src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

ريهام عبد الحكيم..وحاجات وحاجات.. حلوة ! ـــــ بقلم .. د.إلهـــام سيـــف الدولـــة حمـــدان

274

 

تعالوا بنا نتحدث عن الأخطاء الجميلة في حياة المصريين الفنية ـ وبخاصة في مجال الغناء والطرب وعالم الموسيقا ـ ؛ ولكن كيف تكون “الأخطاء” جميلة ؟ دعوني أقول لكم تفسيري لهذه المقولة التي . قد ـ تبدو غريبة !

 

لقد دأب المطربون المصريون منذ عقود من الزمان؛ على إعادة ترديد أغنيات الزمن الجميل التي نجحت في خمسينيات وستينيات القرن الماضي ــ سواء ماقدموه منها بـ “عَبَلِهَا” ـ على رأي رجل الشارع المصري ــ أو بتوزيع موسيقي جديد ــ ؛ تلك الاغنيات التي شدا بها مطربو ذاك الزمان؛ ابتداء من عباس البليدي، جلال حرب، محمد عبد المطلب، ليلى مراد، كارم محمود، فايزة احمد، محمد قنديل، فتحية احمد، محمد فوزي، عبده السروجي؛ وصولاً إلى روائع عندليب الأغنية عبد الحليم حافظ؛ دون اللجوء إلى التجديد لصنع أغانٍ تمثل مراحل تطور المجتمع والتطور الموسيقي والتقني والتكنولوجي؛ وحتى توقف التجديد في اختيار الكلمات؛ للتعبير عن مفاهيم الأجيال الجديدة من الشباب؛ وتساءل البعض : هل كان هذا الاتجاه نوعًا من الاستسهال باستخدام القديم ” على الجاهز” ؟ أم هو نوعٌ من الإفلاس الفني ونضوب قرائح المؤلفين والملحنين وأصحاب دنيا الموسيقا ؟ إنها بالفعل تأتي تحت بند الأخطاء .. ولكنها ــ شئنا ام أبينا ــ الأخطاء الجميلة التي تعتني بالتراث فحسب؛ ولأنها لم تبتعد عن تراثنا الموسيقي؛ ولكن يجب أن يضعوا في مفاهيمهم أن الدنيا تتغير .. والعالم يركض في التطور والتطوير من حولنا .. ونحن ” محلَّك سر ” !

لذلك..فإنني أرى أن الاكتفاء بترديد التراث فقط دون تجديد؛ يندرج تحت لفظ ” الخطايا ” لا ” الأخطاء”؛ وما أدراك بالبون الشاسع بين اللفظين في تفسيرات لغتنا العربية العصماء!

والحمد لله أن تلك السحابات العابرة في سماء فن الطرب؛ لاتدوم طويلاً؛ لتشرق شمس التجديد في عقول صناع الفن الجميل؛ وليفرض الجيل الجديد نفسه على الساحة الفنية؛ ليكتشفوا صوتًا له “كاريزما” خاصة؛ تحمل ـ إلى جانب الموهبة الربانية والثقافة الأكاديمية المتقدمة ـ رائحة وزخم جينات الزمن الجميل؛ متمثلاً في صوت الصاعدة الواعدة الفنانة/ريهام عبد الحكيم؛ ليشدو صوتها في ليالي الموسيقا العربية؛ مصاحبًا لموسيقا الموسيقارعمر خيرت؛ وبكلمات أغنية ـ برغم بساطتها ـ تحمل بين طياتها المفردات المتداولة بين العامة والبسطاء في المجتمع المصري؛ وهي أغنية “فيها حاجة حلوة ” إشارة إلى مصر التاريخ والحضارة؛ ولتتردد كلماتها التي صاغها الشاعر/أيمن بهجت قمر؛ على لسان الأطفال والشباب؛ ويتمايل مع نغمات موسيقاها كل أطياف المجتمع المصري .. والعربي !

 

 

إنها المطربة المصرية /ريهام عبد الحكيم .. من مواليد11 يوليو ١٩٨٣؛ وتقول سطور سيرتها ومسيرتها؛ إنها ” … تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية والتحقت بفرقة الفنان الموسيقار ( سليم سحاب ) بدار الأوبرا المصرية؛ وقامت بالغناء على المسرح الكبير والصغير والمسرح المكشوف؛ وشاركت في مسلسل “أم كلثوم” عام 1999؛ حيث لعبت شخصية “أم كلثوم” في صغرها وبدأ معها مشوارها الفني …” .

