src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

الفجوة.. بقلم _ محمد يوسف..شاعر وكاتب

67

تتعرض مجتمعاتنا في الآونة الأخيرة لمجموعة من المتغيرات على كل الأصعدة، تتلخص جميعاً في كلمة واحدة ( الفجوة ).
بدأ التحول في البداية بالتحول الاقتصادي، حيث انتقل العالم من النظام الاشتراكي للنظام الرأسمالي. وعلى الرغم من الانتعاش الاقتصادي الذي شهدته معظم دول العالم إلا أنه أدى لظهور فجوة في بعض الشعوب. فانقسم المجتمع في بعض الدول إلى شقين: الغنى الفاحش، والفقر المدقع.
من هنا ظهرت الفجوة، ولكن لم يتوقف التأثير عند الوضع الاقتصادي، لكن المشكلة أن أخطر ما يمكن أن يهدم المجتمع بأخلاقه وعلمه وفنه وتطوره هي مثل هؤلاء: غني استغنى بماله، وفقير اهتم فقط بحاله.
هنا ظهرت فجوات عديدة أهمها الفجوة الأخلاقية. فتحول المجتمع الى شخصين: غني أعماه ماله. وفقير أضناه حاله. وكلاهما أكثر الناس عرضة لفساد الأخلاق.
ثم ظهرت الفجوة الدينية، وأعتبرها الأشد خطراً على المجتمعات. فانقسمت المجتمعات إلى نصفين تقريباً ( إلا من رحم ربي )، بعض ممن لا يعرف شيئا عن دينه، وبعض أشد خطراً وهم المغالون والمتطرفون في التعامل مع أمور دينهم لدرجة توصلهم لتكفير الآخرين وما لذلك من تبعات ومخاطر لا حصر لها. والدين من كليهما براء.
ثم ظهرت فجوة الإبداع والذوق العام فاختفى تدريجياً الإبداع أو قل لدرجة الندرة.( كيف لغني اعماه ماله أو لفقير شغله حاله أن يكون بينهم مبدعاً حقيقياً!
الفجوة التي ظهرت مؤخراً وازدادت بعنف هي الفجوة الاجتماعية بين الناس. والغريب أن مواقع التواصل الاجتماعي كان لها نصيب الأسد في صنع واتساع هذه الفجوة مما جعل كل شخص منا منغلقاً على نفسه ومنعزلاً حتى عن أقرب الأقربين ظناً منه أنه باستخدام مثل هذه المواقع قد اتصل بمن حوله بسهولة. لكن في حقيقة الأمر ما هو سوى تواصل مزعوم ووهمي.
أرى الحل هنا في الوسطية وإيجاد حل لعودة الطبقة الوسطى في مجتمعنا على كل الأصعدة خاصة اقتصادياً ودينياً واجتماعياً. وعلينا العودة لأصولنا الفنية والإبداعية والأخلاقية وأعتقد أن الحل يمكن أن يكون بنفس الطريقة التي ساهمت في حدوث هذه الفجوة وهي مواقع التواصل الاجتماعي. واستخدام المواقع لنشر الدين الوسطي والأخلاق الحميدة والفن والإبداع والعلم الراقي ومنع كل ما ينافي ذلك.

التعليقات مغلقة.