قراءة نقدية في ديوان على أرصفة قصائدي يقدمها الاذاعي والشاعر مدير عام البرامج الإذاعية السيد حسن

 

مجددا نلتقى جميعا في ليلة جميلة نلتقي كما اعتدنا دائما على الإبداع والمودة يجمعنا هذان الجناحان اللذان نحلق بهما معا ولا يغني احدهما عن الاخرالابداع وأهمهما المودة يزيدنا اقترابا وفهما التي تقربنا وفي الحقيقة د. سحر كرم اتيح لى ان اتعرف عليها مبكرا وان اناقاشها في غير عمل من اعمالها وفي هذه الليلة لدى رؤى مختلفةعن ما كان قبلا ولكنني سأبدأ بتحية للدكتور عبد الناصر السعدني على هذه اللوحة الجميلة التي زينت الديوان وله طريقته ورؤيته في التعبير التي حاول ان يعبر عنها عبر هذا التشكيل الراءع ساقول له كيف قرأت هذا الغلاف نعم هناك شكل من اشكال التوازي بين هذه الفتاةوهذه الفرسةاو المهرة بالتعبير المصري القح هو قال ان المرأة هى المحور وانه لم يقصد على الإطلاق ان يقول هناك المرأة وهناك الحصان وانما اراد ان يقول هناك المرأة وإذا اردتم ان يكون لها معادلا تشكيلا فتخيلوا معي ان هناك فرسا تقف وراء هذه المراة انظرو معي إلى ثنية الركبةلدى المرأةولدى الحصان ايضا لتعرفو من أين يأتي هذا الانطلاق ثم انظرو إلى نظرة الفتاة وانتم تلاحظون تلك الفتاة لابد أن تدركو ان الفرس التى وراءها غير موجود لانها لا تنظر إليها ولا تشعر حنى بانها موجودة هى فقط متمحورة حول ذاتها في بعض اللوحات سوف نجد فرسا وامرأة معجبة بهذه الفرسة واحيانا نجد امرأة كأنها تتامل جمال الفرسة لكن هنا المراة منشغلة بذاتها ومتمحورة حول ذاتها في الخلفية تلك الفرس الجامح صحيح ان الحصان يحتل معظم اللوحة ولم ياتي هافتون او ريسوليوشن اقل ولكن غير موجود نظرة الفتاة التى في اللوحة فالمرأة عبر نظرتها تقول هنا انا وانافقط بهذه الانطلاقة والمهرة التى وراءي هو فكر خيال ومعادل تشكيلي يمثلني فقط ويوحي بانطلاقتي هكذا وصلتني فكرة هذه اللوحة .

اما المجموعة الشعرية فليسمح لى الدكتور طارق منصور في البدايةان ابدا بالاختلاف معه لماذا؟لأن سحر كرم في هذا الديوان مختلفة اختلافا بينا عن ديوان كبرياء أنثى هناك مان ذالك الاعتزاز المفرط بالذات تقول له انا امرأة صفاتي كذا وكذا وكذا فمن الذي يممكن أن يستحقني انت لا تليق بهذه المرأة بهذا الكبرياء الموغل ولكن هنا في هذا الديوان سحر كرم شديدة التواضع هى تتحدث بلغة لم نعتدها منهاعلى الإطلاق صحيح ان المرأة والرجل هما معا محور الديوان ولكن تصور معي ان سحر كرم التي كانت تقول له من انت لتليق بامرأة بكل هذا الكبرياء تقول له هنا .. لماذا يا سيد قلبي _انا عندك لاجئة هذه لغة لم تكن موجودة لدى سحر كرم على الإطلاق وهذا ما يجعلني افترض ان هناك شكلا من الأشكال التباين بين سحر كرم في ذاتها وقلبها ومشاعرها وسحر كرم في عقلهاوثقافتهاوقراءتها صحيح ان عقلها و قراءتهاوثقافتها جميعها تدعوها لان تزهو بذاتها ولكن عندما كانت تعود إلى جوهرها إلى مشاعرها تصبح أكثر تواضعا

وتقول كل الخرائط تؤكد انك وطني يا أيها السر المقدس لماذا يا سيد قلبي انا عندك لاجءة لا أريد سوى موسيقى صوتك الحنون ونظرة تلك العيون

هنا تخلى تمام عن كل ماكان سابقا في لغة كبرياء أنثى صحيح ان لديها قصائد تمثل برزخا ما بين هذا وذاك وقد فسرت لى هذا الأمر بانها قالت هنا بعض القصائد ضاق بها ديوان كبرياء أنثى فجاءت بها إلى هنا اظن منها مثلا قصيدة

انا امرأة التي تقول فيها

انا امراة بداخلي بحر من الحنان وأحلام قرمزية ولأنني أنثى الخريف ولم أكن يوما امرأة من ورق ….الى اخره ..

