اسمح لى أن أهمس فى أذنك ألم تتدبر قوله تعالى :
(وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾)
نعم أيها المبتلى فإن الله مبتليك بنهر من العطاء أنت عليه الان لكنك نسيت أنه الى الزوال أقرب ،وإلى النضوب أسرع
فلقد أتعبت نفسك وأجهدت قلبك حينما ركنت وملت الى بطانة السوء من حولك
تلك التى زينت لك الكبر وحببت لنفسك الظلم فانسقت وراءهم على غير هدى منك فلم تعد ترى الا ما يرونك ولا تسمع الا ما يسمعونك فأصبحت أسير أهواءهم ومكائدهم
لقد اسلمت نفسك إليهم ونسيت أنهم مااجتمعوا من حولك إلا لانهم أرادوا التعجيل بنهايتك
فأنت اليوم قد أدمنت منهم الوشاية بعدما تجرعت على يديهم ألوانا من النفاق والغش حتى ظننت أنك كما يصورونك أنت —- أنت
تعاليت وتكبرت واستبحت كل محرم
فكم من أموال جمعت ؟ وكم من قرار ظالم اتخذت ؟
وكم من رذيلة نشرت ؟ وكم من مرتش ساندت؟
فخنت دينك ووطنك فغفلت عن قول الرسول الكريم :
(إِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يَرْفَعَ شَيْئًا مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ)
فها قد حانت منك لحظة وضعك بعد رفعك بعدما نسجت لنفسك رداءا من الكبرلبسته متعاليا فخورا و ظننت أن ثوبك سيسترك لكنه رداء شفاف يشف عما تحته من أدران فكرك وسوء عملك
وحانت منا لحظة تحقق حديث الرسول فى شأنك
فلتستعد لتلك اللحظة والتى لا محالة قادمة وهى إليك أقرب مما تتصورحينما ينفض عنك جالسوك وسمارك ويتنكر لك القريب قبل البعيد بعدما يفارقك منصبك وتزول عنك مكانتك التى أعتليتها وأنت تدرك بينك وبين نفسك أنك لم تكن يوما لها مستحق ولكن شرورنفسك الامارة بالسوء زينت لك سبل البحث عنها والجرى فى طلبها
فماذا جنيت منها؟
لم تجن إلا دعوات من ظلمتهم وشماته من أهنتهم وأتعبتهم ودين ما استبحته
فلتنتصرمنك إرادة الله ووعده لكل ظالم وليتحقق فيك قول رسولنا الكريم :
( إن الله ليملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته )