لكل أهل مصر

ولاء مدبولي تكتب: زمن الأنوثة الطاغية

389

 

كعادتي أُحب أن أُلقي التحية إلى صديقي أولا، أنت يا صديق من يُعينني على البقاء وسط هؤلاء المرضى … أنت رجل بحق لست مثلهم. فكيف حالك يا صديق؟
أجد فيك الأمل وإن لم نلتقي إلى الآن، فسنلتقي يوما ما.
ربما أنا وأنت لن نفعل شيء في هذا العالم المتوحش
لكن يكفي أنه لم يتمكن من فعل شيء لنا
أروحنا كما خُلقت لم يشوبها أي عفن محاطين به
أنت لا ترتدي سلسال، لا ترتدي بنطال ممزق، لا شأن لك بالقميص الحرير ، شعرك ليس بخريطة مُرقعة.
هيبتك ورجولتك في كل شيء ..
أنا كأنثى أصبحت أشعر أنني محاطة بالكثير من الإناث
وهنا لا أقصد الشكل الخارجي، الطبع يا صديق الطبع
التصرفات وطريقة الكلام والمعاملة.
دعني أحكي لك بشيء من التفصيل أُمور تؤلمني.

في العقود الأخيرة، بدأنا نلاحظ تغيرات في مظاهر و سلوك كثير من الرجال، حيث أصبح بعضهم يتبنون مظاهر وطباع أقرب للأنثى، سواء في طريقة الكلام أو أسلوب اللبس أو حتى في العلاقات العاطفية و الإجتماعية، هذه الظاهرة التي كانت نادرة في المجتمعات العربية والإسلامية، أصبحت تنتشر شيئًا فشيئًا بتأثير الغرب والإعلام الحديث.
في الشكل:
أصبح الرجل العربي يرتدي إكسسوارات أنثوية مثل الأقراط والسلاسل والأساور.
اعتماد قصات شعر طويلة أو مصبوغة بألوان زاهية.
استخدام مستحضرات تجميل .
لبس ملابس ضيقة أو ذات ألوان وزخارف ناعمة .
الإهتمام الزائد بالمظهر بطريقة تُُشبه اهتمام المرأة.
في الطباع والسلوك :
وهنا المعضلة يا صديق، فحين تتعامل الأنثى مع الرجل وتجد كلمات وتصرفات تقلل من رجولته في عينها .. لا يمكن وصف خيبة الأمل ولا مجال للنقاش معه أو التوضيح .. الرجولة لا تُُكتسب من فتاة يا عزيزي.
الحديث بصوت ناعم أو متصنع.
التعبير المفرط عن المشاعر بطريقة تميل للرقة.
تجنب الحزم والمواجهة في المواقف والبقاء في المنطقة الرمادية في علاقاته واللجوء إلى الإنفعال العاطفي بدل من الحسم.
الإنسحاب من المسؤوليات أو القيادة في العلاقات، انتظار الطرف الآخر ليبادر.
لست برجل حين تخبر الفتاة هنيئا لكِ ليس لديكِ ضغوطات مثلي !!!
ماذا بك .. من قال أنه يجب على المرأة أن تعاني مثلك
وكيف لك تقارن نفسك بها أو تشكو من ما أنت به، هكذا خلقك الله للعمل، للصعاب، لتحمل تلك المسئوليات .
لا مجال للمساواة بين الرجل والمرأة ابدا
المرأة لها الدلال وتقديم الدعم العاطفي لك، فهي السكينة.
هي كائن مستقبل، وإن أصبحت أنت ذات موقف مستقبل فهناك خلل لديك ولابد من علاجه .
إن أصبح المجتمع يجبر المرأة على النزول لسوق العمل
أو كان للمرأة رغبة وهدف في تحقيق طموحها
لا بأس ولكن لا مجال للشقاء والمخاطرة و تحمل أعباء ليس لها شأن بها .
أنت رجل بحكمتك وعطفك ومبادراتك الدائمة، ليس بصوتك
العالٍ أو الهروب والشكوى .

أسباب انتشار هذه الظاهرة:
1:تأثير الثقافة الغربية والإعلام الحديث: الكثير من المسلسلات و الأفلام تروج لصورة الرجل الحساس أو الجميل الرقيق مما يؤثر على أذهان الشباب.
2:غياب القدوة الذكورية: في البيت أو المجتمع، إما بسبب التفكك الأسري أو ضعف شخصية الأب أو عدم وجوده بالشكل السليم الصحي.
3:استخدام مواقع التواصل الإجتماعي بشكل مفرط: حيث الإنبهار بموضات الغرب وتيارات( اللا جنس)
4:خلط مفاهيم الحرية الشخصية: بالتمرد على الفطرة والهوية الجنسية.
في الإسلام
اولا من حيث الشكل: قال رسول الله صل الله عليه وسلم
(لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال) .
الرجل والمرأة في الإسلام لهما خصائص فطرية واضحة، التعدي علي هذه الفطرة مرفوض.
ثانيا من حيث الدور والمبادرة: الرجل في الإسلام هو القوام على المرأة.
الرجل لابد ان يكون هو، المبادر في المسؤولية،القائد للأسرة والحامي والراعي لمن حوله.
الرقة والرحمة مطلوبة من الرجل ولكن دون أن يفقد الصلابة والرجولة، فالنبي محمد صل الله عليه و سلم كان رحيمًا بأهله، لكنه قائدًا صلبًا لا يهتز.
عزيزي الذكر لن يصلحك أحد، أعلم أن ما دفعك أن تتصرف كالنساء في بعض المواقف هي صدمات من الماضي وخذلان لم تتخطاه بعد .
راجع نفسك أصلح شأن رجولتك الحقيقي بنفسك.
فكل ما يعانيه العالم من خسة وندالة، نتيجة عدم وجود الرجل.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط