src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

حياة الفنان .. والهيصة المجتمعية ــــ بقلم ..د.إلهـــام سيـــف الدولـــة حمـــدان

1٬136

 

الحياة الخاصة للفنانين والمشاهير هل هي ملك للجميع ؟

لقد تلاحظ أن ــ بعضهم ــ لا يمانع في ذلك؛ بل أحيانًا يتفاخر بما يتداول على ألسنة العامة في الشارع والنادي والمقهى وسطور صفحات التواصل الاجتماعي؛ ولكن هناك ــ للأمانة ــ البعض الآخر يرفض ذلك بشكلٍ تام وقاطع؛ ومن الممكن أن يلجأ إلى منصة القضاء؛ لمقاضاة مغتابيه الذين تلوك ألسنتهم وأقلامهم سيرته على الملأ !

ولعلي ألتمس الأعذار لبعض ناقلي أخبار الفنانين؛ لأنهم يعيشون تحت الأضواء؛ ولأنهم في سماء الفن نجومًا تتلألأ في ظلمة الليل؛ وشموسًا منيرة في وضح النهار؛ لذلك تظل أخبار الفنانين ـ بشكلٍ عام ـ هي الشغل الشاغل في سطور الصفحات الاجتماعية في الصحف السيارة وموضوعات وأغلفة المجلات الفنية وغير الفنية ؛ وعلى ألسنة الناس في مجتمعات الأندية والمقاهي؛ وفي قلب هذه ” الهيصة المجتمعية ” لاأستثني المواطن المصري” الكلامنجي” ؛ فهو كغيره يندرج مع مجموعات ” الماشيين في الزفة ” في أنحاء العالم؛ يتفاخر بأنه يتابع أخبار الفنانين المصريين أو العرب؛ وتغريه كثيرًا فكرة تتبع الحياة الشخصية للفنان أولا بأول؛ وهنا نقف وقفة قصيرة .. لنطرح السؤال الأبدي :

هل حياة الفنانين الشخصية تعتبر ملكًا للجميع؟ وهل يمكن للكل الاطلاع عليها؟ أم هي فقط ملكٌ للفنان؟ أم ستظل حياته الخاصة ـ والخاصة جدًا ـ كقطعة الحديد الساخن التي تقع : بين المطرقة والسندان ؟! بل نجد أن هذا السؤال قد يتشعب ويتفرع؛ لنعيد صياغته من جديد .. لنقول : هل الخوض في الحياة الشخصية للفنانين يُعد مساسًا بالحقوق الخصوصية في حالة ما إذا تعدى الأمر الأخبار العادية والشائعة ؛ وهل تؤثر على مساره المهني ؟

ففي الآونة الأخيرة برزت العديد من صفحات التواصل الاجتماعي، تتناول الحياة الشخصية للفنانين؛ وبتناول أصحابها الحياة الشخصية لفنانٍ ما تثير الجدل بما تكشفه ـ حقيقة أم بهتانًا ـ من موضوعات غالبًا ما تمس حياتهم الشخصية والحميمية ـ وضع مئة خط تحت لفظ الحميمية ـ بلا مواراة أو خجل !

ولكن تلك الصفحات بأخبارها ومعلوماتها؛ سرعان ماتتوارى خلف الأخبار الجديدة ـ أو المعلومات الطازجة التي تتردد على الصفحات كل لحظة كالسيل المنهمر ــ ؛ ولكنها ـ بالتأكيد ـ تترك دائمًا الآثار السلبية عن حياة الفنان فلان .. وعلان؛ أو فلانة .. وعلانة !

ولكن الغالبية العظمى تقرأ بشغف وتستوعب وتردد مايقال دون تبصر أو رويَّة؛ وفي النهاية نمط شفاهنا في لامبالاة .. ونقول : إحنا مالنا !

ولكن بعد أن يكون السهم قد ” طاش ” ليصيب كَبـد الكبد !