هنا تمثل لنا برزخا بين هذا وذاك بين هذا الزهو التي تتحدث فيه عن نفسها بكبرياءها بدأت تقول لن امنح قلبي الا لفارس يستحق البطولة وكأنها وجدت ذالك الفارس فقالت ما قراناه سابقا بانها تقبل ان تقول له لماذا يا سيد قلبي _انا عندك لاجئة وتقبل ان ان تكون لاجئة لوطنه هو هذا على مستوى شكل العلاقة بين المرأة والرجل تبدو اقل وهوا بذاتها أكثر اقتناعا لان الحياة لا تكتمل إلا بال هى وال هو او ال انا وال انت ثم عندما تجد من يستحق لا مانع لديها من ان تذوب فيه او ان تعلن اللجوء إليه او ان تسمح له ان يحتوى كيانها كله وبالمناسبة انا سعيد بأن لدينا للمرة الأولى ربما قصيدة متعددة الصوت أصبحت تسمح له بأن يقول فنجد في القصيدة قالت له ثم قال لها هذا أيضا يبدو لنا للمرة الاولى وكانها تقول خطوة إلى الوراء لا سمح له بخطوة إلى الأمام أيضا لفت نظرى في هذا الديوان ان سحر كرم في القصائد الاولى لم تكن تعنى بفكرة المضمون او المعنى كانت منشغلة اكثر بفكرة الإحساس ففي بعض القصائد اشعر وكأنني لست امام قصيدة من كلمات وكأنني اشعر أنني مثلا استمع الى مقطوعة موسيقية من منا حين يستمع الى المقطوعة الموسيقية يبحث عن المعنى نحن نحلق مع احساس غاءم واذا اردنا ان تبتكر او نخترع معنا المقطوعة الموسيقية سنتناقض سويا تناقضا كبيرة بعضنا ستذكرنا المقطوعة الموسيقية بوجه ابيه وبعضنا ستذكره بالمصيف الذي كان فيه وبعضنا ستذكره بطفله كانت تشاركه الفصل الدراسي في بعض القصائد لدى الدكتورة سحر نجد انها تتكيء على الاحساس إكثر من انها تتكيء على المعنى وساضرب مثالا لذالك بقصيدة

ايها البحر ….. في هذه القصيدة انت حتى على مستوى الحقل الكلامى لا تجد انسجاما تاما بل تجد تفاوتا فبعد الماء الأمواج والرزاز تجد انتقالة إلى العروج وسارة المنتهى وكأنها تقول لي ولك لا تهتم كثيرا بالمعنى او المضمون أولى العناية الأكبر بما يترسب لديك من مشاعر او من احاسيس . أيضا لفت نظري في هذا الديوان ان دكتورة سحر أصبحت أكثر حفاوة بالموسيقى ولأنها منذ البداية تكتب ما يتماشى مع فكرة قصيدة النثر فى تتشبث بالقافية باعتبار أن القافية شكلا من أشكال الإيقاع انظر إلى قصيدة

على جناح فراشة … ستجدها توقع كل سطر شعرى بقافية متحدة وهى قافية القاف ثم تغادرها إلى قافية الهمزة وكأنها تقول لك اذا فاتني بحر وفاتتني التفعيلة فلن تفوتني القافيةبايقاعها الموزون

رسالة على جناح فراشة …حروفها تتبض بلغة العشاق….طارت تحلق في الآفاق …فيضهارحيب الاشواق…أثارت للوجدان ارتعاشة …نبضا متواترا خفاق ثم عندما تنتقل إلى الهمزة تقول محبتي عفة ونقاء .. تخط في الإرجاء…تبدد الوان الجفاء ..كالمهررة طليقة حرة في بيداء

