src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

الأفلام التسجيلية .. ذاكرة الشعوب ..ويوبيلها الفضي

بقلم ...د.إلهـــام سيـــف الدولـــة حمـــدان

1٬215

لايخفى على أحد من المتابعين لتاريخ حضارات الشعوب؛ وكيفية مراحل نشأتها وتطورها؛ إنه لولا وجود الوثائق الدالة الدامغة على مصداقيتها؛ لما كان لتلك الشعوب ذاكرة تتوهج باستمرار كلما أضيفت إلى سجلاتها معلومات وثائقية جديدة؛ فالمعروف أن الأوراق والدفاتر أقوى وأحفظ من ذاكرة الإنسان؛ وقديمًا ترك لنا أجدادنا الفراعنة تلك الوثائق الرائعة نحتًا ونقشًا ” على خَـدْ الحَجَر”؛ وعلى صدر “أوراق البَرْدي ” بعد اكتشافها؛ لتبقى على مر الزمان شاهدة للأجيال على عظمة وريادة تاريخ مصرنا المحروسة .

ولكن .. تتفتق عقلية الإنسان ـ مع التطور المعرفي والعلمي والتكنولوجي ـ إلى تسجيل تتابع حركة التاريخ صوتًا وصورة؛ حتى تكاد تشم فيها رائحة الزمان والمكان؛ وذلك عن طريق الأفلام التسجيلية المتوشحة بعباءة عبقرية التصوير والإخراج؛ لتبقى كمرجعية تاريخية وتأريخية لكل أجيال الشعوب التي تؤمن بعظمة أمجادها على طول الزمان.
ولن أذهب بكم بعيدًا للحديث عن الأفلام التسجيلية عن أحداث ووقائع الحرب العالمية الأولى أو الثانية؛ والتي لولاها لما عرفنا كيف ذهب “أدولف هتلر” بجنوده إلى اقاصي العالم؛ واندحاره واندحار قواته في جليد “سيبيريا” داخل الاتحاد السوفييتي القديم !؛ ولكني ـ بالتاكيد ـ أُثَمِّن ماقامت به كتائب التوجيه المعنوي بالجيش المصري؛ نحو تسجيل كيفية اقتحام جنودنا لمعاقل “خط بارليف”؛ بعد اقتحام قناة السويس بالقوارب المطاطية والصدور العارية؛ والإضاءة على الجنود الذين يحملون المعدات الثقيلة والمدافع على ظهورهم الفتيَّة؛ والقيام بتحطيم خط بارليف المنيع؛ والمدجج بالمدافع الثقيلة على طول خط قناة السويس؛ ليتحقق النصر المؤزر على جحافل الصهيونية العالمية؛ ومن خلفها “غول العالم ” أمريكا !؛ والمعروف أن الحركة الصهيونية ومؤسسها ( تيودور هرتزل )؛ والتي قال عنها في مقدمة كتابه ( بروتوكولات حكماء صهيون ) :
” نحن يهود العالم .. لسنا إلا مُفسديه .. ومُحرِّكي الفِتَنْ فيه وجلاَّديه ” !؛ لتبقى الأفلام التسجيلية التي قامت بها القوات المسلحة؛ خير شاهد ودليل على دحض أكاذيب العدو؛ ولتحتفظ للأجيال بتلك الافلام التي لايأتي لها الباطل من امامٍ أو من خلف ؛ لذا كان دور قواتنا المسلحة في هذا الصدد؛ دورًا مهمًا؛ لقيامها بتوثيق التوثيق للبطولات التي قام بها رجالات قواتنا المسلحة البواسل .

ولنا ـ لزيادة الثقافة المعرفية ـ أن نشير إلى الاختلاف بين الأفلام التسجيلية؛ والأفلام الوثائقية؛ فالأفلام الوثائقية ـ بتصرف ـ تتمثل في برنامج تليفزيوني ؛ او سلسة متتابعة عبر الأنترنت؛ تّصٍف بعض الرحلات بشكل عام لجذب السياح ؛ أو تتمثل في فيلم قصة الرحلات؛ وهو أحد الأنواع الأولية للرحلات الوثائقية؛ حيث يعمل كعمل الأفلام الاستكشافية ( الواقعية ) . وهناك نوعٌ آخر يسمي الخيال الوثائقي؛ وغالبًا مايتم الخلط بينه وبين الدراما الوثائقية؛ فهو مزيج سينمائي من الأفلام الوثائقية والخيالية؛ وغالبًا ما يعني هذا المصطلح الفيلم السردي؛ وتحاول أنواع هذه الأفلام تصوير الواقع كما هو ( مثل السينما المباشرة أو السينما الواقعية )؛ ولقد تبنَّى هذا النوع من الأفلام عدد من صانعي الأفلام التجريبين .

