src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

د. إلهام سيف الدولة حمدان تكتب عاصمة النور.. بين خفافيش الظلام.. والطاقة الشمسية

189

شحذت قلمي وأفكاري؛ للشروع في الكتابة عن “مشكلة قطع التيار الكهربائي” المستمر في شتى أنحاء مصرنا المحروسة ريفها وحضرها؛ وبخاصة في أجواء يوليو قائظ الحرارة والرطوبة – وما أدراك ما يوليو ـ ولا أخفي عليكم ما كان يعتمل في نواياي من الشروع في الهجوم على هذا الموضوع الحيوي؛ تاركة العنان لأفكاري الغاضبة؛ عن ضرورة الكتابة للمطالبة بمحاسبة المسئولين عن هذا القطاع الحيوي؛ وعواقبه الوخيمة على القطاعات السكنية والمصانع والمستشفيات؛ إلا أنني قطعت أحبال أفكاري المتطرفة حين علمت ــ من صفحات التواصل الاجتماعي ــ أن باريس “عاصمة النور” تسبح في الظلام الدامس منذ فترة ليست بالقليلة!

هدأت عاصفتي.. تريثت لإعادة النظر ـ بشكلٍ عقلاني ــ في إبداء الرأي بالبحث عن الأسباب والدوافع القهرية لحدوث تلك المشكلة! وبخاصة حين تناهى إلى مسامعي بعض المقارنات ممن يحترفون “الصيد في الماء العكِر”؛ بين ما كان يتم حدوثه من انقطاع التيار المتواصل ـ وبتعمُّد ـ فترة “اختطاف” دفة السلطة بواسطة خفافيش الظلام في غفلةٍ من الزمن! وشتان بين تلك الفترة المُظلمة “نورًا وسُلطة”؛ وبين ما نحن فيه الآن تحت السلطة الوطنية المُخلصة لمقدرات وأقدار الوطن.. والمواطن!

وتعالوا ــ بهدوء ــ  لإلقاء نظرة عقلانية متأنية فاحصة على جوانب هذا الموضوع وأسبابه؛ والدوافع والضغوط التي فرضت اللجوء إلى حدوث تلك المشكلة المؤقتة؛ ولأتنحى بقلمي وأفكاري  جانبًا لإفساح المجال لحديث السادة المسئولين عن الأسباب والدوافع والحلول المقترحة للقضاء الحاسم على تلك المشكلة.

.. تحدث رئيس الوزراء د.مصطفى مدبولي عن أزمة انقطاع الكهرباء في مصر، مرجعًا السبب إلى الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، والذي أدى إلى تزايد الطلب وزيادة استهلاك الوقود.

وكشف عن عدد من الإجراءات التي ستُطَبَّق خلال المدة المقبلة؛ من أجل تفادي تفاقم الأزمة، خاصة خلال شهر أغسطس؛ إذ من المتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع.

وقال دولة رئيس الوزراء خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع الحكومة: “.. إن أزمة انقطاع الكهرباء في مصر لا علاقة لها بما أثير من أخبار حول وجود مشكلة في الغاز أو حقل ظُهر. وشدد على أن الكميات التي تنتجها مصر من الغاز لم تتراجع، وأن مشروعات الكهرباء التي أنشأتها الدولة تعمل بكفاءة عالية؛ وأنه لولا المشروعات التي نفّذناها كانت الكهرباء ستتوافر 3 ساعات فقط يوميًا..”.

وعرض رئيس الوزراء عددًا من الحلول التي ستبدأ الحكومة في تطبيقها خلال الأيام المقبلة لمواجهة أزمة انقطاع الكهرباء في مصر، تتمثل في التالي:

ــ الإعلان بدءًا من يوم الإثنين 31 يوليو عن توقيتات انقطاع الكهرباء داخل محافظات الجمهورية، إذ جرى التواصل مع وزارة الكهرباء لإعداد جدول زمني بمواعيد قطع الكهرباء عن كل حي، من أجل أن يطّلع المواطن على المواعيد التي سينقطع فيها التيار.
ــ  بدءًا من الأسبوع الأول من أغسطس، سيكون العمل يوم الأحد خلال الشهر المقبل، فقط، من المنزل للعاملين بالمصالح الحكومية، وفق تقدير الوزارات، وذلك لترشيد استهلاك الكهرباء، وتشجيع القطاع الخاص لإجراء الموضوع نفسه.