 

 

عرفها الجمهور لأول مرة في مسلسل “أم كلثوم” عام 1999؛ إذ لعبت شخصية “أم كلثوم” في صغرها؛ كما شاركت بمسرحية “رابعة زهرة العاشقين”؛ وجسدت شخصية رابعة العدوية؛ وبدأت بالغناء على مسارح دار الأوبرا المصرية بعمر اثني عشر سنة؛ ولها ألبومين غنائيين وعدة أغان منفردة منها مقدمة مسلسلات تلفزيونية والأغاني الدرامية داخل الأفلام مثل أغنيتي فيلم “عسل أسود ” ” بالورقة والقلم” و”فيها حاجة حلوة” و”الأسطورة”؛ وحازت على جائزة الميكروفون الذهبي من اتحاد الإذاعات العربية مرتين متتاليتين؛ والجميل أنها تُعرف بصوتها القوي القريب من صوت سيدة الغناء العربي “أم كلثوم”.

 

 

وأنهي حديثي بما قاله عنها الفنان والموسيقار عمر خيرت ذات حديث صحفي : ” … إن تجربتي مع ريهام عبدالحكيم في أغنية ( فيها حاجة حلوة ) ؛ من الأغاني الرائعة التي تحتوي على كيمياء معينة بها شيء هام جدًا يحدث في الحفلات …” ؛ ويؤكد الموسيقار عمر خيرت خلال استضافته ببرنامج تليفزيوني ” … أن مثل هذه الأغاني يُقدِمْ على غنائها الجمهور ؛ ويقول : ” … اللي خلاني أعمل الأغنية دي التناول القوي بتاعها في مصر الشعبية الفول والطعمية السخنة والكشري؛ وأشيد ببداية اختيار الأطفال في أغنية “فيها حاجة حلوة ؛ وأسجل احترامي لهذا الاختيار … ” .

 

وأخيرا .. أقول : إنني شديدة السعادة بكسر تلك الحواجز التي كبَّلت انطلاق موسيقانا نحو التجديد في المعاني والمفردات؛ ودائما نقول : إن الشيء “الثابت” في الحياة الدنيا .. هو “التغيير” للأفضل والأرقى؛ ونأمل دومًا في المزيد من هذه الانطلاقات الفنية؛ للخروج من “اسطمبات” الكلاسيكية المُفرطة ـ وأنا لست ضد الكلاسيكية طبعًا ــ خوفًا من التجديد المستمر؛ لنترك للأجيال الحالية الصاعدة ؛ تراثًا خالدًا .. تزهو به الأجيال القادمة من الفنانين الذين يحملون راية التجديد أيضا ويسلمونها دواليك إلى أجيال بعدهم ،وهكذا تدور الحياة، من أفضل إلى الأفضل قدر المستطاع لمن يريد لبلاده التقدم والرفعة،وسط عالم دؤوب متسارع متنافس،وياويل من يتلكأ فتتقافز فوقه أقزام فيزيحونه وبقوة يصعب معها رأب الصدع واللحاق بالسباق،نريد لمصرنا المحروسة أن تزهو بأبنائها دوما، بكل مافيها من حاجات وحاجات حلوة،وأبدا لن تبخل برعاية يحتاجها مبدعوها في ظل مناخ فني حاضن وضام لكل موهبة واعدة فهي تغزل كحبة في عقدها الفريد.ولايسعني إلا أن أهنىء ريهام عبدالحكيم على موهبتها العالية وجمال روحها المصرية وكاريزما حضورها وأدبها الجم زينه اعترافها بالجميل لمبدع اللحن الموسيقار عمر خيرت في حفلها الأخير بحضور وزيرة الثقافة ،وإشادة بواضع الكلمات الشاعر أيمن بهجت قمر فقد أهدونا ثلاثتهم جرعة فنية غزت وجدان الحضور من كبار الفنانين بجانب كبار شخصيات الحضور وواكب جمهور المنازل المشاعر ذاتها …وهذا كان الأداء القدوة الذي نريده ونحترمه.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات مغلقة.