القاهرة لبث الدفء في العلاقات بين الشعبين أوْ العمل على تغيير رأي الجمهور المصري ونظرته لمواطني إسرائيل على وجه الخصوص، واليهود بشكلٍ عامٍّ“.

ومضى قائلاً إنّ “هذه الأمور انعكست في عملية تحديث طويلة وشاملة، عسكرية في المقام الأول، والتي بدأت في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي“.

وطبقًا للمُستشرِق فإنّ “هذه النقطة تقود إلى قضية محور فيلادلفيا التي الأجندة مؤخرًا، وبعد الانسحاب الإسرائيليّ من القطاع عام 2005، توصلت إسرائيل ومصر إلى تفاهم، تقوم بموجبه قوّة قوامها 750 من حرس الحدود المصريين باحتلال المحور البالغ طوله 12 كيلومترًا والعمل على منع الإرهاب والتهريب من سيناء إلى غزة”.

ورأى أنّ “مصر نفسها غضّت الطرف وسمحت لصناعة التهريب، خاصّةً الأسلحة، بأنْ تصِل إلى أبعادٍ فظيعةٍ، وهي الآن تنكر وجود الأنفاق وتشعر بالإهانة من الاتهامات الموجهة إليها“.

ولفت إلى أنّ “احتلال إسرائيل لمحور فيلادلفيا والسيطرة عليه هو وحده الذي سيؤدي إلى سدّ الثغرات من سيناء، وسيقطع خطوط إمداد (حماس) بالأسلحة، وسيُساهِم بشكلٍ كبيرٍ في انهيار الحركة“.

وتابع: “إلّا أنّ نظام السيسي غير مهتم بهذا النقطة رغم عدائه للإخوان المسلمين بشكلٍ عامٍّ و(حماس) بشكلٍ خاصٍّ، فقد حافظ المصريون على علاقة وثيقة مع القيادة في غزة“.

وبيّن، أنّه “من وجهة نظر القاهرة، فإنّ التنظيم الإرهابي يشكل رادعًا ضدّ إسرائيل، ومن شأن القضاء عليه أنْ يقلل من درجة النفوذ المصريّ على الفلسطينيين“.

ونوّه إلى أنّه “لهذا السبب فإنّ الموافقة المصريّة على عودة إسرائيل إلى محور فيلادلفيا تعني إعطاء الضوء الأخضر للإطاحة بـ(حماس) ومساعدة إسرائيل في حربها ضدّ الفلسطينيين، وهي خطوة لن يتسامح معها الرأي العام المصريّ، ونتيجةً لذلك فإنّ القيادة لن تقبل”، كما قال.

وأضاف: “هناك نقطة أخرى تتعلّق بتخوف مصر من انتقال المسؤولية عن غزة إلى أبوابها، ومن موجة اللاجئين التي ستغمر محور فيلادلفيا وتخترق الحدود باتجاه مصر ورفح سيناء“.

وأوضح أنّه “في نظر المصريين، فإنّ مثل هذه الخطوة ستكون نتيجة جهدٍ إسرائيليٍّ متعمّدٍ، ولذلك أعلن السيسي أنّ أيّ محاولةٍ إسرائيليّةٍ لاقتلاع الفلسطينيين من غزّة من أجل توطينهم في سيناء ستكون سببًا للحرب“.

وتساءل الكاتب: “كيف تتّم تسوية الخلاف وتحقيق أهداف الحرب دون المساس بالعلاقات مع مصر أوْ الإضرار بها؟ ويجب أنْ نتذكّر أنّ النشاط الإسرائيليّ في غزة ينعكس على أعدائنا، ولكن أيضًا على الدول التي وقعنا معها اتفاقات سلام“.

وشدّدّ المستشرق الإسرائيليّ في الختام على أنّ “الكشف عن الضعف، أوْ إنهاء الحملة فيما يمكن اعتباره خسارة سيُشجِّع الجميع على تحدّي إسرائيل وجني الأرباح منها، لذلك، فإنّه إلى جانب الحاجة الضرورية للسيطرة على محور فيلادلفيا من أجل إسقاط (حماس)، لا مفرّ من تنسيق المواقف مع مصر، وتوضيح أهمية المصلحة الأمنيّة المتبادلة في العمل، وفوق كلّ شيءٍ، يجب طمأنة القاهرة بأنّه ليس لدى إسرائيل أيّ نيّةٍ لتوطين الغزيين في سيناء“.

في السياق عينه، قال المستشرق جاكي حوغي، مُحلِّل الشؤون العربيّة في إذاعة جيش الاحتلال، في مقالٍ نشره بصحيفة (معاريف) العبريّة، كشف النقاب عن أنّه “في كلّ ما يتعلّق بمُستقبل قطاع غزّة واستقراره، يعتقد المصريون أنّه ليس مهمًا ما يقوله العرب، بلْ ما يفعله اليهود”، مُضيفًا أنّ “القيادة المصريّة تقول لنظيرتها الإسرائيليّة إنّ الأزمة الحاليّة تشكّل فرصةً للنمو أوْ الغرق، وهذا الأمر يتعلّق بكم”، على حدّ وصفه.

التعليقات مغلقة.