src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

محاولة اليهود استيطان سيناء في عصر الدولة العثمانية بقلم: د. سونيا محمد سعيد البنا مدرس اللغة التركية بكلية الآداب – جامعة حلوان

1٬274

 

سماحة الإسلام جعلت الدول الإسلامية ومنها الدولة العثمانية هي الملجأ الآمن لليهود ، فلم يعاملوا إلا معاملة حسنة ، ولم يعاملهم المسلمون بشكل عنصري كما عاملهم الأوربيون.
انضم اليهود إلى المجتمع العثماني في بداية عهده بعد فتح “بورصة” في عام 1326م في عهد “أورخان الغازي”(1326-1360م ) ، وكانت هناك مساندة للعثمانيين من الجماعات اليهودية الصغيرة التي تعيش تحت ظل البيزنطيين هناك أثناء فتح “غاليبولي” في عام 1345م بواسطة “سليمان بن أورخان”، وفتح “أنقرة” في عام 1360م في عهد “مراد الأول”( 1360-1389م )، ثم انضم يهود “أدرنة” بعد فتحها في عام 1362م في عهد مراد الأول أيضاً.
ثم تم استقبال اليهود في عهد “مراد الثاني”( 1421-1451م) بعد طردهم من قِبَل ملك فرنسا شارل السادس في عام 1394م. وتم ضمهم إلى الدولة العثمانية بعد فتح القسطنطينية في مايو1453 م على يد السلطان “محمد الفاتح”(فترة حكم أولى 1444-1447م، فترة حكم ثانية1451-1481م ).
و في عام 1492م صدر قرار بنفي اليهود من إسبانيا بحجة أن اليهود حاولوا تهويد الكاثوليكية.ومنع الإسبان اليهود من حمل ثرواتهم من ذهب وفضة ونقود معهم أثناء الترحيل. ومن قبل التعميد منهم ظل في إسبانيا.
واتجه قسم من اليهود المنفيين إلى شمال أفريقيا ، وقسم آخر إلى إيطاليا ، وقسم إلى البرتغال، وقسم إلى الدولة العثمانية ، واستقر قسم في هولندا.
يهود أسبانيا الذين طلبوا اللجوء إلى الدولة العثمانية هرباً من الاضطهاد المسيحي في أسبانيا كان في عهد السلطان بايزيد الثاني (1481-1512 ) . واستمرت هجرة اليهود الاشكيناز إلى الدولة العثمانية طوال القرنين الخامس عشر والسادس عشر.، واستقروا في سلانيك وأدرنة واسطنبول في شكل جماعات، وسمح لهم ببناء معابد خاصة بهم .
وقد هاجر عدد كبير جداً من يهود إسبانيا إلى مصر في بداية القرن السادس عشر قبل دخول سليم الأول( 1470-1526م) إلى مصر .وبعد دخول سليم الأول إلى مصر في 1517م ، أصدر فرماناً بمنع اليهود من الهجرة إلى سيناء، لمعرفته برغبة اليهود باستيطانها وسد الطريق أمامهم.
أما عن دير سانت كاترين ، فقد اعتبر السلطان سليم الأول نفسه حاميا جديراً بدير سانت كاترين بعد أن أعطاه الرهبان”مخطوط العهدة النبوية الأصلية التي أوصى فيها الرسول صلى الله عليه وسلم بحسن معاملة المسيحيين وعدم التعرض لهم بالأذى. وبذلك بسط العثمانيون نفوذهم على سيناء وطلبوا من رهبان الدير دفع جزية سنوية مقدارها 700 دوكا مقابل حمايتهم. فالتجأ رهبان الدير لأوروبا طلباً للمساعدة المادية . وفي عهد سليم سادت جبل سيناء الطمأنينة والسلام ، وعُين حكام سيناء من قبل آل عثمان . وساد السلام لمدة طويلة .

وفي عهد السلطان سليمان القانوني ( 1520-1566م) أكد فيه ما ورد في فرمان والده السلطان سليم الأول .مما يدل على أن الخطر اليهودي كان راسخاً بسبب رغبتهم في استيطان سيناء وذلك كان بحجة أن هذا الاقليم يضم الوادي المقدس طوى الذي كلم الله سبحانه وتعالى فيه سيدنا موسى تكليما. وفي عهد القانوني لم يجرؤ اليهود على تنفيذ ما كانوا يبيتون.
أما في عهد حفيد القانوني وهو مراد الثالث ( 1574-1595م) ، شعر اليهود بأن الفرصة سنحت لهم لتحقيق حلمهم وذلك بسبب ضعف السلطان. فنزحوا في هجرات متقطعة وعلى فترات متقاربة إلى سيناء لاستيطانها.
وقد تزعم فكرة الاستيطان رجل يطلق عليه إبراهام اليهودي. والذي استوطن الطور مع أولاده وسائر أفراد أسرته. واختيار مدينة الطور لليهود ليست لأسباب دينية فقط ، ولكن المدينة تقع على الساحل الشرقي لخليج السويس ولها ميناء يصلح لرسو السفن التجارية. وكانت تقصده سفن قادمة من ينبع وجدة وسواكن والعقبة والقلزم والسويس. وارتبطت المدينة أيضاً برياً بخطوط قوافل مع القاهرة والفرما. مما يجعل اليهود على اتصال بالعالم وأيضاً لتسهيل تحميل الأفواج اليهودية من بلاد مجاورة.
وفي الحقيقة لم تشعر الدولة العثمانية بالاستيطان الجديد لليهود في الطور في عهد مراد الثالث إلا بعدما استقر اليهود في سيناء وتعرضوا بالأذى لرهبان سانت كاترين، مما جعل الرهبان يرسلون شكاوى مكتوبة ، بل وصل الأمر بأنهم ذهبوا بأنفسهم إلى القاهرة لتقديم شكواهم أمام ديوان الباشا في قلعة الجبل أو عمل لقاءات مع المسئولين.
وملخص المطالب و الشكايات من الرهبان كما يلي:- دير سانت كاترين هو مكان مقدس، و يجب ألا يتعرض رهبان منقطعون فيه للعبادة إلى الإيذاء من أي شخص.
– ليس لليهود الحق في أن يسكنوا مدينة الطور على الإطلاق . وذلك بناء على فرمان السلطان سليم وفرمان السلطان القانوني.
– وقوع الفتن بسبب اليهود.
-وجود أسر اليهود من نساء وأطفال كان يحدث أضراراً.
وبالفعل أصدر حسن باشا الخادم والي مصر العثماني فرمانين متلاحقين الأول في يونيو 1581م والفرمان الثاني في فبراير 1583م . وأصدر بعدهما الوالي سنان باشا الفرمان الثالث في ديسمبر 1585م.وملخص هذه الفرمانات هو إصدار أوامر مشددة بإخراج إبراهام اليهودي وزوجته وأولاده وسائر اليهود من سيناء ومنعهم منعاً باتاً من العودة إليها بما فيها مدينة الطور والإقامة فيها أو السكنى فيها.
هكذا كانت أطماع اليهود في سيناء أطماع قديمة وما زالت هذه الأطماع قائمة حتى يومنا هذا.

التعليقات مغلقة.