src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

ابغض الحلال…. بقلم ــ عبير مدين

87
نسمع هذه العبارة التي ما أنزل الله بها من سلطان دائما حين يرى الزوجين أو أحدهما استحالة العشرة ثمرة زواج فاشل ويكون الطلاق هو الحل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
الجميع يتساءل عن السر في ازدياد معدلات الطلاق فهل الطلاق حقا بغيض؟
انزل الله سورة الطلاق واحله في أكثر من موضع وانا هنا لست بصدد مناقشة قضية حسمها الله جل شأنه بحكم واضح وصريح أنه حلال، ولكن بصدد طرح الآثار التي ترتبت على مر الزمان من تفسير البعض أن هذا الحلال بغيض استنادا إلى حديث شريف ضعيف وهذا لأننا اعتدنا أن نختار من الشرع ما يتوافق مع أهواءنا ونغفل عن دون ذلك؛
فعلى مر العصور أخذنا من الشرع أنه أحل الزواج بأربعة وغفلنا عن حق الزوجة في طلب الطلاق لسوء المعاملة أو للضرر، أخذنا من الشرع وبشر الصابرين وغفلنا عن وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل فوجدنا في الجلسات العرفية ضياع حقوق الطرف الضعيف بحجة أن قدرته على التحمل والصبر أكثر ( تعالى على نفسك شويه كمان)، أخذنا من الشرع نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وغفلنا عن وعاشروهن بالمعروف، أخذنا من الشرع الحقوق وغفلنا عن الواجبات حتى دخلنا في متاهة انا لست ملزما / ة وهكذا إلى أن أنتهى بنا المطاف إلى بيوت حسنة المظهر الخارجي خربة من الداخل هذا إن إستمرت!
والحق أن أبغض الحلال أن يعيش زوجين كالاغراب تحت سقف واحد دون أن يراعي أحدهما احتياجات الطرف الآخر النفسية والجسدية، ابغض الحلال أن يعيش طرفا محروما من حقوقه إرضاء للاهل والاقارب والجيران، ابغض الحلال أن يجد طرفا نفسه في لحظة ضعف متورطا في علاقة محرمة لأنه فشل في تطبيق ما حلل الله بحجة أنه ابغض الحلال وسوف يتحمل معه الذنب كل من اغلق ابواب الحلال في وجهه، أبغض الحلال أن تهدر كرامة طرف وتضيع حقوقه ويظلم على طول الخط ويترك الجاني دون حساب بحجة الصالح العام؛ فهذا الصالح العام أفرز جيلا تلو الآخر من المعقدين والمعتقدات فأصبح الكثير يائس يعتقد أن أي محاولة للإصلاح مصيرها سوف يكون الفشل فلجأ للطلاق كحل وحيد، أو عزف عن الزواج، أو قرر أن يستقوى على الطرف الآخر حتى لا تضيع حقوقه، أو… أو…. أشكال العقد كثيرة والمحصلة واحدة ( الفشل) وخراب داخلي و خارجي.
إن آفة المجتمع أنه لا يبحث عن جذور اي مرض لعلاجها بل نبحث عن مسكنات و علاج لأقوى الأعراض حتى وإن كان علاجا خاطئا المهم أن يزول العرض الظاهر حتى وإن بقي المرض ينهش في الجسد حتى يهلكه المهم أن يتم هذا في صمت ودون أعراض تزعج الآخرين، علينا ألا نعتمد على تربية الوالدين للأبناء إذ كيف لمريض عجز عن علاج نفسه أن يصف علاجا صحيحا لمريض مثله؟! كيف لكفيف أن يصف الطريق الصحيح لغيره؟! علينا الاعتماد على العلم والاستعانة باخصائيين نفسيين للتعامل مع الأطفال منذ نعومة اظافرهم، فحص المقبلين على الزواج نفسيا وتبصرة الطرفين بوجود مشاكل نفسية لدى أحدهم إن وجد وطريقة التعامل معه إن أصر على استكمال الزواج ولا نكتفي بهذا بل على الاخصائي النفسي استمرار متابعة الحالة بعد الزواج حتى ننقذ ما يمكن إنقاذه، عمل دورات تدريبية وورش عمل للمقبلين على الزواج لتوعيتهم بالمسؤولية المقبلين عليها فالكثير من قصص الحب تحطمت على صخور المسؤولية وبعد الحلم الوردي حل كابوس انذار على يد محضر و انتهى شهر العسل في محكمة الأسرة!
اقترح أن نعمل هيئة عامة لصحة الأسرة لتتولى هذه المسؤولية ويكون الاشتراك فيها اجباري فصحة الأسرة وسلامتها أمن دولة بأكملها.
المرحلة تتطلب الاعتماد على الطب النفسي كوقاية من مشاكل مستقبلية وعلاج، علينا أن ندرك أهمية الطبيب والاخصائي النفسي ولا نعتبر المتردد عليهم مجنون فالنفس تمرض كما يمرض الجسد وكثيرا من الأمراض النفسية المزمنة سببها جهل المجتمع بأهمية العلاج النفسي في مراحله الأولى
ولنتذكر أن كم من الضحايا وضعهم المجتمع بجهله في قفص الاتهام وأطلق عليهم أحكاما قاتـلة دون محاكمة دون شفقة ولا رحمة.
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏ابتسام‏‏ و‏حجاب‏‏
موافقة
رفض

التعليقات مغلقة.