src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

محمد امام ..واللعب مع عيال /كبار ____ بقلم أ.د / إلهام_حمدان

509

 

قاوم الإنسان بالمبيدات الحشرية الصراصير والذباب مئات السنين وبقيت تتكاثر على مر السنين ..وصارت مقاومة للمبيدات الحشرية ، إلى أن اكتشفت بعض الشعوب أن النظافة الجماعية هى الحل وبالفعل اختفت الصراصير والذباب من بلادها . والإرهاب مثل الصراصير والذباب لن يختفى إلا بالنظافة الجماعية ..نظافة العقول والتى تتحقق بالتعليم ثم التعليم ثم التعليم ..التعليم الحقيقى وليس معاهد تفريخ الجهلة والغشاشين وذوى العقول المشوشة المعدة لاستقبال الفكر الإرهابى المتطرف والغبى والعميل لأعداء المِلَّة والوطن .

 

بهذا المفتتح لمقالي بكلمات جابريل جارثيا ماركيز،أوجز ماأريد قوله بشأن أهمية الاهتمام بالتعليم داخل المجتمعات كافة، ولاشك أن هذا هم يشاركني فيه كل مواطن مصري على أرض مصرنا المحروسة.

 

وقد حضرت مؤخرا عرض فيلم(اللعب مع العيال) بطولة الفنان الشاب محمد إمام الموهوب جدا والمحبوب لخفة ظله التي ورثها عن أبيه الفنان الكبير عادل إمام ،وقد وجدته قد اختار دورا يجسد فيه شخصية مدرس تم نقله إلى أحد المدارس بشرم الشيخ ،فما كان منه إلا أن عاش الحلم الجميل بأنه سيحاط بالجميلات اللائي يرتدين (البكيني) اللواتي يملأن الإعلانات السياحية،وذلك هربا من زيجة تمت دون رغبته ،وراح يتخيل لفحة نسمات البحر وظل الشمس بشرم الشيخ الساحرة،لگنه استيقظ على كابوس صدمه،بأن تركه سائق العربة وسط مكان محاط بالصخور ومبنى مدرسة عتيقة بدائية مهجورة تكسوها الأتربةفي منطقة صحراوية،وفي إطار من الكوميديا، حول (علام) محمد إمام مدرس (التاريخ ) واجه العديد من العقبات حاول أن يتخطاها بمساعدة كتاب تركه المدرس السابق له في المكان قام بدور الراوي الفنان المتميز(ماجد الكدواني)،لكن. سرعان ما وجد أنه لابد أن يستكمل ماجاء من أجله وهو تعليم النشء من أبناء المنطقة ونشأت بينه وبينهم رابطة إنسانية قوية ظهرت حين ظهور(باسم سمرة) البلطجي الإرهابي الذي أمره بألا يعلم التلاميذ (التاريخ)؛ هنا فهم علام مايدبر له من تمييع لهوية الصغار فماكان منه إلا أن استعان ب(الفن) كوسيلة لإفهام الصغار وتعريفهم بتاريخ مصر وبدأ لتدريبهم على تحية العلم ،وجعل من هذه المهمة مهرا يقدمه لمحبوبته(كمامة)الفنانة أسماء جلال ابنة شيخ القبيلة الفنان الجميل بيومي فؤاد ،وتتصاعد الأحداث ويكتشف البلطجي أبو خزيم أن علام لم يعر أوامره أي أهمية ومضى في تعليم (عيال) القبيلة التاريخ واللغة العربية؛ فجن جنونه وكاد يقتله لولا أن انقض عليه كلب المنطقة فحال دون إطلاق النار على علام،وعم الفرح المكان بعد القضاء على الشر والتغلب على العدو المتمثل في هذا البلطجي وصاح الجميع منشدين..تحيا جمهورية مصر العربية مع رفرفة علم مصر خفاقا وكانت خير مختتم مع موسيقا مودي الإمام الأخاذة العميقة.

 

انطوت أحداث الفيلم على تفاصيل أخرى كثيرة تظهر بجلاء موهبة بطل الفيلم الذي حقق نجوميته في وقت قياسي وهو النجم محمد إمام وتلاحظ ظهوره بشخصية مغايرة لما اعتدناه من أدائه في أعماله الأولى ومحاكاته لأسلوب والده الفنان الزعيم عادل إمام ، وبقدر ما يستحقه من ثناء على ادائه المتميز يستحق التقدير والاحترام على انتقائه لدور هادف داخل فيلم يحمل رسالة بالغة الأهمية وهي ضرورة الاهتمام بالتعليم،والتأكيد على دور الفن الكبير في إيصال الأفكار بطريقة سلسة ومؤثرة تناسب شرائح المجتمع كافة،وكيف كان الحب دافعا قويا لتحقيق الهدف في الحفاظ على الوطن والتآلف والتحالف بين أبنائه،وكيف كان لتعليم الصغار أثره البالغ في فهم مايدبره أهل الشر للنيل من الوطن ،فوقفوا متحدين لإنقاذ زعيمهم المدرس علام الذي كاد أن يضحي بروحه دفاعا عنهم،وبرغم القالب الكوميدي الذي دارت فيه أحداث الفيلم إلا أن الرسالة كانت غاية في الجدية وتحمل إنذارا قويا للأجيال الصاعدة لتعرف من عدوها،وبغيته التي تخطط لنزع الهوية واقتلاع الجذور التاريخية لنا،فنحن نقع بين شقي رحى بين لعبة يمارسها الكبار من أعداء الوطن على صغارنا الذين لم يعيشوا معركة الوطن دفاعا عن الأرض والعرض التي سبقت ميلادهم.

 

وكانت لموسيقا مودي الإمام التصويرية الرائعة بالغ الأثر على نفس المشاهد فتلعبت بمشاعره وواكبت تصاعد الأحداث وكانت بطلا من أبطال العرض ،وظفها مخرج الفيلم العبقري شريف عرفة،وإن كنت تمنيت أن يختم الفيلم بأغنية وطنية تعلق في ذهن المشاهدين ولا تغادر وجدانهم بعد انتهاء العرض ،لما نعلمه من دور الأغاني الوطنية على تثوير الوجدان .

ولا يفوتني الإشادة ببقية المشاركين في الفيلم من نجوم الكوميديا :الفنان المتميز خفيف الظل صاحب البهجة حجاج عبدالعظيم،. و ويزو ومصطفى غريب وغيرهم من النجوم،الفيلم تأليف وإخراج شريف عرفة ،كم أشكره على إخراج هذا العمل السينمائي بهذا الجمال فلم يعتريني أثناء مشاهدته لحظة ملل واحدة،وبرغم كونه فيلما كوميديا لكنها الكوميديا الهادفة غير المبتذلة،لجدية ماينطوي عليه العرض من توجيه نحو أهم خاصية تقيم المجتمعات ..التعليم…والفن وقواتنا الناعمة..

ختاما لايسعني سوى إزجاء التهنئة إلى صناع هذا العمل الفني المحترم،الذي احترم جمهوره فبادله كل الاحترام،،وخرجنا من دار العرض نهتف..تحيا جمهورية مصر العربية.

التعليقات مغلقة.