src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

” ماهية الإبداع بين العاطفة والواقعية السحرية .” دراسة نقدية تحليلية لديوان “لا يليق الحزن بقلبي”  للشاعرة/ د.سحر كرم ..نقد وتحليل / أسامة نور

143

يبدو العنوان عتبة من عتبات النص ويدل على مكنون الديوان ،العنوان هنا “لا يليق الحزن بقلبي” ، تعبير شاعري فيه تناغم ،يتضمن الرغبة في الاطمئنان والسلام ، يدل على الرقة والإحساس ومحبة الآخرين وعدم تحمل الحزن ،

باستخدام النفي للتأكيد والفعل المضارع للتجدد والاستمرار

 

الإهداء ..

عام حيث تقول “إليكم اكتب الشعر ،إليكم أهديكم نبض قلبي وهمسات كلماتي …لست إلا امرأة صارعت الموج عمرًا”

وما ترك لي من يد سوى التجديف بقلبي

ثم نجد الشكر والتقدير في نهاية الديوان …وما يظهر فيه من الحميمية والعرفان بالجميل للجميع حتى من آذاها فقد حولت هذا الأذي إلى ميكانزم دفاعي ، وحافز للصمود والرقي ..

———؛؛؛؛؛؛؛؛———

**الديوان من حيث الشكل والموسيقى

ينتمي الديوان إلى شعر النثر ، وفي رأيي أن الحكم على الإبداع ..وليس على الشكل ،فليس كل موزون مقفى يعد شعرًا

وليس كل شعر نثري قبيح ..لكن يجب النظر في آليات الشكل الشعري ،ومدى توافرها والتحديد في المضمون ،وفنيات الإبداع ..

كتبت الشاعرة ديونها على شكل قصيدة النثر ؛فلم.تركن إلى بحور الشعر لكنها اعتمدت على القافية ، أو بالأحرى حرف روي يتكرر كل بضعة سطور شعرية ،

فتقول :- في قصيدتها

تحت الغصون حسناء تتمايل بالجمال وتنعم

كانت تعيش بدلالها تسبى النهى ولا ترحم

عشتار تشدو فى الرياض كآلهة تتبسم

وفي قصيدة “اغتراب وقيود ”

أما آن للزمان أن يعود

يروي الحس المرهف إذا جن الظلام

تستفيق إلروح أطلال الغرام

وصدى همس برحيل الأحلام

نجد ذلك في معظم قصائد الديوان ..

نجد أيضا ..طول القصيدة في الديوان ،فتحول النص الشعري إلى رسالة يختلط فيها الشعر مع السرد مع البوح ..

تمتلئ بآهات ومزيج من الآلام والأحلام تعبر عن ذاتها وعن علاقتها بالآخر ، وعن حالاتها وتجاربها ،

رغم إن ذلك يتنافى مع الإيجاز الذي هو أهم سمة من سمات شعر النثر

لكن نجد بعض القصائد الموجزة مثل أبحث عن ذاتي ص٦٥

همس فراشة ، رقصة قرنفلة ،قصيدة أبي ،

——-،،،،،——-

**”اتجاهات الديوان :-

يسير الديوان في عدة اتجاهات منها

١ـ الذاتية والعلاقة بين الأنا والآخر

الشعر ذاتي يعبر به الإنسان عن ذاته وحالاتها لهذا نجد الشاعرة تتحدث عن نفسها بضمير المتكلم احيانا ، وبضمير المخاطب ،والغائب أحيانا أخرى ، فتستخدم الالتفات بين الضمائر ..

ومن ذلك قصيدة أنين القلب ص١٢

في مطلع المساء ترانيم وبخور الوجد في روحي

تراتيل عطاء

رسمت الوهج الدري في توق السماء

وفي قصائد” لحظة ضوء ، همسة فراشة ، خواطر من قلب انثى.”

وفي قصيدة رأيت عشقك تستخدم ضمير المخاطب فتقول

رأيت عشقك ومضة قدرية

هبة الرحمن ..

وضمير الغائب في قولها

تحت الغصون حسناء تتمايل بالجمال وتنعم

كانت تعيش بدلالها تسبب النهى لا ترحم ..

