src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

ضرة الأدب….كلمات/عبد الاله هوساوي

89

أتيتُ من عملي في قمةِ التعبِ
فاستقبلتني بسيلِ اللومِ والعتبِ!

ومن سوى زوجتي من مُلّئَت نكداً
يكفي الخلائقَ من عُجمٍ ومن عربِ.

مِزاجُها كالحَرابي في تغيّرهِ
بين السرورِ وبين الحزنِ والغضبِ

تقول: غبتَ طويلاً أين كنتَ، لكي
أظَلَّ وحديَ يا من صرتَ تزهدُ بي

خرجتَ منذُ صباحِ الله منطلقاً
وعدتَ بعد تغطّي الكونِ بالحُجُبِ

وأينَ ما كنتُ قد أرسلتُ تجلبُه؟!
لقد تغيّرت عمّا جئتَ فيهِ أبي

وعدتَه حالفاً: إني سأسعدها
واليوم أخّرتَ عني عامداً طلبي

هذا جزائيَ إذ فضّلتُ مُفتقراً
على غَنيٍّ أتاني راغباً نسبي

وأردَفَت: إنني الأنثى التي كمُلَت
وجهاً وجسمي براهُ اللهُ مثلَ ظَبي

وأنت تعلمُ حسني في البناتِ كما
قد كنتَ تعلمُ بين الناسِ ما حسَبي

فقلتُ: يا جنةَ الدنيا وبهجتَها
إني لأجلكِ أُمضي العمرَ في الطلبِ

أسعى لِتهنَي بعيشٍ راغدٍ فغداً
ستحملينَ ببِنتٍ حُلوةٍ وصبِيّ

سيشغلونكِ عني في الصباحِ وفي
وقتِ الظهيرةِ بالضوضاءِ والشغَبِ

ويملؤونَ فراغاً ليس يملؤهُ
سواهمُ هكذا قد قيلَ في الكتبِ

أيا وصيةَ مولانا التي ظهَرَت
في الآي محفوظةً في شرعِ كلِّ نبي

إني أحبكِ حباً لا انتهاءَ لهُ
حباً بلا عددٍ حباً بلا سببِ

قالت وقد رفعَت نحو السماءِ يداً:
استغفرِ اللهَ كي تنجو من اللهبِ

أين الفعولُ؟ فإني لا أحسُّ بها
ألستَ تملكُ غير القولِ يا عجبي!

ما قلتُ شيئاً ولم تردُدْهُ لي شططاً
بالشعرِ والنثرِ والأمثالِ والخطبِ !

سئِمتُ منكَ فطلّقني فلَستَ سوى
أُدَيِّبٍ يرتدي الأشعارَ للهربِ

فقلت: إن كنتُ لم أعجبكِ في أدبي
هاتي يديكِ ونالي قلةَ الأدبِ

فأطرقَت خجلاً تخفي تبسّمها
بكفّها وعليها أجملُ الخُضُبِ

فقلت: وجهُكِ هذا في تبسّمهِ
يزيحُ عني سماتِ الجهدِ والنصَبِ

مِن ثَم مرّت بنا الساعاتُ مسرعةً
سرى بنا الليلُ بينَ اللهوِ والطرَبِ

وكنتُ أُسمِعُها الأشعارَ أكذبَها
فالشعرُ أعذبُهُ المملوءُ بالكذبِ

التعليقات مغلقة.