src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

د.إلهـــام سيـــف الدولـــة حمـــدان…تكتب لكم …صوت المرأة .. في رحاب الأزهر ودار الإفتاء !

778

 

تعالوا بنا لندخل إلى أغوارالسياسة المجتمعية؛ ونرصد أقوال وفتاوَى شيوخنا من العلماء المستنيرين؛ الذين لايخشون في الحق لومة لائم؛ ولا يبتغون سوى مرضاة “وجه الله الكريم” . ولنُدلِ ـ معهم ـ بدلونا في هذا البئر العميق؛ الذي لايعكر صفو مياهِهِ؛ سوى دعاة التخلف والعنصرية؛ القابعون خلف أغلفة الكتب الصفراء؛ المتمترسون وراء أسوار الجهل في أقبية الظلام؛ المجندون لخدمة أهداف “الأجندات” التي لاتمُتْ لأهداف العقائد النبيلة السمحة بأدنى صلة؛ إلا صلة “خانة البطاقة الشخصية” التي تقول ـ بشهادة مصلحة الأحوال المدنية ـ أنهم مؤمنون ـ ويستوي في هذا الاتجاه جوقة السلفيين في كل العقائد ـ ؛ ولكن درجات الإيمان العقائدي لديهم؛ تنحرف كثيرًا عما يتطلبه الإيمان الحق؛ ويحيدون بأفكارهم عن أهداف السلامة المجتمعية والتعايش السلمي بين فصائل الشعوب !

 

والذي دعاني إلى خوض هذا البحر متلاطم الأمواج ــ ونحن في ظلال شهر رمضان المعظم ــ ماقرأته من كلمات رصينة مضيئة للشيخ أ.د./علي جمعة؛ مفتي الديار المصرية سابقاً؛ فقد أجاب على سؤال لـ “طالبة ” حول : ” لماذا يمنعون بعض الفتيات عن الإنشاد الديني .. بحجَّة أن صوت المرأة عَـوْرَة ” ؟

 

وقد أجاب الدكتور/على جمعة؛من خلال برنامج “نور الدِّين” ـ على هذا السؤال ـ وأنقل كلماته حرفيًا ـ : “مين اللي قال إن صوت المراة عَوْرَة .. هل أنتِ سمعتِ كده؟ لا .. صوت المرأة ليس عَوْرَة .. هي دي الإجابة على سؤالك ” ..

وبالعودة إلى استطلاع رأي بعض العلماء؛ والمنشورة على عدد من صفحات الرأي؛ أقرأ تلك لكلمات التي تعضد ـ بتصرف ـ رأي الشيخ الفاضل الجليل؛ فأجد من يقول إن الأصل أن صوت المرأة ليس بعورة؛ ولا يَحْرُمُ سَماعُه ما لم يصاحِبه تليين وترقيق وتمطيط وتكسير وأمِنَ الافتتان به؛ لقوله تعالى : ” فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ “. (الأحزاب :32)

 

وبما أن الشيء بالشيء .. يُذكر؛ فإنني أتذكر قصيدة للشاعر/نزار قباني؛ والتي دق فيها ناقوس الخطر؛ والتنبيه بعدم السير وراء آراء وفتاوى محركي الفتن في المجتمع؛ والقصيدة ـ والتي أورد منها بعض السطور ــ بعنوان : “الخرافة” والتي يقول فيها :

حين كنا .. في الكتاتيب صغارا

حقنونا .. بسخيف القول ليلا ونهارا

درسونا :

” رُكب المرأة عورة ”

” ضحكة المرأة عورة ”

“صوتها – من خلف ثقب الباب – عورة ” !

.. هددونا .. بالسكاكين إذا نحن حلمنا

………..