استيراد شحنات إضافية من المازوت خلال الأيام المقبلة لإحداث توازن في شبكة إنتاج الكهرباء على مستوى الجمهورية.

ــ  وقف تصدير الغاز طوال أشهر الصيف بسبب زيادة حجم الاستهلاك، على أن يستكمل في باقي فصول السنة تصدير الفائض.
ــ  تحديد موعد المباريات لتنتهي قبل المغرب (08:0 مساءً بالتوقيت المحلي وتوقيت مكة المكرمة).. توفيرًا للكهرباء.

إلى هُنا.. كلام جميل! وقد عرضنا وجهة نظر الحكو مة؛ ولم يتبق لي إلا التعقيب الضروري  الواجب من وجهة نظري كمواطنة؛ وأجد أن هذه الحلول المقترحة يشوبها بعض القصور ـ مع تقديري لكل الجهود المحترمة المبذولة ـ  فكيف يعمل “موظف” يتعامل مباشرة مع الجمهور في استخراج أوراق وشهادات ميلاد وجوازات سفر وتوثيق عقود؛ بافتراض توافر أجهزة الكمبيوتر  والحاسبات لديه؛ ولا وجود للتيار الكهربائي بالحي السكني الذي يقطنه؟ هذه واحدة! والثانية: كيف ستقام المباريات في الثالثة عصرًا بين لاعبي الأندية المتصارعة على الفوز؛ ويقهرهم العطش والخمول من حرارة الشمس الحارقة؟
المسألة تحتاج بالتأكيد لإعادة النظر!

ولعلي أذكِّر أولي الأمر ـ والذكرى تنفع المؤمنين ـ في هذا المجال؛ بما يتم استخدامه في العالم من استغلال الطاقة الشمسية.. وـ ياحلاوة شمسنا ـ برغم معرفتي بارتفاع التكاليف نسبيًا في توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية.

وهُنا نلجأ لأهل العلم والتكنولوجيا؛ تيمنًّا بقول المولى عز وجل:
“.. فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”.

ويقول أهل العلم ـ بتصرف ـ إن توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية يتم بطريقتين، الأولى الطاقة الضوئية:
وهي المستخدمة منذ 30 عامًا، والتي تعتمد على وجود خلايا كهروضوئية مكونة من طبقات رقيقة من السيليكون ومواد أخرى، وهي أشباه موصلات مربعة الشكل، وعندما تصلها أشعة الشمس تبدأ التفاعلات الكيميائية داخل الخلية بإطلاق إلكترون يولد تياراً كهربائيًا يمكنه أن يمد بناءً كاملاً بالطاقة.

والثانية الطاقة الحرارية:
وهي التقنية التقليدية التي تستخدم فيها عاكسات تركز أشعة الشمس لتكوين البخار لتشغيل المولدات الكهربائية، تتحول إلى بخار يدفع التوربينات وبالتالي توليد الكهرباء.

إنني أعلم أن كل هذه التقنيات في ذهن علماء مصر الأوفياء؛ ولكنها الضرورة الوطنية التي تحتم على أصحاب الأقلام ــ من القوى الناعمة المصرية ــ التنبيه والتعريف بمشاكل المواطن.. والوطن!

وعلينا الاستمرارية في رسالتنا القومية المخلصة؛ لغلق الأبواب والنوافذ أمام خفافيش الظلام؛ وكل من يحاول تشويه إنجازاتنا القومية في مصرنا الحبيبة؛  والتذكير الدائم بما تصبو إليه قيادتنا الوطنية المخلصة في سبيل رفاهية المواطن الأصيل؛ هذا المواطن الذي يبذل الجهد والعرق والدم؛ من أجل الريادة والقيادة في عالمنا المعاصر.

ولكم.. ولي.. ولمصرنا المحروسة: كل الحب والسلام.. والنور!

* أستاذ اللغويات والتأليف والكتابة الإبداعية بأكاديمية الفنون ورئيس قسم الإنتاج الإبداعي الأسبق وعضو اتحاد كتاب مصر

التعليقات مغلقة.