وعن مهرجان السينما التسجيلية والقصيرة..في يوبيله الفضي الذي افتتحته وزيرة الثقافة الفنانةد.نيفين الكيلاني ومحافظ الإسماعيلية اللواء شريف فهمي جاء تصريح للوزيرة مفاده أن” الفن وسيلة فاعلة في مكافحة التطرف”،وأكدت وزيرة الثقافة أن الدور الذي تلعبه السينما التسجيلية، يساهم في طرح ومعالجة مختلف القضايا الإنسانية، ومحاربة مختلف الأفكار المتطرفة داخل المجتمعات.
وأعربت عن سعادتها بانطلاق دورة اليوبيل الفضي، لأحد أهم المهرجانات الدولية المتخصصة في السينما التسجيلية والقصيرة، والتي جمعت مبدعي 121 فيلمًا من 62 دولة، بمدينة الإسماعيلية ليتبادلوا الخبرات والأفكار ويدعموا المواهب الجادة، ولتنطلق عدساتهم لتوثيق شهادات ولحظات تظل خالدة في سجل تاريخ السينما، كما وثق أجدادنا منذ آلاف السنين على جدران المعابد، وعلى صفحات البرديات انتصاراتهم وإنجازاتهم وفنونهم. وقداستمرت فعاليات المهرجان من 28 فبراير حتى 5 مارس 2024.

وكان من أبرز من كرموا تقديرًا لمسيرتهم الإبداعية المائزة من عالم الأفلام التسجيلية المصرية والعالمية: اسم المخرجة الراحلة سميحة الغنيمي ، واسم المخرج عبد القادر التلمساني، والمخرج الأمريكي ستيف جيمس، والفنانة المصرية سلوى محمد علي، و تكريم اسم المخرج الفلسطيني مهدي فليفل،في حفل الختام .

وقد تحقق النجاح لهذه الدورة بما يليق بقيمة مصر وريادتها الثقافية ومكانتها بين دول العالم.

ومن جانبنا..نهنيء وزارة الثقافة على الاهتمام بسينما الأفلام التسجيلية والأفلام القصيرة اعترافا بأهميتها ودورها المجتمعي والفني المهم يجاور في قيمته عالم الفنون السينمائية الأخرى ،وكذا الاحتفاء بصناعه من المبدعين الحقيقيين.
وأجدني أهيب بوزارة الثقافة المصرية ــ بالتعاون مع وزارة الإسكان وشركات المقاولات الكبرى التي تقوم بتشييد المشروعات ــ القيام بزيادة قوافل التصوير في كل أرجاء الوطن؛ لتسجيل كل المراحل الإنشائية ـ خطوة خطوة ــ للمشروعات الكبرى؛ حتى تظل ذاكرة متوهجة في عقول وقلوب الأجيال الحالية والمستقبلية؛ ولعلي مازلت ـ حتى يومنا هذا ـ أشاهد بكل الفخر والاعتزاز “الأفلام التسجيلية” لمراحل بناء السد العالي في أسوان؛ وتسجيل كيفية “لي” عنق نهر النيل عند التحويل للتمهيد لبناء جسم السد والتوربينات المصنوعة لتوليد الكهرباء؛ وقامت الكاميرات بتسجيل كيف كانت تعمل سواعد المهندسين والعمال تحت كل الظروف البيئية الصعبة في أقاصي صعيد مصر. فدور هذا اللون الفني لو تعلمون عظيم وبخاصة في تأجيج ذاكرة الشعوب والتأريخ لأهم المنجزات الوطنية الملموسة على الأرض تخليدا وتمجيدا فياله من دور نحتاجه بشدة في عالم تمحى ذاكرته بأحداث واهية مدسوسة تحاول إزاحة كل منجز فعلي كحرب خبيثة على كل منتوج قومي ..شكر تستحقه وزارتنا للثقافة على العناية بصنوف الفن وتلاوينه لتيسير مهمة قوانا الناعمة في الاضطلاع بدورها في تنمية المجتمع وزيادة وعي المواطنين.

التعليقات مغلقة.