src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

ندوة عن الاضطربات الحسية والحركية لذوى الاحتياجات الخاصة بمجمع إعلام بورسعيد

61

بورسعيد / أحمد نصر الدين

عقد مجمع إعلام بورسعيد، ندوة عن الاضطربات الحسية والحركية للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، استضاف فيها الدكتور معتز حسن عاشور، أخصائي التخاطب والمعالج بقسم الأطفال بمستشفى بورسعيد للصحة النفسية، وأكدت الإعلامية مرفت الخولي، مدير عام مجمع إعلام بورسعيد، أن الأسرة التي يولد عندها طفل من هذه الفئة الخاصة تسودهم حالة من الحزن والصدمة وتَكون الأسرة حينها تحت تأثير سلسلة من الضغوط والتخبط، وهو الأمر الذي يستدعي تدخل فرد من خارجِ الأسرة يرشدهم إلى الطُّرق السليمة للتعامل مع الحدَث العائلي الجديد ويوضِح لهم احتياجات المرحلة وآليات التعايش معَ المولود ودمجه في صف الأسرة .

وأكد الدكتور معتز أنه لكي يصبح الطفل مدرك لكل ما نراه أو نسمعه أو نشمه أو نلمسه أو نتذوقه، لابد أن تكتمل الأضلاع الثلاثة لمثلث الإدراك الحسي، فالحواس هي أحد أضلاع ذلك المثلث، وهي النافذة التي نستقبل من خلالها المعلومات الحسية المختلفة، أما الأعصاب فهي الضلع الثاني لعملية الإدراك الحسي وهي تقوم بدور الناقلات الحسية العصبية التي ترسل تلك المعلومات إلى الدماغ الذي يمثل الضلع الثالث الذي يترجم تلك المعلومات ويقوم بتحليلها ليصبح لها قيمة ومعنى مكوناً لها الاستجابة المناسبة .

فعندما تقوم عمليات الإحساس بتسجيل المثيرات البيئية وإيصالها إلى الدماغ، يقوم الإدراك بتفسير هذه المثيرات وصياغتها في صور يمكن فهمها، أما إذا كان أحد هذه الاضلاع به خلل فلن نكتسب المعلومات بشكل سليم ولن تكون الحياة بشكل طبيعي وسوف يتأخر تطور النمو لدينا وهذا الأمر هو ما نلحظه لدى العديد من الأطفال المصابين بالتوحد حيث نجد أن استجاباتهم غير عادية ومختلفة تجاه المثيرات الحسية المختلفة فقد تقل أو تكثر أو تتسم بالتبلد أو الشدة الزائدة بشكل لا يتناسب مع المثير أو ما تتطلبه الاستجابة .

وأشار الدكتور عاشور إلى أن الطفل المصاب بالتوحد يعانى ضعف اتصال بعالمه الخارجى المحيط به وكأنه في عالم زجاجي يجعل من حوله دائم الحيرة في التعامل معه، وكانت الصعوبات الحسية تمثل تحدياً أمام العاملين مع هؤلاء الأطفال وكذلك أولياء أمورهم لما لها من تأثير واضح في سلوكياتهم والحد من استقبال وتفسير وتحليل المعلومات الحسية التي تحد من تعليمهم على النحو الأمثل إذ أنهم يظهرون استجابات زائدة أو ناقصة للمنبهات الحسية ويأتي دور تدريبهم على الدمج والتآزر الحسي كأحد أنواع العلاجات الخاصة بالتوحد .

كما أكد الدكتور معتز أن عملية تربية وتعليم الأطفال المصابين بالتوحد تهدف إلى مساعدة الطفل على الإستفادة من بيئته والتواصل معها، وذلك لأنه يظهر عجزاً واضحاً في ترجمة انطباعاته عنها ولا يكون بمقدوره أن يتعرف عليها أو ينظمها وأحياناً يضطرب الطفل حينما يمر بتجربة إدراكية جديدة اضطراباً يصل به إلى الدرجة التي يتجنب بها هذه التجربة أو أي ظرف مماثل، ولهذا فهو بحاجة إلى بيئة مستقرة ثابتة لها روتين راسخ بالنسبة له من البيئة الحرة الطليقة .

ومن هنا يأتي دور التدريب علي الدمج الحسي كأحد أنواع العلاجات الهامة الخاصة بالتوحد والتي تعمل على مساعدة هؤلاء الأطفال لتطوير استجاباتهم تجاه البيئة المحيطة بهم من خلال استخدام استراتيجيات وتكنيكات وأنشطة ممتعة لتحسين والتوازن المتكافئ بين الحواس التقليدية والحواس الغير تقليدية .

وأشار إلى أن هناك طرف متعدد العلاج والتدريب على خفض أو تقليل الإضطرابات الحسيه عند أطفال التوحد أهمها تعديل البيئة المحيطة وتهيئتها للطفل، وهذه الطريقة تعتمد على حجب المثيرات التي تؤثر على استجابات الطفل الحسية زيادة أو نقصان كالضوء الشديد أو الخافت أو الضوضاء والحرارة، وكلما يحدث اضطراب في الجانب الحسي للطفل يتم حجبه عن الطفل أو تقليله أو زيادته أو حتى تجنب الطفل هذه المثيرات كي يعيش في بيئة موائمة أو ملائمة لطبيعته سواء كانت البيئة المدرسية أو محيط الأسرة، وأيضا العمل على مواجهة الطفل بالبيئة المحيطة به .

وهذة الطريقة تعتمد على مواجهة الطفل بالبيئة وما فيها من مثيرات قد تزيد أو تنقص من الاستجابات الحسية التي تحدث للطفل من جراء الإختلاط بهذه المثيرات حتى تصبح أمر حتمي لديه فلا حاجة لأن نعزل عنه المثيرات ولا نعزله عنها، ولا مانع لدينا من دمج الطريقتين معاً من وقت لآخر حتى نصل لنتيجة تحد أو تقل من الإضطراب الحسي لدي الطفل ولا يتم العلاج أو التدريب بشكل عشوائي وإنما وفقاً لضوابط وأسس مختلفة .

وفي نهاية اللقاء، أوصت الندوة بضرورة العمل على تأهيل ودمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وإتاحة الفرص لهم للانخراط بشكل طبيعي في المجتمع .

التعليقات مغلقة.