دراسة نقدية قرائية للدكتورة /نوران فؤاد لديوان (لا يليق الحزن بقلبي)

ناقشت سابقا أكثر من ديوان شعري للشاعرة الدكتورة سحر كرم
أخرها المعنون على أرصفة قصائدي وأشرف بمناقشة الديوان السادس للعام السادس على التوالي وهو مجموعة متنوعة من النصوص الحداثية التي بين أيدينا بعنوان لا يليق الحزن بقلبي الطبعة الأولى دار الباسل للنشر والتوزيع والطبعة الثانية دار الجندي للنشر والتوزيع
فكانت لوحة الغلاف مختارة بعناية فائقة كعادة الشاعرة من أعمال الفنان التشكيلي المبدع فكرا وفنا وإدارة الزميل القدير /امين الصيرفي مدير الصالون الثقافى لدار الأوبرا المصرية واللوحة مبطنة بمكنون أدبي كبير ورمزية فنية رمزا خالدا لعصر الصورة وثقافة الصورة اللونية لزمن ما بعد الحداثة ومساحات لونية ،الفتاة الحالمة تحمل زهرة الياسمين وتطل على اللون الأخضر في الفضاء الرحيب لون الخير والسلام والنماء تحمل الشمس في راحتها والقمر على جبينها متجملة بعقود الياسمين رمزا للصفاء والنقاء حالمة بالحب والسلام والخير والرحمة في قلوب البشر والإنسانية جمعاء.
لغة الشاعرة وتعبيراتها الأدبية الواثقة وتداعيات النثرية المشعورة:،
يضم الديوان ٥٦ قصيدة نثر مختلفة ومتنوعة .تزخر النصوص الأدبية للطبيبة الشاعرة الدكتورة سحر كرم بتاملات فلسفية شاعرة ،شعرية ومشعورةمصاغة في خطاب سردي معاصر يعبر بجرأة نغبطها عليها لتابوهات مجتمعية عنيدة منها العشق والمرأة العاشقة يعج بعبارات التمني حينا والترجي في أحيان كثيرة…(لعل،عل ،عسى،ليت، )
#ياليتنا كالورود
مهما اختلفت الواننا واعرافنا دوما يجمعنا جميل العطر والحضور
ليتنا كرهف الورود رقة وبلسما في كل وقت وحين.

(قلب انثى ..ص١٣٧)
في عمق الأزرق مابين البحر والسماء أبحرت
وبعدت ما بين لحظة هدوء وهدنة مع الحياة إلى صمت يكتم ضجيج الروح ووسادة سلام تستند أحلامنا المتعبة إلى نغمة هادئة
تابوه الألوان في التراث الإنساني الشعبي ،فاللون الوردي رمزا للنساءضمن الألوان الهادئةالرومانسية أما الألوان القوية بهى لصديقة بتيمات الذكورة ،وأيضا ليلة الميلاد ضمن دورة الحياة في المعتقد الشعبي life cycle ..(النشأة والميلاد .والزواج او الارتباطات العاطفية والوفاة) كما لا تخلو النصوص النثرية القصيرة من التشبيهات البلاغيةوالتناص.والتعبيرات البسيطة الابداعية المميزة لاسلوبها الخاص بها.الذي لا يخلو من سعى فلسفى ورؤى ميتافيزيقية لما وراء الطبيعة كتكوين نفسي انساني شعري لسحر كرم.في مقابلة النور والنار في نصوصها الوثائقية المخملية الادبية
يظهر في تتابعاتها في (فصول الحياة )حيث تختلط نصوصها ومعزوفاتها النثرية القصصية الشاعرة في مجملها بالثناءيات المنطقية للحياة اليومية للانسنة المعاصرة .لنجد مواسما للحب والفراق والنجاحات والانكسارات بل الموت والحياةاضافة لانين الغربة والاغتراب وذالك السؤال الوجودي الذي يواجهنا دوما….
(هل هناك من يشبهني؟ )يعشق التفاصيل ويعيش بين الرمادية،ولا ينام كثيرا، وصامت دائما،يتابع من بعيد ، ولا يتدخل بشؤون الآخرين. فلا ضيق يدوم ولا رغد ولا سخرية بابتسامة غرام عاشقة ،يضحك على ما يدعى الحب ،رغم أنه يؤمن بوجوده ،صديقا للجميع ووحيدا مع ذاته،ولا يعرف كيف يكره أحدا،لكنه يجيدالرحيل!؟ اذاكنت كذالك ابتسم لقد أصبحنا اثنين . تلك الديكتاتورية فأنا أفكر .إذن انا هاهنا ،وانا موجود. البحث عني والتفتيش عن الذات في بساطة نصية ،ابتعدت عن التقعر اللغوي والتعبيري والادبي.
الدموع والبكاء من أهم أهداف الشعر العربي .المرثيات(يعج المعتقد الشعبي والأمثال الشعبية بذالك الغرض الشعري الشعبي)…بل وتمتليء النماذج المنثورة في رسائلها المجدولة بارق الشاعرة وهم واهتمام الناثرة بملامح قصصية شفيفة بذلك الكل العقائدي والموروث الانساني والوطني والحث الشعبي النادر في نصها (فلسطين لاتنسى )…زهرة المدائن ،القدس تنادي مبتهجةبالنصر ،ستعلو رايتهاستعود الأقصى عزته..وستبقين ابد الدهر فلسطين فخرا للعرب شمسك عزة للعروبة بلا حجب…والسياسي والمجتمعي ف نصها (تزلزلت ..ص ١٦٧)
نجم ثاقب تلألأ في السماء وأخدود تصدع بالوادي في ذكر قرانه
هى بضع دقائق في الوقت المعهود
رسالة الهية تعظ البشرية
بحقيقة صادقة حقيقة
برقصة الموت دون سابق إنذار …فاخرجت الأرض أثقالها …
عن ضحايا الزلزال(تركياوسورياوالمغرب) تناص واضح .والنص العقائدي.نصوص زائقة رائقة بديعة للغاية .

