لكل أهل مصر

(قاضى الغرام) كلماتي عبدالله مغازى

282

جعلوا للمحاكم تخصصات
فهذا قاض لأحوال مدنية
وهذا قاض لمخدرات

فأما أنا فتخصصى مختلف
لجمع من الناس غيرنا
هم العاشقون والعاشقات

فعرفت بينهم بقاضى الغرام
وللغرام قوانين وأحكام
وبساتين وليال وسهرات

ومناجاة مع القمر حيث ظهر
وشحوب لون وارتجاف
وللجسم رعشة وللقلب دقات
….
ترى للعشاق بالنهار همس
ومجاورة عند المنعطفات ولمس
وإذا اختلوا تسمع لهم أصوات
….
هذا يقطف وردة هذه
وهذه تقطف وردة لهذا
وهذان يتبادلان عشقا قبلات
…..
فوضعت للعشاق قانونا
أن افسحوا للعشاق فى الشوارع
واخلوا للعشاق الطرقات
….
واغرسوا لهم بالجانبين شجرا
وامطروا عليهم رياحين العشق
وكونوا بجوارهم أموات
….
أو اقتدوا بهم فى العشق
وسيروا سيرتهم الأولى
ربما تسيروا عاشقين وعاشقات
….
فأمهلت الناس للأمر عاما
ورأيت بكل جانب عشقا
ولكن تبينت أن بينهم عاهرات

فحكمت بقتل العشق فورا
وتجريف بساتين الهوى
وهدم الحدائق والخلوات
….
وجعلت عنترة مصلوبا أمامى
وعبلة وعزة وكٌثيرها
أجل فقد كانوا للناس قدوات
…..
وعزلت القلب عن أجساد الناس
وحرقت قصائد الغزل كلها
ويا حسرتاه قد صار الناس أموات
….
فعدت نادما عن أحكامى
وقدمت استقالتى من القضاء
وقدمت اعتزارا للعاهرات

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط