src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

كلمة الرئيس..وقمة القاهرة للسلام  ___بقلم / دإلهام سيف الدولة حمدان

1٬843

 

لا يخفى على أحد الموقف الذي تخوضه مصر في خضم الأحداث المواراة في غزة وسط تصعيد عسكري أقل مايوصف به أنه حرب إبادة لأهلنا في فلسطين الحبيبة ،وبرغم الحشد الشعبى الغاضب الذي ماجت به ميادين عدة على مستوى محافظات مصر والوقفات الاحتجاجية في مؤسساتنا التعليمية ،فلا نستطيع أن نمنع إسرائيل من اجتياح غزة ووقف إطلاق النار؛ فقرار الاجتياح هذا جاء مدعوما من امريكا التي استخدمت فيه( حق الفيتو )في مجلس الأمن ،مع اليابان وفرنسا وألمانيا ضد المطلب الروسي الملح بوقف إطلاق النار ،فماذا نحن فاعلون أمام هذا الدعم الكامل لإسرائيل لاجتياح غزة ؟!

فما أشبه اليوم بالبارحة فقد تم اجتياح العراق من جانب امريكا رغم وجود الاعتراض الشعبى على مستوى العالم وداخل امريكا نفسها ولم تلق بالا للأصوات المنددة واستمروا فيما خططوا له وكان ماكان ..

وبرغم قرارات الشجب من مجلس النواب المصرى إلا أن الحال مازال وبالا.. .. مصر مستعدة عسكريا تتراص قواتها فى سيناء ،بعد أن اجهضت مساعيها من أرباب حق الفيتو ..إن مصر.. دفعت ثمناً هائلاً من أجل السلام في هذه المنطقة.. بادرت به.. عندما كان صوت الحرب هو الأعلى.. وحافظت عليه وحدها.. عندما كان صوت المزايدات الجوفاء هو الأوحد.. وبقيت شامخة الرأس، تقود منطقتها، نحو التعايش السلمي القائم على العدل على حد قول الرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه.

وبقي تعلقنا بالأمل في إيجاد حلول تنبثق عن مؤتمر السلام من أجل غزة المقام على أرض مصر ،بحضور رؤساء ٣١ دولة وبعض المنظمات الدولية السبت ٢١اكتوبر ٢٠٢٣ ..وقد جاءت كلمة الرئيس السيسي في مفتتح جلسة المؤتمر لتوضح موقف مصر من الأمر برمته :

 

“أؤكد للعالم.. بوضوح ولسان مبين.. وبتعبير صادق، عن إرادة جميع أبناء الشعب المصري.. فرداً فرداً: إن تصفية القضية الفلسطينية، دون حل عادل، لن يحدث.. وفي كل الأحوال.. لن يحدث على حساب مصر.. أبداً.”

فموقف مصر الواضح هذا يعززه إيمان مصر القوي بما تم بذله من جهد في الحفاظ على السلام في المنطقة بعد نصر أكتوبر العظيم ،والعالم إذ يترقب:”.. يترقب بعيون متسعة.. مواقفنا في هذه اللحظة التاريخية الدقيقة، اتصالاً بالتصعيد العسكري الحالي، منذ السابع من أكتوبر الجاري، في إسرائيل والأرض الفلسطينية…إن مصر تدين، بوضوح كامل، استهداف أو قتل أو ترويع كل المدنيين المسالمين.. وفي الوقت ذاته، تعبر عن دهشتها البالغة.. من أن يقف العالم متفرجاً.. على أزمة إنسانية كارثية.. يتعرض لها مليونان ونصف المليون إنسان فلسطيني، في قطاع غزة.. يُفرَض عليهم عقاب جماعي.. وحصار وتجويع.. وضغوط عنيفة للتهجير القسري.. في ممارسات نبذها العالم المتحضر.. الذي ابرم الاتفاقيات، وأَسَسَّ القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، لتجريمها، ومنع تكرارها.. مما يدفعنا لتأكيد دعوتنا، بتوفير الحماية الدولية، للشعب الفلسطيني والمدنيين الأبرياء.”

 

وعن حقيقة الدور الإنساني لمصر صرح الرئيس السيسي في كلمته :”إن مصر، منذ اللحظة الأولى، انخرطت في جهود مضنية.. آناء الليل وأطراف النهار.. لتنسيق وإرسال المساعدات الإنسانية، إلى المحاصرين في غزة.. لم تغلق معبر رفح البري في أي لحظة.. إلا أن القصف الإسرائيلي المتكرر لجانبه الفلسطيني.. حال دون عمله.. وفى هذه الظروف الميدانية القاسية، اتفقتُ مع الرئيس الأمريكي على تشغيل المعبر بشكل مستدام، بإشرافٍ وتنسيق مع الأمم المتحدة، ووكالة “الأونروا”، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.. وأن يتم توزيع المساعدات، بإشراف الأمم المتحدة، على السكان، في قطاع غزة.”

