يقدم هذا الكتاب رحلة في علاقة الماء بالتراث الشعبي في عالمنا العربي، نجده حاضر في كرامات الأولياء الذين يسيرون على الماء، والكائنات فوق الطبيعية التي تعيش في البحار والأنهار، كما يرتبط بدلالات خاصة في الأحلام والتنبؤ بالمستقبل، وطرق العلاج الشعبي، والعمليات السحرية. كما يبرز الماء في الكثير من الاحتفالات الشعبية مثل: “الحية بية”، و”أربعاء أيوب”، و”وفاء النيل”، و”عيد الغطاس. ويعكس أدبنا الشعبي أشهر الحكايات المرتبطة بالبحر كحكايات السندباد في ألف ليلة وليلة، والبحث عن كتاب النيل في سيرة سيف بن ذي يزن. كما يوظف الماء إبداعيًا في الأمثال، والألغاز الشعبية، والشعر الشعبي. وتتغنى به الجماعة الشعبية على إيقاعات راقصة، وتعرف بعض المهن والحرف بالماء كحرفة السقاء والفلاحة. وسنجد أن ماء الأمطار ترتبط بممارسات تختلف عن ماء البحار وماء الأنهار، وتختلف الممارسات حول العيون والآبار عن المجاري المائية.. كما يطالعنا التراث الشعبي العربي بالكثير من الروايات حول: ماء زمزم، وماء الحياة، وماء الورد، وماء الندى، وعين الحياة.. إلخ. وقد حاولنا الوقوف على تلك العلاقات كمدخل علمي لبحثها في دراسات متخصصة، ولم نغفل في النهاية تسجيل حضور الماء في متاحف التراث الشعبي، وتوظيفه في الدراما السينمائية.
والكتاب صدر اليوم عن معهد الشارقة للتراث.
التعليقات مغلقة.