src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

(المليون أصل زيتون)مدينة القلعة الكبري بالساحل التونسي تاريخ وحضارة

363

تونس _ متابعة الحبيب بنصالح

 

 

 

تعتبر مدينة القلعة الكبرى بالساحل الشرقي للبلاد التونسي ة من أقدم المناطق السكنية الضاربة في التاريخ و تعاقبت عليها عديد الحضارات و أطلق عليها عدة أسماء منها قيرزا و”أتيكودا”و “المنعة” ثم القلعة الكبرى و هي واحدة من ثلاث قلاع القلعة الكبرى و القلعة الصغرى و أكودة القريبة من مدينة حضر موت (سوسة حاليا) وكانت القلعة الكبرى تعرف بمدينة “المليون أصل زيتون” و كان زيتها يتم تصديره إلى الأسواق الأوروبية انطلاقا من ميناء مدينة سوسة.

 

وأشار المؤرخون إلى تغير الموقع العمراني للمدينة بحسب الآثار الرومانية التي طمستها العوامل الطبيعية و تم الكشف عن بقايا معصرة رومانية بمنطقة الكرارية خلال القرن الماضي و الثابت اليوم أن متساكني المدينة قاموا باستعمال عديد القطع الأثرية القديمة (تيجان رومانية أعمدة رخامية و قواعد رخامية و كلسية و نقائش… ) في بناء دور العبادة و الزوايا و مقامات الأولياء الصالحين و البيوت ذات الطابع التقليدي .

 

ومازالت هذه القطع القديمة حاضرة إلى اليوم في المخزون التراثي للمدينة وفي مسجد القصر الجوفي (أو ما يعرف لدى أهل المدينة بمسجد الباب الجبلي) و الذي تأسس عام 1637م توجد نقيشة عربية تؤرخ لتأسيس المسجد و تاج من الطراز الحفصي و سبع تيجان و أعمدة رومانية و قاعدتين رومانيتين كلسيتان.

 

و في مقامات و زوايا الأولياء الصالحين بالمدينة ( سيدي شواري ، للا خافية، قبة بن عيسى، سيدي حسين، سيدي دردور، سيدي الفوناسي) وفي دار المزوغي توجد تيجان و أعمدة رومانية .

 

و قد أثبتت ذلك الطالبة مريم خالد عبد السلام في بحثها المتميز الذي أنجزته تحت عنوان ” المواد الإنشائية القديمة المستعملة في القلعة الكبرى” و ناقشته مطلع الأسبوع الجاري بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بسوسة ( قسم التاريخ) و تركبت لجنة المناقشة من الأستاذ رضا كعبية ( رئيس اللجنة ) و رضا الغضاب (مؤطر البحث) و أسندت ملاحظة حسن جدا.

 

و جاء هذا البحث باللغة الفرنسية في أكثر من ستين صفحة من الحجم المتوسط و تضمن مقدمة للتعريف بالبحث بشكل عام و جزء أول تناول التعريف بالقطع القديمة التي تم إعادة استعمالها في دور العبادة و الزوايا و مقامات الأولياء الصالحين و جزء ثان تضمن تعريف بالخصائص الفنية لهذه القطع القديمة و استنتجت الطالبة مريم عبد السلام في خاتمة بحثها إلى الإقرار قطعيا بوجود مواقع أثرية رومانية بالقلعة الكبرى و ضواحيها.

 

و يذكر أن الطالبة مريم عبد السلام استندت في بحثها على عدة مراجع تاريخية من بينها منشورات جمعية علوم و تراث بالقلعة الكبرى التي أحاطتها بالرعاية المعنوية و ساعدتها في زياراتها الميدانية إلى دور العبادة و الزوايا و مقامات الأولياء الصالحين.

 

التعليقات مغلقة.