 

وقد أعلن الرئيس السيسي رفض الدولة المصرية رفضا تاما مشددا للتهجير القسري للفلسطينيين مهما كانت الضغوط الإنسانية لينزحوا إلى سيناء لأن هذا من شأنه أن يتسبب في تصفية نهائية للقضية الفلسطينية.. “وإنهاءً لحلم الدولة الفلسطينية المستقلة.. وإهداراً لكفاح الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية والإسلامية، بل وجميع الأحرار في العالم، على مدار ٧٥ عاماً، هي عمر القضية الفلسطينية.

 

ويخطئ في فهم طبيعة الشعب الفلسطيني، من يظن، أن هذا الشعب الأبي الصامد، راغب في مغادرة أرضه، حتى لو كانت هذه الأرض، تحت الاحتلال، أو القصف.”

وارتأى الرئيس السيسي في كلمته أن الحل الوحيد يكمن في تحقيق العدل ، بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة، في تقرير المصير، والعيش بكرامة وأمان، في دولة مستقلة على أرضهم.. مثلهم، مثل بقية شعوب الأرض،وليس بالتهجير والإزاحة لهم لأراض أخرى!

 

وقد وقفت حائرة أمام التساؤلات التي أطلقها الرئيس :

“هل كُتب على هذه المنطقة، بأن تعيش في هذا الصراع للأبد؟

ألم يأن الوقت، للتعامل مع جِذر مشكلة الشرق الأوسط؟

ألم يأت الحين، لنبذ الأوهام السياسية، بأن الوضع القائم، قابل للاستمرار؟ وضع الاجراءات الأحادية.. والاستيطان.. وتدنيس المقدسات.. وخلع الفلسطينيين من بيوتهم وقُراهم، ومن القدس الشريف؟”

هل من مجيب؟! “نحن أمام أزمة غير مسبوقة.. تتطلب الانتباه الكامل، للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع، بما يهدد استقرار المنطقة، ويهدد السلم والأمن الدوليين.”

كلنا أمل أن تستيقظ الضمائر وتغلب النوازع الإنسانية قادة شعوب العالم ليحققوا الإنصاف لأصحاب هذه القضية حقنا لدماء الأبرياء التي تسقط مغتالة أطفالا أبرياء وتترك أمهاتهم ثكلى يلوعهمن الحزن وحرقة القلب على فقدان أطفالهما بشظايا طلقات المدافع والرصاص ، “ليت:” قادته يدركون عِظَم المسئولية.. ويرون بأعينهم، فداحة الكارثة الإنسانية.. ويتألمون من أعماق قلوبهم، لكل طفل برئ، يموت بسبب صراع لا يفهمه.. يأتيه الموت بقذيفة أو قصف.. أو يأتي بطيئاً، لجُرح لا يجد دواءً.. أو لجوع، لا يجد زاداً !”

 

فلابد أن يستفيق العالم ويستجيب لدعوة الرئيس السيسي التي.. “تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام، من خلال عدة محاور.. تبدأ بضمان التدفق الكامل والآمن، والسريع والمستدام، للمساعدات الإنسانية لأهل غزة.. وتنتقل فوراً، إلى التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار.. ثم البدء العاجل، في مفاوضاتٍ لإحياء عملية السلام، وصولاً لإعمال حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، التي تعيش جنباً إلى جنب، مع إسرائيل، على أساس مقررات الشرعية الدولية.. مع العمل بجدية على تدعيم السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، للاضطلاع بمهامها، بشكل كامل، في الأراضي الفلسطينية.”

فقد كشف المشهد الدولي عبر العقود الماضية عن قصور جسيم في إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية ،و اكتفى بطرح حلول مؤقتة لا ترقى لتطلعات شعب عانى منذ أكثر من 80 عاما من الاحتلال ومحاولات طمس الهوية ،وقدكشفت الحرب الجارية أيضا عن خلل في قيم المجتمع الدولي للتعامل مع الأزمات،لذلك ينبغي أن تكون استجابة المجتمع الدولي على قدر فداحة الحدث فهناك أرواح تزهق تحت القصف الجوي ،فحق الإنسان الفلسطيني ليس مستثنى ممن شملتهم قواعد القانون الدولي الإنساني أو الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان فلا أقل من أن يتمتع الفلسطينيون بكافة الحقوق المكفولة لبقية شعوب العالم بدءا من الحق في الحياة والمسكن الآمن والرعاية الصحية اللائقة والتعليم …

يحدونا الأمل في استفاقة عاجلة وصحوة ضمير سريعة حقنا لما تبقى من دماء سالت بما فيه الكفاية ولم يعصمها من الهدر قادة حق الفيتو اللعين!

__________

أستاذ اللغويات والتأليف والكتابة الإبداعية بأكاديمية الفنون ورئيس قسم الإنتاج الإبداعي الأسبق وعضو اتحاد كتاب مصر

التعليقات مغلقة.