ويظهر الآخر في الديوان فهو الأب في قصيدة أبي ص١٥١

أشرقت بذكراه الكلمات ،

وهو المعلم في رسالة شكر إلى معلمي الفاضل الشاعر أحمد سويلم

“بكل مفردات الجمال

عزلت شال الحسن وآيات البهاء ”

وقصيدة أسطورة الزمان إهداء إلى بسام الشماع

وإلى أستاذي ومعلمي أ.د.محسن خليل ..

———

**الملمح.الثاني الواقعية السحرية :-

نجد.أن الشاعرة تعيش بين الواقع والخيال ، تبحث عن مدن العشق ، اليوتوببا ، تهيم روحها في عوالم الصفاء ..تشيد

لنفسها عالمًا سحريًا ..لتتخلص من أوهام الواقع ويحقق لها التوازن النفسي ..

فتقول في قصيدة “تحت الغصون ”

“وتحذبني نحو الصعود إلى سدرة قلبك في الأفق

كأنك رسول مدن العشق

وطن انت يسكنني بيتي وأهلي وكل سكاني

فمن سواك سكن بوحداني

يملأ ليلي بسحري وأسحاري

وتقول في قصيدة أنين القلب

في مطلع المساء ترانيم الوجد في روحي تراتيل عطاء

أطوف بقصائدي كل قوافي الحروف وأنثر الأحلام بعبير الورود

تملأ الدنيا نعيمًا بيقين الأماني

وأساطير الغرام والخلود.”

 

وتقول في قصيدة ” لا يليق الحزن بقلبي ”

“أتجاوز الألم كزهرة تنهض بعد جفاف المطر ”

————–

**ونجد البعد الفلسفي في الديوان

ففي رأيي أن كل شاعر فيلسوف وليس كل فيلسوف شاعر

فنجد التأمل ومحاولة فهم الذات ، ومعرفة ماوراء الواقع

وعلاقة المكان والزمان

فتقول في قصيدة” لحظة ضوء ”

“في رحلة التكوين

إلى انبثاق الضوء بين المسافة والزمن

لا أعرف خارطتي أو تقويمي

أسبح في سماء الترحال

وفي قصيدة ابحث عني

أتوق إلى ربيع يشبهني بعد جفاف المطر

وعلى كتف الأحلام أجنحة الحب بقوس قزح

أتوحد بألوانه فأرنو فيك معزوفة النور كحلم الرجاء كصوء السحر ”

وفي قصيدة “جورية ”

“على أدراج.الذبول جورية قاربت

تاركة أبواب الحب مشرعة لغيث تأخر في الهطول”

———–؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛———–

 

**فنيات الديوان :-

إن أهم مايميز شعر النثر هو التلميح، والتكثيف ، واستخدام الجمل المتناسقة ذات الإيقاع المتناغم ..قوة اللفظ والصورة الكلية التي قد تمتزج.بالرمز أحيانا …

وهنا استخدمت الشاعرة اللغة السلسة المعبرة ، قوية الدلالة

لكنها اعتمدت على الأسلوب الخبري للتأكيد والتقرير فلم تستخدم الأسلوب الإنشائي إلا قليلا ..

أهم يميز الديوان الروح الشاعرة ، والحركة والتناغم الإيقاعي

ولكن حد منها طول بعض القصائد واقحام القافية

أسلوب الالتفات جعل المتلقي يشعر بالتنوع ، وتغيير الإطار البنيوي للنص الشعري ..

**

الصورة من أهم عناصر الديوان وهي التى أكسبته الشاعرية

فنوعت الشاعرة في التصوير ، وأجادت رسم الصور الحركية

واستخدمت مؤثرات الضوء الصوت واللون ..

فالعمق الشعوري والصدق الفني والبعد النفسي الفلسفي واستخدام الفعل المضارع إضافة إلى الصورة ..والمؤثرات من أهم مميزات الديوان ..

هذا رغم طول القصائد عدا قليلها ..وغلبة الوصف والسرد

واستخدام القافية ..والوصف والتكرار ..

التعليقات مغلقة.