فنشأنا.. كنباتات الصحاري

.. نلعق الملح ، ونستا ف الغبارا

يوم كان العلم في أيامنا

.. فلقة تمسك رجلينا وشيخًا.. وحصيرا

.. شوهونا

شوَّهوا الإحساس فينا والشعورا

.. فصلُوا أجسادنا عنَّا .. عصورًا .. وعصورا

…………….. إلخ

وإذا كان “العامة” يقولون : ” لايُفتى و( مَالكُ ) في المدينة “؛ فأنا ــ من وجهة نظري ــ أقول : لايُفتى و” الأزهر الشريف” و “دار الإفتاء” نعيش في رحابهما؛ وفي ظلال شيوخنا من العلماء الأفاضل؛ ففي هذا الصدد ـ بتصرف ـ أكدت ” دار الإفتاء ” أن صوت المرأة بمجرده ليس بعَوْرَة؛ ومجرد قراءتها القرآن بصوت مسموع أمام الرجال الأجانب جائزة؛ لأنها من جنس الكلام؛ وقد دلَّ على هذا عدد من النصوص الشرعية؛ منها، ما ورد عن أبي سعيد الخدري_ رضي الله عنه _أنه قال : ” قالت النساء للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: غَلَبَنا عليك الرجال؛ فاجعل لنا يومًا من نفسك؛ فوعدهن يومًا لقيهن فيه؛ فوعظهن وأمرهن… “؛ وهذا الحديث رواه البخاري؛ ووجه الدلالة : أن صوت المرأة لو كان عورة ما سمعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ وما أقر أصحابَه على سماعه .

وأضافت الدار ردًا على سؤال ما حكم تلاوة المرأة القرآنَ الكريم بمحضر من الرجال الأجانب؛ أو تسجيلها تلاوتها ثم إذاعتها ونشرها على العموم بعد ذلك؟؛ أما الممنوع أداءً واستماعًا هو القراءة المصحوبة بما لا يراعى فيه حق القرآن من التلاوة المستوفية لحق المعنى بلا ابتذال؛ لأنه قد يكون حينئذٍ من باب الخضوع بالقول المنهي عنه ــ وهو تعضيد لما سبق أن أوردت بالاستناد ــ إلى قوله تعالى:

﴿ فلا تَخْضَعْنَ بِالْقَــوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَــــوْلًا مَعْرُوفًا ﴾ ( الأحزاب: 32 ).

وأعتقد أنه بهذه الفتاوى المستندة إلى آيات الله البينات في كتابه الكريم؛ أتمنى أن نكون قد أقفلنا هذا الباب ” بالضبة والمفتاح “؛ فالمرأة منذ القِدم ومنذ عصر الملكات في مصرنا المحروسة ـ وقبل التشريعات السماوية للعقائد ـ ؛ وحتى حياتنا المعاصرة تلعب دورها الحيوي في صناعة الحياة؛ وتؤدي رسالتها الأزلية في الأمومة بتربية النشء وصناعة الرجال؛ فنجدها في الحقول والأسواق جنبًا إلى جنب في معركة الحياة؛ ونجدها في مقاعد الأستاذية في المدارس والجامعات والأكاديميات العلمية؛ وعلى منصة القضاء؛ وعلى مقاعد الحقائب الوزارية؛ تمارس دورها ” بصوت العلم والعقل والحكمة”؛ وليس بصوتها الأنثوي الذي لايطيقه “المخرفون” ” المحرفون” لكلمات الله العلي القدير؛ وستظل المرأة إلى الأبد تلعب دورًا محوريًا في نهضة المجتمعات بحضورها اللافت والمشرِّف في كل مجالات الحياة؛ لمتابعة إحداث عملية التغيير المستمر في الحراك المجتمعي .

واخيرًا .. مارأيكم في هذه السباحة في نهر السياسة المجتمعية؛ واغتنام فرصة ظلال شهر رمضان الكريم؛ لنتحدث حديثُا سياسيًا دينيًا؛ في صحبة آراء وفتاوى رجالات العلم المستنيرين الكرام .

و .. رمضـــان كريـــــم

_______

التعليقات مغلقة.