وهنا ستردنا مرة أخرى إلى لوحة الغلاف وكأنها تقدم معادلا شعريا لما قدمه الدكتور عبد الناصر السعدني من طرح تشكيلي . أيضا يستمر هذا الاتكاء على الاحساس إلى أن تصل إلى القصائد الثماني الأخيرة هنا يصبح المضمون و المعنى هو الأكثر حضورا بدا من قصيدتيها المهداة إلى ابنتيها ثم القصائد المهداة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم والقصيدة المهداة إلى الأب والقصيدة المضادة للارهاب والقصيدة المهداة إلى سيناء والى امجاد البلاد والى الشباب وابناء الرياضة .هنا تقول لنا د. سحر كرم حينما يكون المتلقي للقصيدة حاضرا في ذهني فالمضمون والمعنى يعلن حضوره الاقوى ويكون الأكثر حضورا ولا استسلم لفكرة الاحساس الذى يمكن أن يكون باديا ظاهرا كما في الموسيقى او اللوحة التشكيلية

انت يمكن أن تسمى هذه اللوحة انطلاقة ويمكن ان تسميها زهوا ويمكن ان تسميها أنوثة ويمكن ان تسميها ما شءت او اعطها المضمون الذى تتصوره ولكن انت في النهاية أمام حالة شعورية بدت تشكيلا او بدت بالموسيقى او بدت في التعبير أدبيا.

أيضا في هذا الديوان سنجد الكثير من ملامح الرومانسية.وانا دائما اقول الرومانسية لدينا في مصر او في العالم العربي ليست هى هى الرومانسة في الغرب او كما كانت في الغرب الرومانسية في الغرب قاءمة على عنصرين العنصر الاول هو إعطاء الظهر للعقل و الانحياز للوجدان والانكفاء على الذات العنصر الثاني هو الأيغاد في الحزن اما لدينا فالرومانسة تعني الرهافة وشفافية الاحساس والقدرة على التواصل مع الطبيعة ولذلك لدرجة انني اقول داءما الرومانسية ليست مدرسة كانت صالحة لزمن ثم أصبحت غير ذات موضوع بانقضاء لكنها نقطة التمايز بين نظرة الإنسان العادي للواقع ونظرة الإنسان الفنان لهذا الواقع هناسوف تجد مجموعة من القصائد سوف نجد دكتورة سحر تحتفي بها حفاوة شديدةجدا بالطبيعة و لحسن الحظ انها تأتي حتى في الترتيب جميعا وراء بعضها لبعض ضوء القمر انتظر المساء ايها البحر انشودة النسيم على جناح فراشة هنا نجد أنفسنا أمام عناصر الطبيعة من قمر ونسيم وبحر إلى آخره وبالمناسبة سحر كرم لديها قاموس متكرر ستجد لفظ ياسمين وياسمينة والياسمين حاضرا بكثافة في قصائد شتى و ستجدتعبيرها عن الورد دائما لا يأتي وردةو ليس زهرة ولكن جوري او جورية تجدها منحازة إلى هذا اللون من المفردات وكأنها تقولى لي لغتي الخاصة وقاموسي الخاص بي وأيضا لديها في هذا الديوان منطق الرسالة في كثير من تقنيات الكتابة لديها هى توجه رسالة من الانا إلى الأنت . تقنية السؤال أيضا حاضرة بكثافة في هذا الديوان وفي هذا الديوان نحن أمام خطوة أخرى على طريق الابداع الذي تخطو عليه الدكتورة سحر كرم . واهنئها بهذه النقلة الحرفية والنوعية في هذا للديوان الجديد .

لكن لا يمكن انا اختتم هذه الكلمة دون أن اهنئ الدكتور طارق منصور بل اهنيء نادي ادب مصر الجديدة وبكتيبته المختارة التي تم انتخابها لكى تواصل المسيرة وانتم تعلمون ان دكتور طارق منصور في يمنه التاريخ وفي يساره الادب وفي عقله الجامعة وفي قلبه محبة مصر اهنئ نادي ادب مصر الجديدة به البقية أفراد مجلس الإدارة المناضلة المبدعة واحكييكم واهنيء دكتورة سحر كرم على الديوان الجديد..وشكرا