src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

فصل الخطاب __كشف الغمة بعلو الهمة ..بقلم ياسر عبد المحسن

96

اذا دققنا النظر في التاريخ الإنساني وخاصة في بلادنا (مصر)  نجد أن المحن والأزمات تتوالي وراء بعضها ونتيجة لأخطاء من يقوم بتولي دفة القيادة وبمساعدة الآخرين سواء من يتولون زمام القيادة أو مثقفي وعامة الشعب المقود.

ومن أمثلة من تناول هذه الأزمات المؤرخ المصري الكبير (تقي الدين المقريزي و كتابه .إغاثة الأمة بكشف الغمة) وتناول في هذا الكتاب تاريخ المجاعات في مصر وأسبابها حيث اسهب الحديث عن الأزمات الاقتصادية والمجاعات التي عاشتها مصر، ليصور لنا ما لاقاه الشعب والجماهير المصرية من ضروب المحن والمآسي، في غفلة من الحكام، الذين فضل معظمهم الابتعاد عن الجماهير، وجعلوا كل همهم في جني الأموال وتحصيلها والإكثار منها، والاحتفاظ بالسلطة والحكم بمختلف الوسائل الأخلاقية وغير الأخلاقية، ومهما حل بالشعب من آلام ومصائب.

وعدد المؤرخ الكثير من المجاعات التي ألمت بمصر وأوضح صورها وأسبابها وحمّل مسؤلية هذه المجاعات للحكام الغافلين عن مصالح العباد، والغارقين في ملذات الدنيا وعبثها (ذكر منها قرابة ستاً وعشرين مجاعة)

وقد ذكر أيضا أن هذه الأزمات والمجاعات ومنذ بداية الخليقة وقد حلت بمصر أيضا قبل عصر الطوفان،غير أن هذه الازمات والمجاعات كانت لها حلول غير المرض والوباء الذي قد لا يتواجدمعة العلاج كالطاعون وقد تسبب في وفاة ابنة المؤرخ وتأثر بذلك مما جعله يقدم هذه الأحداث.

واذا نظرنا لقصة عزيز مصر وكيف استعان بيوسف الصديق عليه السلام  في تفسير ما رأة من أحلام قد حدثت حقيقة وكيف ساعدت مصر العالم في ذلك الوقت في حل مشكلة المجاعة (قلة الغذاء)في ذلك الوقت .

وقد تختلف الأزمات من عصر الي أخر وما نحن فيه الأن قد لا يكون أزمة (في وجه نظري ) بقدر ما تكون سوء تخطيط ولا يقع هذا السوء فقط علي الحكام بل ينال المحكوم شيئا منه ،فغلاء الأسعار الذي تعيشه مصر وكثير من الدول ما هو إلا طموحات وأماني قد تكون ثانوية وليست أولية كاقتناء سيارة فخمة أو هاتف ذو تقنية عالية أو مسكن فخم …الخ

عكس ما كان في عصر المؤرخ أو السابقين فلا كان مأوي لائق أو ترفيه زائد  ،بقدر ما هو كيفية الحصول علي غذاء لائق وملبس ساتر ومأوي مناسب.

وقد أوضح ذلك المقريزي بأن المصائب والمحن تعاظمت على الناس في مصر بحيث ظن الناس أن هذه المحن لم يكون فيما مضى مثلها ولا مر الزمان في شبهها، حتى أنهم قالوا لا يمكن زوالها، وغفلوا أن ما بالناس هو ناتج من سوء تدبير الزعماء والحكام، وغفلتهم عن النظر في مصالح العباد، وما هذه الأزمة التي تمر بها مصر حالياً إلا كما مر من الأزمات والمصائب والمحن التي مرت بها فيما مضى من الأزمات

حاول المقريزي أن يذكر من الأزمات والمحن والمجاعات التي مرت بها مصر فيما مضى، ما يتضح به أنها كانت أشد وأصعب من هذه المحن التي نزلت بالناس في هذا الزمان بأضعاف مضاعفة، حتى ولو كانت الأزمة الحالية مشاهدة والماضية خبراً.

وما علينا إلا علو الهمة والسعي بجد واجتهاد وحسن تصرف من المحكوم حتي يري الحاكم مدي حرص من يتولي أمرهم بالوعي والتدبر الذي يعيشون فيه وما الأزمات إلا أشياء تغير طعم الحياة فلا ضيق دائم ولا نعيم مستمر ونعلم جميعا أن الجد والاجتهاد يؤدي إلي النجاح وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا..

التعليقات مغلقة.