لنعرف من هو عادل إمام الإنسان تعالوا نتذكر معا حديثا تلفزيونيا معه على أثر الحادث الذي تعرض له أديب نوبل المصري العالمي نجيب محفوظ:،قال:(…وبعدين لما نشوف اللي عملوه في نجيب محفوظ هذا العظيم ، مع احترامي لكل المهن واحد سَماك راح جاي ضاربه بمـطوة في رقبته ، أنا مبعرفش أكتب .. مش كاتب شعر ولا كاتب نثر .. لقيت نفسي روحت جايب ورقة وقلم وروحت كاتب ومخاطب العالم كله .. قُلتلهم نجيب محفوظ يغتـ.ـال .. حتى شافها نادر جلال فقالي ده انت بتكتب كويس .. قُلتله ده إحساسي…رُحت رايح عند مستشفي العجوزة لقيته قاعد ، مِسكت إيده ورُحت بايسها .. فهو شد إيده مبيحبش ده .. وراح مطبطب عليا ومشيت ، هو كان ليه جُملة معينة .. قالهم “إبعدوا عن عادل إمام خلوا الراجل ده يشتغل”
وكان آخر مرة شُفته فيها كنت أنا والسيدة فاتن حمامة بنحتفل بعيد ميلاده …نجيب محفوظ خد نوبل وهو قاعد على القهوة .. وهو في مصر .. وهو في الجمالية .. في العباسية .. في بين القصرين .. في الحارة ، خدها وهو مصري مية المية !).
أعرب عما جاش في صدره حزنا واستنكارا لما لحق بمحفوظ من غدر وعدوان غير مبرر بمنتهى التلقائية كمواطن مصري عربي يحب عملاقا من عمالقة الأدب ويعظم مكانته ،دافع عن مصريته وانتمائه للحارة المصرية التي طالما ساقها في أحداث رواياته فقدم مصرنا الواقعية الحقيقية بكل شخوصها ومفرداتها استغرق في مصريته فمهد له الطريق للعالمية …
رأينا هنا عادل إمام مدافعا عن الحق لم يخش أن يدخل في دائرة البغضاء التي يكنها أهل الشر لأمثاله من الفنانين المؤثرين بغية إسكاتهم…بل حرص في عدد لابأس به من أعماله الفنية(الإرهابي) أن يجسد شخصياتهم ويحاكيها منتقدا وكاشفا عما يضمرونه للوطن من مكائد ومؤامرات لإسقاطه وإضعافه لكن هيهات .لقد منوا بالهزيمة وحمى الله شعب مصر وأرضه ..
وحكى الفنان سليمان عيد عن مواقف إمام الإنسانية التي مست قلبه وقلبي أيضا بعد قراءتها،قال:”انا كنت ف شهر العسل وكنت شغال ف مسرحية اسمها “جوز ولوز” رجعت من الإجازة لقيت المسرحية قفلت ..قلت يانهار أبيض طب هعمل ايه انا عليا اقساط!! وكنت عامل حسابي إني هقبض ف المسرحية وقفت والناس بقت تجيلي تخبط ع البيت عايزين ياخدوا فلوسهم !
وقتها كلمت الفنان فتوح احمد كان هو بيعمل مسلسل وقتها قولتله انا عايز اشتغل اي حاجة… أنا أصل أبويا علمني إني ماستلفش من حد جنيه فقلتله هشتغل انشاالله مجاميع .. قالي مجاميع ايه ده انت خريج معهد …. الكلام ده كان سنه ٩٣ قولتله بص انا اجري ٧٥ ج ف الحلقه لما اعمل عشر شوتات اطلع ب ٧٥٠ ج وده كان مبلغ كبير وقتها احل بيه و يسدد كل ديوني ..
