كتب: أحمد زينهم
استضاف معرض عمان الدولي للكتاب دورته الثانية والعشرين ندوة بعنوان “تحولات الكتابة للأطفال في العصر رقمي”، والتي كانت متنوعة وناجحة من كافة النواحي، وحلت دولة قطر الشقيقة ضيف شرف معرض عمان للكتاب الثاني والعشرين.
تؤكد ندوة “الكتابة للأطفال في العصر الرقمي” في معرض عمان الدولي للكتاب أن الكاتب للأطفال يجب أن يحمل رؤى جديدة بأدوات تواكب العصر التكنولوجي، ونظم اتحاد الناشرين الأردنيين ندوة فكرية ضمن فعاليات معرض عمان الدولي للكتاب في دورته الثانية والعشرين والتي تستمر حتى 30 الشهر الجاري، ندوة حول أدب الطفل.
شارك في الندوة التي أدارها الأستاذ سنان صويص نخبة من المختصين والمفكرين حول “تحولات الكتابة للأطفال في العصر الرقمي” وذلك على شرف حضور الكاتبة والباحثة الأستاذة سارة طالب السهيل ود. مريم ناريمان نومار من الجزائر، وأ.تغريد النجار من الأردن، فلورا مجدلاوي من الأردن.
وأكدت الكاتبة سارة السهيل أن بدايتها في الكتابة للأطفال كانت بسيطة وعفوية للغاية، خاصة أنها كانت في سن الأطفال في ذلك الوقت.
وقالت إن دور الكاتب بالنسبة للطفل هو المساعدة في تشكيل ضمير الطفل ورؤاه وتربيته، وتشجيعه على تبني السلوكيات الجيدة، وتعديل السلوكيات السلبية، وتشكيل شخصيته، وذلك ضمن العمل الأدبي الموجه للأطفال مستعينه بدراستي دراسات فى علم النفس وتعديل السلوك وسيكولوجية الطفل والمنتسوري رياض الأطفال، فأخذت من كل هدا عصير خاص بي لمساعدتي في الكتابة للأطفال.
مشيرة إلى أن تجربتها الشخصية أثبتت أن الطفل العربي ما زال يحب السرد الطويل نسبياً، لكن المشكلة في آلية عرض وتقديم هذا السرد، والتكنولوجيا عبارة عن أداة، والأهم هو ما نحمله فيها.
وأوضحت سارة أن المحاور المتعلقة بالكتابة للأطفال في ظل العصر الرقمي تشمل صانع المحتوى ومتلقيه، وكذلك الجمهور المحيط بهذا المتلقي والأداء الذي يتم من خلاله تقديم المحتوى والمحتوى نفسه.
وشددت على أهمية هذا المحتوى المقدم للطفل، والقائمين على صناعته، لافتة إلى أهمية ودور الكاتب الذي يساعد في تنمية رؤى الشباب، والذي يجب أن يمتلك أدوات مختلفة، بالإضافة إلى طيبة القلب بحيث يعتبر كل طفل يقرأ له بمثابة ابنه ويجب أن يتمتع بضمير حي وحيوي حتى يتمكن من الدفاع عن حقوق الطفل وغرس القيم الحميدة ومحاربة كل ما يمكن أن يشوه الطفل في هذا العصر المليء بالمخاوف، وقالت إنها متصالحة مع التكنولوجيا بكل أشكالها، لكن المشكلة في الانتقاء والاختيار والغربلة والرقابة.
وأشارت إلى أن الكاتب للأطفال يتمتع بمواصفات وقدرات خاصة تمنح الطفل مزيجاً من اللطف وفهم التحديات الخارجية التي يجنيها الطفل، وأن أهم هذه المواصفات هو الاعتماد على المعلومات الصحيحة والكتابة بأسلوب قريب من الطفل، مع الأخذ في الاعتبار أن التكنولوجيا الجديدة لا تشكل مشكلة إذا كان المحتوى المقدم له مقبولاً ومضمونه جيد.
وأوضحت السهيل من خلال مسيرتها الأدبية في الكتابة للأطفال أن الطفل أصبح اليوم الشغل الشاغل لصناع القرار الثقافي، ويصطدم بكل شيء رقمي، فماذا يمكن للكاتب أن يأخذ أو يضحي بما كان يكتبه أو يواكبه، ما هو محتوى وشكل هذه الكتابة الجديدة، وما مدى حضور القيم التي نشأنا عليها في العصر الرقمي أمام طفل إلكتروني في الغالب، والارتباط بالأرض والتراث والتمسك بالهوية؟ الأخلاقيات من واجبنا ككتاب للأطفال.
وقالت سارة طالب السهيل: نحن من نغير المجتمع وليس العكس، فالطفل ليس مؤهلاً للاختيار حالياً، لكن يجب أن نوجهه إلى ما هو الأفضل له علمياً وثقافياً وسلوكياً.
وفي النهاية شكرت الكاتبة سارة السهيل رئيس اتحاد الناشرين الأستاذ جبر أبو فارس وجميع المنظمين والقائمين على المعرض، وتمنت دوام التوفيق في ضل صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله.
التعليقات مغلقة.