src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

وحدتنا.. مايغلبها غلاّب ! ـــ د.إلهام سيف الدولة حمدان

أستاذ العلوم اللغوية والتأليف والكتابة الإبداعية بأكاديمية الفنون ورئيس قسم الإنتاج الإبداعي الأسبق وعضو اتحاد كتاب مصر

221

 

” … رسالتنا لأجيالنا الحالية والقادمة أن وحدتنا الوطنية هي ركيزتنا الرئيسية للتنمية والتقدم؛ وتماسك النسيج الوطني لهذا الشعب العظيم هو درعه الحامي وحصنه المنيع؛ فالوطن في حاجة لتضافر جهود جميع ابنائه وهو يعبر مرحلة التطوير والبناء من أجل أن يعبر لغدٍ افضل وغدٍ مشرق لابنائنا … ” .

 

تلك هي رسالة القائد والزعيم الوطني الرئيس عبد الفتاح السيسي لابناء الوطن؛ في الاحتفالية التي أقيمت بمناسبة “عيد الميلاد المجيد” في بداية العام 2024؛ ضمن برقية التهنئة التي بعث بها إلي قداسة/ البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية .

 

إنها كلمات ليست كالكلمات ! فهي كلمات كـ ” الماس “؛ قُـدَّت من صميم قلب المصري المخلص المؤمن بوطنه وقيمته وقامته .. وبكرامة شعبه المصري العظيم؛ ويؤمن إيمانًا راسخًا بأن مصرنا المحروسة؛ هي مهد الرسالات السماوية ؛ وسيظل النسيج الوطني بين شعبها هو ما كان وسيظل مصدر الإعزاز لهذا البلد العظيم علي مر التاريخ ؛ مهما تكأكأت عليها قوى الشر والبغي ودعاة التفرقة والعنصرية؛ ومحترفي اللعب ــ كبهلوانات السيرك ــ على أحبال العقائد الدينية والسياسية؛ دون أن يتعلموا من دروس التاريخ القديم والحديث؛ ليعلموا أن هذا الشعب العريق منذ فجر تاريخ الإنسانية ؛ لاتؤثر فيه ولا تفت في عضده تلك الألاعيب التي يحاولون ممارستها بين الحين والحين؛ ولكنهم يعودون ـ بخفَّي حنين ــ مدحورين مهزومين شر هزيمة .

 

ولعلي أجد في كلمة عميد الأدب العربي الدكتور/طه حسين؛ مايعضد هذا التوجه والاعتقاد .. فإنه قال :

” لعل الاختلاف بين المسلمين والمسيحيين في الدين ؛ أشبه بالاختلاف الذي يكون بين الانغام الموسيقية؛ فهو لايُفسد وحدة اللحن|؛ وإنما يقويها ؛ ويظكيها؛ ويمنحها بهجةً وجمالاً ” !! لذا .. فإن وحدة الشعب المصري وتماسكه في مواجهة كل المحن والخطوب عبر تاريخه؛ هي : وحدة .. مايغلبها غلاًب !

 

ولعلي أكون قد صاحبني التوفيق في اختيار كلمة ” الوَحْـدَة ” ـ بفتح الواو وتسكين الحاء وفتح الدال ــ وهو لفظ دال على التماسك والترابط والقوة؛ بعكس كلمة ” الوِحْدَة ” ــ بكسر الواو وتسكين الحاء وفتح الدال ــ وهو لفظ يعني التشرذم والتفرقة .. ولا يؤدي إلا إلى الضعف والوَهَنْ والكآبة .. والحزن !

 

وإنني على قناعة أنني ــ بكل الفخر ــ”بنت مصر”؛ ولن تكون شهادتي مجروحة أو محاباة للأصل والنشأة والنسب والانتساب؛ ولكنني أعتز بمصريتي لأن مصر منذ فجر التاريخ عظيمة بتاريخها وشعبها؛ ونعشق رائحة ترابها الممزوج بماء النيل الذي يجري مترقرقًا في واديها الجميل؛ ونعشق رائحة عرق جلابيب “الشغيلة” الكادحين تحت شمسها التي لاتغيب .. ولن تغيب أبد الدهر بمشيئة الله؛ طالما تدب عليها أقدام هذا المصري العاشق لتاريخها ومجدها؛ فهُنا سالت الدماء واختلطت ــ مسلمين ومسيحيين ــ من أجل الحرية والكرامة ونيل الاستقلال والتحرر من ربقة الاستعمار الذي أثقل ظهرها قرونًا من الزمن .

وما زالت مصرنا المحروسة تعمل بوصية رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين أرسل إلى الفاتح “عمرو بن العاص” برسالته التي فيها يقول : ” أوصيك خيرًا بـ ( قبط مصر ) .. فإنهم أخوالٌ وأصهارٌ؛ وهم أعوانكم على عدوكم؛ وأعوانكم على دينكم ” !

 

ولنا في العودة إلى سطور صفحات التاريخ القديم والحديث؛ فقد أخبرتنا عن الكثير من صور التسامح والحفاظ على الوحدة الوطنية؛ ففي بداية الفتح اٍلاسلامي حين علم “عمرو بن العاص” بخروج الأسقف بنيامين هربًا من عنف الرومان وظلمهم؛ فأرسل من ينادي عليه ويدعوه إلي المجيء آمناً مطمئنًا ؛ من أجل إدارة شئون أهل ملته فجاء وتولى أمور أخوانه وأتباعه في أمن وسلام !

 

وفي الثلث الأول من القرن التاسع عشر؛ تجيء سطور صفحات كتاب التاريخ لتقول إن مصر خلال أحداث ثورة 1919 بقيادة الزعيم الوطني سعد زغلول؛ شهدت ملحمة وطنية كان شعارها ” عاش الهلال مع الصليب”؛ وقد جسدت هذا المشهد العديد من الأفلام المصرية و المسلسلات التسجيلية الملحقة بالمتاحف . ولن نذهب بعيدًا .. فقد سجل التاريخ الحديث ــ ايضا ــ أروع الملاحم بين المسلمين والمسيحيين في معركة تحرير الأرض في أكتوبر 1973؛ حين انتصرت الإرادة المصرية بفضل تضافر القوى المؤمنة بكرامة الوطن .

 

إن من حق الاجيال الحالية والصاعدة ؛ أن تعي وتعرف أصالة وتاريخ هذا البلد الأمين على رجاله الذين يدينون بالولاء والانتماء إلى الهويَّة المصرية؛ فللتوثيق والتسجيل؛ نشهد ـ والشهادة أمانة في أعناقنا ــ أن سنوات حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي شهدت كيف تصدى بقيادته الوطنية .. لمحاولات إثارة الفتنة الطائفية ـ سواء في الداخل او في الخارج ـ لعناصر قوى الشر والبغي والتخلف؛ وباءت كل المحاولات بالفشل الذريع؛ لأن مصر وجيشها هما “درع الأمان” لكل من يخطو على ترابها المقدس؛ ليظل مجتمعنا آمنًا مطمئنًا بمسلميه ومسيحييه؛ ولكل من يقف تحت سماء هذا الوطن المفدى .

وكل عام وانتم بخير ..

وعاشت مصر .. و ” عاش الهلال .. مع الصليب ” !

التعليقات مغلقة.