src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

شجرة تطرح ايس كريم بشارع ٩ بالمعادى ايس كريم للجميع

66
كتب ـــ هالة عمار.
شجرة تؤتى ثمارها يومياً، إلا أنها ليست كأى ثمار، فريدة من نوعها، إنسانية فى أهدافها، تحصد من أفرعها منتجا عرفناه مصنوعا لا مزروعا، الآيس كريم، نعم شجرة تحصد من بين أوراقها «آيس كريم». تبدأ القصة تحديدا أمام محل بشارع ٩، ففى منتصف ساحته يلفت انتباهك شجرة ضخمة تشق أرضيته وتخترق سقفه لأعلى، ستكتشف بعد ذلك أنها ليس كمثلها شىء، لأنها تمنح العشرات من أطفال الشوارع يومياً آيس كريم «مجانياً». تبدو القصة حتى الآن مبهمة وخيالية، إلا أن كل ما عليك فعله- كزبون عادى- شراء آيس كريم من المحل المذكور، وقتها سيقدّم لك التاجر عرضه المستمر غير المغرى بالمرة: «ادفع ثمن اثنين واحصل على واحد»، ورغم أن العرض على عكس المفروض والمتوقع إلا أن الدافع الإنسانى من وراء هذه التجربة سيجعلك تقدم على الدفع بصدرٍ رحب، بعد علمك أنك ستحصل على واحدة (آيس كريم)، بينما سيتم تعليق ورقة بالثانية على تلك الشجرة، على أمل أن يقطفها طفل مشرد من أطفال الشوارع، ويذوق على إثرها طعم الآيس كريم «مجانا».
13153518_1867339826826931_1251503381_n 13219878_1867339840160263_760265367_nالمحل لا يجبر الزبائن على الدفع، بل يقوم المتطوعون بشرح الفكرة للزبون ويتركون له حرية الاختيار فى شراء واحدة أخرى لا يحصل عليها، وغالبا ما تثير قصاصات الورق الملونة على الشجرة فضول الزبائن فيسألون عنها، ويستجيبون فى الحال للفكرة التى تلقى إعجابهم، وهناك أشخاص يشترون آيس كريم للشجرة فقط. ولدت الفكرة فى رأس الطبيب الإيطالى أمبرودجيو مانتينى، والذى يعمل لدى منظمة الصحة العالمية بالقاهرة، أثناء محاولته شراء آيس كريم من محل بجوار منزله، فاكتشف أن أسعاره مرتفعة، ليست فى مقدور الفقراء أو حتى محدودى الدخل، ففكر فى القيام بمشروع «آيس كريم للجميع» ليأكل منه هؤلاء، وتم تنفيذ المشروع بالتعاون مع جمعية «وقفية المعادى للأعمال الخيرية».
يؤكد مانتينى، الذى يعيش فى حى المعادى منذ ٤ سنوات، أنه «راضٍ تماما عن المشروع حتى الآن، ولكنه مازال فى بداياته»، لذلك يفكر فى التوسع مستقبلاً فى تلك الفكرة وفتح فروع جديدة وتطبيق الفكرة على منتجات أخرى. أصبح بالفعل أطفال الشوارع زبائن دائمين للمحل، فبعد افتتاحه والترويج للفكرة باتوا لا يفوتون يوماً إلا ويمرون فيه على المكان للحصول على الآيس كريم، ولا يثير ذلك الأمر مشكلات داخل المحل، فكل طفل يتردد على المكان يعلم جيداً أن من حقه واحدة فى اليوم، تاركا الفرصة لغيره من الأطفال الفقراء للحصول على الآيس كريم. تقول رنا، ١٣ عاماً، بائعة متجولة: «من ساعة ما فتح وأنا باكل آيس كريم من هنا ببلاش، الجو بيكون حر».
وعادة يدخل أولئك الأطفال فى أى وقت، حتى وإن كانت الشجرة خالية من القصاصات الملونة، مع ذلك فهم يحصلون على الآيس كريم ويتم وضع قصاصات بـ«السالب» إلى أن يأتى زبائن آخرون ويدفعون ثمنها بأثر رجعى. تقول مريم، إحدى المتطوعين فى المشروع، إنه يحمل شعار «ادفع للشجرة»، «وكل ما يتم دفعه من نقود يذهب لصالح الأطفال فى صورة آيس كريم يمنحهم البهجة». تؤكد مريم دائماً أن الآيس كريم المجانى ليس للأطفال فقط، فهناك أيضّا رجال وسيدات فقراء يذهبون للمكان، كما أن تلاميذ المدارس الذين لا يملكون المال الكافى للشراء يحصلون عليه مجاناً.

التعليقات مغلقة.