src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

الاعراف والتقاليد المصرية تسلب وتظلم وتقهر وتهمش المرأة في الميراث

101
كتب ــ يوسف عبداللطيف
أن حرمان النساء من الميراث بصوره المختلفة من المشكلات المنتشرة في الريف وبالأخص في صعيد مصر وكثيرا ما يترتب على ذلك الحرمان ظلم وقهر وأكل أموال الناس بالباطل وإن حرمان النساء من الميراث من مخلفات الجاهلية التي هدمها الإسلام وأعطى الإسلام المرأة الحق في إرث والديها وجعله نصيبا مفروضا لها لقوله تعالى : ( للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا ) ويرى فقهاء المسلمين أن هذه الآية تقرر قاعدة عامة في تثبيت شرعية الإرث الذي يحق للجنسين الرجال والنساء .. فهذه الآية الكريمة أوجبت النصيب من الميراث للرجال والنساء وأن الإسلام عامل المرأة معاملة كريمة وأنصفها بما لا تجد له مثيلا .. حيث حدد لها نصيبا في الميراث سواء كان الإرث قليلا أو كثيرا حسب درجة قرابتها للميت فالأم والزوجة والابنة والأخوات الشقيقات والأخوات لأب وبنات الابن والجدة كلهن لهن نصيب مفروض من الإرث وهذا النصيب حق شرعي لها وليس منه أو تفضلا من أحد فلا يجوز لأحد أن يحرمها من نصيبها الذي قرره الشرع الحنيف وبهذا المبدأ أعطى الإسلام منذ أكثر من أربعة عشر قرنا حق النساء في الإرث كالرجال أعطاهن نصيبا مفروضا ومن حق المرأة المطالبة بنصيبها من الإرث الذي فرضه الإسلام وحفظه لها
كما تؤكد جميع الاديان والشرائع ان الميراث حق للمرأة كما هو للرجل لا يجوز حرمانها منه بأي حال من الاحوال .. لذا فإن ما نشهده من ممارسات يتم تبريرها بتقاليد المجتمع وتؤدي لحرمان للمرأة من ميراث زوجها أو أبيها هو بالتأكيد ليس من الديانات في شيء .. بل هو من الأعراف البالية التي لا تسود الا في المجتمعات الجاهلة والمتخلفة والتي ظل الناس فيها لا يورثون المرأة لأنها عندهم ” المكسورة الجناح ” التي لا تحيا الا في كنف الرجل سواء كان والدها او زوجها .. هذا بالاضافة للمفاهيم السائدة بأن توريث الاصهار سيؤدي الى خروج الارض من ملكية العائلة مع تعاقب الاجيال وهكذا يتم تحت هذا الشعار سلب النساء حقوقهن في ميراث الأب واذا ما حصل وان تمردت امرأة على هذا العرف الظالم .. فإن رجال العائلة يواجهونها بعداء سافر قد يتصاعد الى درجة تتعرض فيها هذه المرأة الى العنف والاذى لأنها اصبحت بنظرهم خارجة عن الاعراف والتقاليد
ان التكافل والتراحم والتعاون بين افراد المجتمع اساس تقدم المجتمعات واستقرارها وان ما يحدث بين الافراد من خلافات ونزاعات حول الميراث يعود الى عدم التزامهم بشرع الله عز وجل وعدم معرفة الفرد ما له من حقوق وما عليه من واجبات او يقوم بتجاهل هذه الحقوق والواجبات لاسباب تتمحور حول الجشع والانانية وحب الذات مستغلا ان المرأة في المجتمع ليس لديها الجرأة للمطالبة في حقها من الميراث وذلك احتراما منها للعادات والتقاليد الاجتماعية حتى لو كانت هذه العادات والموروثات الاجتماعية تحرم المرأة من حقها الطبيعي والشرعي بالرغم من ارتفاع مستوى التعليم ومشاركة المرأة في كافة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية وهناك اشكال وسلوكيات تتبع لتخجيل الفتيات لدفعهن بعدم المطالبة في حقوقهن ومن هذه الامثلة احراج الفتيات واعطاؤهن مبالغ رمزية زهيده مقابل التنازل عن الميراث للذكور في الاسرة .. علما بان هذه السلوكيات تؤدي الى النزاع والعداوة والبغضاء بين افراد الاسرة الواحدة والعزلة الاجتماعية وفقدان الثقة ويجعل المرأة وزوجها اقل ولاء وانتماء ومشاركة مع اهل الزوجة في المناسبات الاجتماعية التي تتطلب تكاتف افراد الاسرة وتعاضدهم وخاصة في مناسبات الافراح والحزن والوفاة وان هذا الحرمان من الميراث ينقل البغضاء والكره والعداوة ين الابناء عبر الاجيال
وان حرمان الفتاة من الميراث يرسخ ويعزز الصورة النمطية عن المرأة في المجتمع الشرقي بانها تابعة للرجل وهو ابعاد لها عن ممارسة الدور الحياتي والاندماج في المجتمع والشراكة ومساندة الرجل في الاعمال الاقتصادية
وان الاجراءات القانونية المعقدة والمملة والتي تستغرق وقتا كبيرا في عملية حصر الارث وفرز الممتلكات والحصص والاراضي بين الورثة وتكاليف هذه العملية وطول فترة الانتظار والاستئناف والاعتراضات وفي بعض الاحيان حدوث المشاكل والنزاعات بين الاهل يدفع المرأة الى التنازل عن ملكيتها وهذا قد يعود الى جهل المرأة في الانظمة والقوانين المتعلقة في الميراث
للأسف في المجتمعات الريفية العادات والتقاليد السائدة اقوى من القانون والنظرة الاجتماعية للمرأة التي تذهب الى القضاء وتشتكي طلبا لورثتها ينظر لها على انها متمردة وتكون معرضة للاتهام المسبق والهمس والعيب والخروج عن التقاليد كما ان خوف المرأة وحرصها على عدم تفسخ افراد الاسرة وحدوث الفرقة والنزاع بينهم بسبب الورثة يدفعها للتنازل ولعل المحزن والمقلق هو ان يتم تقسيم الميراث بين الاشقاء والفتاة لم تزل صغيرة في العمر وهذا يعني انها يجب ان تعيش مع الاخوة وتصبر على هذه الظروف الاجتماعية وعندما يتقدم بها العمر تكون الورثة قد تم التصرف بها
وفي النهاية أطالب بضرورة التوعية الدينية والاجتماعية والقانونية في حقوق المرأة في الميراث واتباع التنشئة الاجتماعية السليمة في الاسرة وعدم التمييز بين الابناء الذكور والاناث في المعاملة وغرس الوعي الديني في نفوس الاباء والامهات والتذكير باهمية اعطاء المرأة حقوقها كاملة في الميراث وان حرمان المرأة من الكبائر ولا يجوز الاعتداء على هذا الحقوق لأن المرأة تعاني صوراً من الظلم والقهر والاقصاء والتهميش والحقوق في معاشها وتربيتها وبيت زوجيتها والنفقة وحق الحضانة والعدل في المعاملة فضلاً عمّا يطلب لها من حق الإحسان والتكريم والتبجيل وأن هناك تسلطاً على ممتلكاتها وسلباً لحقها في اتخاذ القرار والمشاركة فيه في كثير من شئونها وخاصتها ومن حقها العدل والقسمة والعدل في توزيع الميراث والثروة والمنح والهبات والعطايا حسب ما تقضي به أحكام الشرع المطهر.

التعليقات مغلقة.