src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

أريد الصمت كي أحيا ولكن الخذلان انطقني

147

بقلم/عبير كمال
لا يُوجَد أحَدْ مَضمُون فِي هذَه الدنيَّا، فحَتَّى قُلوبَنَا التِي هِي لَنَا سَتَخْذِلُنَا يَومَاً مَا وتَتَوَقفُ عِنْ النَبض، خيبة الأمل، فقدان الثقة، الإحباط، كلها صفات لمعنى الخذلان، هى حالة تُشعر النفس بمشاعر الخسارة والفقد،والحسرة،والندم،قمة الخذلان، أن أحفظ عهدكِ، وأصون ودَكِ وأُذكر نفسي بأنني يجب أن أراعي ما بيني وبينك، وفجأة يضيع في لحظةٍ كل شيء، إنه الشعور القاتل للنفس حقا ، من أصعب المواقف التي قد تمرّ علينا، أن من وهبناهم قلوبنا وأرواحنا قدموا لنا الخيبة،بعد أن قدمنا لهم أول دروس الوفاء، ولقنونا أقسى دروس الغدر،نوفيهم كل حقوق الإنسانية، ويسلبونا كل حقوقنا الشرعية لا ندور حول أنفسنا في حلقة مفرغة، باحثين عن الأسباب والمسببات . هل من المعقول من جعلناهم سندنا و قوتنا قد غدروا بنا؟
كسروا قلوبنا واضعفوا أجسادنا، لم نتوقّع هذا منهم، فقد قدّمنا لهم كلّ ما نملك من أجلهم ولكنهم خذلونا، خيبتنا بهم لا يمكن وصفها فقد قابلوا كلّ هذا القدر من الحب بالابتعاد والنكران، ليصدموك إثر التعرض لموقف لم تتوقعه بأي حال من الأحوال أن يأتيك ممن كان يوماً ما مصدراً للثقة والأمان والاحتواء ومستودعاً للأسرار.
لذلك علينا أن نراجع علاقاتنا مع الناس، والابتعاد عن من كان سبباً في خسارة علاقاتنا بآخرين، أو ربما بأنفسنا، ولأننا نعيش حياة عصرية معقدة، متشابكة، فإن من الحِكمة أخذ الأمان من الذين نتشارك معهم العيش في محيط العمل وفي شتيء المجالات الحياتية، فنختار بإحساس القلب مَن لم يكن يوماً مصدراً لآلامنا ولا يكدر عيشنا. ولست أدعي هنا أي مثالية أو أحلق في عالم المجرد والفنتازيا،أو العب دور الفيلسوفه، وإنما القلوب جنود مجنّدة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
لن نعيش حياتنا مرتين، لذلك لا مجال لتكرار القصص الفاشلة والأشخاص والعلاقات الخاطئة، فماذا يفيد إذا كسبت العالم وخسرت نفسي؟، ولن يفيدنا بأي حال من الأحوال البكاء على اللبن المسكوب.
فالانسان عندما يبحث في الدنيا عن سند، يبحث عن شخص مصدر ثقة يشعر بجانبه بالأمان، ويبوح له بكل الأسرار، وأى شئ سلبى من جانب هذا الشخص لا يمكن أن يتم تصديقه وعندما تحول الى واقع فهنا تكون الكارثة. أحتاج إلى الهدوء جداً، ففي داخلي ضجيج مدينة من الحنين، وفي قلبي أشلاء حكاية ممزقة، وفي عيني ملح بكاء ألف ليلة وليلة. ، أن أشكو لك ظلم المقربين، فتكون أنت سيد الظالمين لقلبي، فبعد هذا لمن أشكو جورك وظلمك؟
اليس غريباً أن يأتيك الخذلان من صديق حميم، أو ممن كنت تظنه أقرب الناس إليك، وهنا أقول إن التعب النفسي والإحباط سيكون أكثر وقعاً وشدة على النفس لا سيما عندما يكون التخاذل وقت الحاجة، والحاجة هنا ليست بالضرورة مادية فحسب، وإنما إنسانية معنوية ونفسية. فكلنا عرف وعاش لحظات شدة وخوف وتمزق، كنا خلالها شمعة في مهب الريح، فان يخذلك ويخيب آمالك أخ أو صديق مقرب وقت الحاجة وفي المواقف الصعبة التي تستدعي التضامن والتآزر والوقوف معك بحزم وصدق إلى أن تتجاوز الأزمة، كم سيكون ذلك مؤذياً للنفس، ومدعاة لإعادة النظر بالواقع والحياة وطبيعة علاقاتنا مع الآخرين.لقد همست الحياة في مسامعي يوماً، وأوصتني ألا أعوّل على الآخرين، وأن لا أعقد خط آمالي على سبل السراب. نحاول الاحتفاظ بهم قدر استطاعتنا، لكنهم يتسربون منها ويتساقطون، كقطرات الماء كحبات المطر، نحاول جمعها ولا نستطيع، نحاول التقاطها ونفشل. لن أنس من كان بجانبي عندما احتجته، ولن أنسَ من تخلّى عني وخذلني، ففي الحالتين هناك بصمة لن تُنس أبداً. قمة الخذلان أن أهبك الثقة فتضيعها، أن أنشد في ظلك الأمان فتسلب مني أماني وإستقراري، وتتركني هائم على وجهي وقد فقدت ثقتي بك وبنفسي وبكل من حولي، فأي خذلانٍ هذا الذي ألبستني إياه ايها الزمان، حتى صار الخذلان لباسي ووسادتي وغطائي. خسرت كل شيء، ولم أعد أحلم بأي شيء، الهدوء هو كل ما أطمح إليه بعد أن احتفظت بمبادئ روحي في ضياع كل شيء وفي نهاية مقالي اقدم لنفسي ولكم النصيحة التي خرجت بها من تجربتي مع الخذلان”حتى تقي نفسك من ألم جرح الخذلان وخيبة الأمل بالآخرين، خذ مسافة أمان بينك وبين الآخرين”

التعليقات مغلقة.