لا تخلو من ثقافة الشاعرة /سحر كرم .الإنسانية الذاتية والكونية في ان واحد.
وتحوي النصوص النثرية للشاعرة الدكتورة سحر كرم
قيما مجتمعية لا تخلو منها أعمالها الادبية .وهى القيم الأسرية. وذلك النص السردي القصير ذا التعبيرات الجلية الانطباعي الساحر حول قيمة (الأب )والمعلم.كل فتاة بابيها معجبة تخليدا لابوته وعطائه الغير محدود .والذكريات الغير منسية لحياته وتعاليمه الأخلاقية ودوره الإنساني في حياة الشاعرة ص١٥١
اشرقت بذكراه الكلمات
وروحي تعطرت وفؤادي انتظمت به النبضات في ليلة مباركة تهل بها النفحات وبهجة قلبي بكلماتك الدافئة ترنمت باصداء في الفضاءات
فاستعيد قوتي بهمس الذكريات
ولفتات انسانية تحسب لمصداقية الشاعرة في رسائل شكر وباقات بل وقوافل ورود قدمتها لاسماء باسقة على دربنا الثقافي والأدبي والطبي بل والإنساني…(الشاعر القدير الاستاذ احمد سويلم /العالم الأثري القدير بسام الشماع / الاستاذ الطبيب الجامعي ا.د. محسن خليل استشاري الأشعة التشخيصية القصر العيني )

ختاما

اقول وبصراحة وبجدية شديدة للشاعرة الطبيبة الدكتورة سحر كرم لقد قدمتي بلاءاتك النافية والناهية،عملا يليق بتراثك الانساني والمجتمعي،وباحترام وتوقير اللغة العربيه في سردياتها النصية،وما تحويه من صنوف إبداعية ،جناس ومقابلة في المعاني، وتناص في اهدافها وعنونته

#المرأة #
ولأنني لم أعد اشبه التفاصيل منى
وكانني ضعت عني في زمن لم يكن زمني
فالحزن لن يليق بك ابدا ،وفي مقابلة ادبية رصينة، وعمل المبدعة العالمية احلام مستغانمي ..(الاسود يليق بك)…في نصوص وخطاب نثري مدمج ومعارض للعنونة،مستزاد ومستدعى للفرح في تواز مع الترح نحترم فيه ذكائك الأدبي ،ونقدر كل التقدير افكارك وهواجسك الانسانية والأدبية بالكتابة على اختلاف اجناسها الادبية المغامرةوالمغايرة والانفتاح على عوالم ادبية غير رتيبة وخارج ملل المألوف الادبي الكلاسيكي

قدمته : د. نوران فؤاد كاتبة وناقدة ادبية ومترجمة مصرية عضو لجان المجلس الأعلى للثقافة