 

وأعتقد ـ في رأيي الشخصي ـ أن يقتصر علم الجمهور على الحياة الفنية فقط ؛ أي عن أعماله الفنية ـ سينمائية أو مسرحية أو تليفزيونية أو إذاعية ـ والاقتصار على تناول “الشخصيةالاعتبارية” التي يلعبها في العمل الفني؛ وياحبذا لو كان هذا التناول بصورة نقدية بعيونٍ محايدة؛ دون الوضع في الاعتبار مسألة “الحُب” أو “الكُراهية” لذاته كإنسان؛ وفي الوقت نفسه؛ لا بأس من مشاركته “أفراحه” و”أحزانه” العائلية .. فهو بشر يأكل الطعام ويمشي في شارع الفن .. مثله مثل بقية خلق الله ! ولكن دون اللجوء إلى ” نبش” خلفية حياته أو “الحفر بإبرة ” والتلصص والتنصت على حياته من خلف الأبواب المغلقة .. أو محاولات التنبوء المقيت بالجواز والطلاق و”العيال” والمدرسة والمحكمة .. وليكون كل واحد منَّا بمثابة : المحكمة والحُكم والقاضي والجلاد .. في آن معاً ! فمعظم الفنانين المصريين شديدي الحساسية من القيل والقال ؛ بعكس الفنان في العالم الغربي الذي لايعنيه “التلصص أو التنصت”؛ وقد نجد في عالم “هوليوود” ـ مثلاً ـ تلك الشائعات عن الحياة الخاصة جدًا جدًا جدًا؛ ولكن حتى وإن قيلت .. فهناك البشر ” كل واحد في حالُه”!؛ والفنان الغربي لايتأثر نفسيًا ؛ أو ماديًا أو مهنيُا؛ لأنهم ” هناك .. “واخدين على كدة “!

 

وفي الوقت نفسه؛ أجد بعض الجماهير تؤيد بشدة؛ ضرورة الوقوف ـ أولاً باول ـ على حياة الفنان الشخصية؛ ومايجري خلف الأبواب المغلقة؛ وما يُكتب في الدفاتر عند أصحاب مهنة “المأذون”؛ وحجتهم في هذا ـ كما يدَّعون ـ أن “الفنان” شخصية عامة” ومشهورة؛ فهو ليس ملكًا لنفسه؛ بل يكون من حق الجماهير والصحافة والنقاد والمجتمع في النادي والمقهى والترام؛ أن تكون “منمنمات” حياته على المشاع؛ وفي بعض الأحايين؛ يتجاوز الجمهور حياة الفنان والفنانة؛ ويذهب لمتابعة أخبار السياسيين والإعلاميين .. فالمجتمع تنتابه التغيرات المستمرة؛ كتغيرات المناخ والطقس .. والكرافتات !

 

 

 

ولهذا السبب؛ كان تناولي لهذا الموضوع شديد الحساسية؛ من أجل تنبيه الجميع للمحافظة على قيم مجتمعاتنا الشرقية الأصيلة؛ والحفاظ على الحدود الدنيا من التعامل مع الحياة الشخصية للفنانين ـ والناس في العموم ـ لأننا تربينا على تلك القيم النبيلة؛ ولنترك لأجيالنا الانطباعات النظيفة الشفافة عن حياة من يعملون في مجالات الفن كافة؛ ونذكِّرهم دائمًا بأن سقطات “اللسان” أو “التباهي بالمعرفة”؛ أو ” التفنن ” في صياغة الأخبار “المضروبة ” ؛ قد تؤدي بحياة الكثيرين “وراء الشمس”؛ أو إلى غياهب القبور ! ليت هذه الهيصة المجتمعية تنفض ويعم السلام المجتمعي في كل الأوساط وليس الفنية فقط؛ فنحن في أمس الحاجة إلى أن ننشر قيم الاحترام ووضع الحدود الأخلاقية والإنسانية الفاصلة حتى نتجنب إلحاق الضرر بالغير فلكل وجهة نظره الحياتية التي يعيش من خلالها ويمارس حقه في انفاق سنوات العمر فيما يسعده..أو يتعسه إذا أخطأ القرار دون تدخلات خارج أسوار حياته.

 

وأخيرًا على سبيل الفكاهة : ممكن أسأل حضراتكم أخباركم الشخصية إيه ؟!

التعليقات مغلقة.