المهم روحت المسلسل اول ما وصلت اللوكيشن اتكسفت ليه لاني لقيت زمايلي وابطال المسلسل كانوا تلامذتي ف المعهد وكانوا شايفني بعمل بطولة ف المعهد فبيسألوني اول ماشافوني اهلا ازيك انت جاي بتعمل ايه هنا ؟ فقمت قايل ابدا سمعت انكم بتصوروا قلت اجي اشوفكم فالمخرج قالي اللاه! يعني مش هتمثل قولتله لا انا مكسوف… فا حد اقترح انهم هيجيبولي الجلابيه والطاقيه ومحضرش البروفات واجي يوم التصوير وابقى اقف ورا فمش هيبان مين ده وفعلا عملته واخدت الفلوس .. المهم وانا مروح مع محمود البزاوي قالي ماتيجي تتفرج ع الجينرال بتاع الزعيم عادل امام …قولتله طب ماتشغلوني معاكم قالي يابني بقولك بروفه جينرال ..وهنعرض بكرا تيجي فين ؟ المهم روحت لقيتهم بيقولوا العرض اتأجل اسبوع معرفش قالوا حاجه ف الإضاءة ناقصه .. فقلتلهم طب اسلم ع استاذ عادل امام ..كنت عامل معاه قبل كده فيلم الإرهـاب والكباب وكان من إخراج ا .شريف عرفه اللي بالصدفه كان مخرج المسرحيه برضه وروحت حاكي ل ا. عادل امام الحكايه بتاعتي دي وقولتله ممكن اشتغل مع حضرتك فراح نادى ا. شريف عرفه وساله في حاجه تنفع ل ا. سليمان عيد انا عايزه معايا الصراحة ،فقاله المفروض في ملقن بيطلع ف الشباك راااجل عجوز يقول انتي بتعملي ايه عندك ياام سيد ..قالي انت عجوز ؟ قولتله انا اصلا عجوز ،قام واخدني بالحضن
وقالي استاذ عادل انت كنت بتاخد كام قلتله ٦٠٠ هو انا كنت باخد ٤٠٠ بس كان المفروض هيزيدوا فقلت اقول الرقم الاكبر بقى …فقالي ٦٠٠ ؟!قولتله هما كانوا ٤٠٠ والله وكنت موعود يزيدوا ل٦٠٠ قلت ف سري المصلحه هتطير لقيته بيقول اعملوله عقد بالف و٥٠٠ ج
ف ١,٥٠٠ جنيه ف موسم عشر شهور فربنا كرم الحمد لله فالرزق بينادي صاحبه ولما جبت ولد ا عادل عملي سبوع لعبد الرحمن ابني ف المسرح ولميت هدايا كتير وموقفه معايا ده لا يمكن أنساه .”
واثقة لانه لامس قلوبكم مثلي هذا الموقف الحاني من فنان ونجم كبير تجاه فنان صاعد يشق طريقه ويواجه صعوبات الحياة فكان له خير سند ومنقذ جزاه الله خيرا،وبطبيعة الحال لايتسع المقال لسرد كل مواقفه مع آخرين يدينون له المحبة ويحفظون الجميل.
مثل عادل إمام ظاهرة فنية وقت صعود نجمه وتربعه على عرش الكوميديا بسرعة البرق بصورة أذهلت النقاد وتعرض للسعات أقلامهم وسياط كلماتهم المنتقدة الهجومية، وجدناه لم يعر الأمر اهتماما ومضى في مشواره الفني متلحفا بحب جماهير عريضة في مصر والوطن العربي تنتظر صدور أفلامه أو مسرحياته أو أعماله التلفزيونية بمنتهى الشغف غير عابئة بمنثور كلام وإشاعات ،لم يزده الأمر إلا إصرارا على تحقيق المزيد من النجاحات، فكما حاربه البعض،أنصفه الكثيرون.. وهذا هو حال الناس والعباد في الدنيا يحبون هذا ويحاربون ذاك ..ويصمد صاحب العزيمة والإصرار فيمتلك القلوب ويفوز بالأفئدة!
باستعراض مسيرة عادل إمام الفنية نجد حصادا كبيرا في عامي 1983 و 1984 قام ببطولة 15 فيلما تقريبا في زمن قياسي وكلها أعمال لاقت نجاحا كبيرا لم يحصده نجم قبله ، فكان (الغول ، الأفوكاتو ،ولا من شاف ولا من دري ، عنتر شايل سيفه ، المتسول،حب فى الزنزانة ، خمسة باب ، حتى لا يطير الدخان ، واحدة بواحدة ، الهلفوت ،الحريف ، اتنين على الطريق ، احترس من الخط ، انا اللي قتلت الحنش ،مين فينا الحرامي ) سببا في صعوده كنجم شباك،وأصبح الأعلى أجرا بين نجوم معاصرين له،وظل قرابة خمسين عاما على عرش النجومية ،يطل علينا بأعمال أقل عددا بشكل متدرج في السنوات الأخيرة حيث اكتفى بعمل تلفزيوني رمضاني ،حتى أعلن ابنه المخرج رامي إمام مؤخرا تفرغه لحياة الأسرة والأحفاد.
واحتفاء بعيد ميلاد أيقونة الكوميديا العربية ، الذي أمتعنا لسنوات عديدة، ومازال يمتعنا بمنتوجه الفني الثري نشكره على إسعادنا ، ونتمنى له حياة هانئة هادئة في ظل أسرته الكريمة محاطا برعاية الله وأمنه! كل سنة وانت طيب أيها الزعيم!
التعليقات مغلقة.