src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-9531795408881375" crossorigin="anonymous">
Take a fresh look at your lifestyle.

في ذكرى العاشر من رمضان ..ـــ د.إلهـــام سيـــف الدولـــة حمـــدان

536

 

تدور الأيام دورتها الأزلية؛ مذ خلق الله الأرض ومن عليها؛ ويعود إلينا شهر رمضان المعظم الذي يحظي دائمًا بليالٍ رائعة تجمعنا في أحضان “اللمَّة” وسط أفراد العائلة والأصدقاء والجيران؛ ولكنها تمر كالحلم الوردي اللذيذ لتذهب سريعًا؛ وتفر من بين أصابعنا؛ كما يفر الماء الزلال الرقراق في نهرٍ جارٍ؛ ولكننا نحتفظ بأحداث لياليه في تلافيف ذاكرتنا؛ الذكريات التي نحرص على أن نقُص أحداثها قديمًا وحديثُا على أجيالنا الحالية؛ لتحتفط بها للأجيال القادمة؛ ولتظل أحداث رمضان ولياليه كالقمر المضيء دومًا في سماء بلداننا العربية والإسلامية .. والعالمية !

 

واليوم .. ونحن نحتفل بذكرى دحر أعداء الوطن والدين .. والإنسانية؛ وذكرى تحقيق الانتصار العظيم في العاشر من رمضان 1973؛ لايسعني إلا أن ازجي خالص التهاني القلبية لشعبنا المصري العظيم؛ وإلى القيادة الوطنية المخلصة التي استثمرت نتاج هذا الانتصار العظيم؛ وتسير بخطى حثيثة نحو تحقيق وتأكيد الانتصارات في مجالات السياسة المجتمعية والاقتصاد والعلوم والفنون والثقافة وكل مناحي حياتنا كافة .

 

و تزامنًا مع الاحتفال بذكرى انتصارات العاشر من رمضان هذا العام؛ حضر الرئيس عبد الفتاح السيسى؛ رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة؛ حفل الإفطار السنوى الذى أقامته القوات المسلحة بهذه المناسبة؛ حيث هنأ رجال القوات المسلحة والشعب المصرى العظيم بذكرى إنتصارات العاشر من رمضان؛ والتى ستظل واحدة من أروع ملاحم البطولة والتضحية والفداء؛ معربًا عن تقديره لجهود رجالات القوات المسلحة وتضحياتهم بالدماء والأرواح؛ للحفاظ على أمن الوطن وسلامة أراضيه .

وإنني أنتهز هذه الفرصة المباركة في هذا الشهر الفضيل؛ لنعود لنقُص على الأجيال الحالية؛ بعض الأحداث الجسام التي ارتهنت لهذا الشهر على مدى العصور؛ ومذ فًرض الصيام على المسلمين في بقاع الأرض شرقها وغربها؛ وهي الأحداث ــ بتصرف ــ التي غيرت مجرى التاريخ :

* نزول الوحي: بدأ نزول الوحي في شهر رمضان من السنة الأولى للبعثة النبوية الشريفة على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. في سنة 610 م وهو الحدث العظيم التي كرم بها الله نبينا محمد صلى الله علية وسلم لحمل الرسالة.

* تشريع الأذان : تم تشريع الأذان للصلاة في المساجد وبدأ العمل به في رمضان من السنة الاولى للهجرة في سنة 623 م .

* غزوة بدر الكبرى: وقعت في السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة 624م؛ وهي أول معركة أنتصر فيها المسلمين على جيش المشركين رغم الفارق العددي بين الجيشين وكانت المعركة بقيادة الرسول صلى عليه وسلم.

* فتح مكة : في رمضان من السنة الثامنة للهجرة 630 م. سجل التاريخ حدثاً إسلامياً فريدًا وكان من نتائج هذا الفتح المبين تقوية شوكة المسلمين؛ وانتشار الإسلام الحنيف في ربوع العالم ؛ فقد تمكن المسلمون من فتح مكة بعدما دخلوها غاضبين بسبب انتهاك قريشٍ لعهدها معهم في صلح الحديبية؛ وقد جهز الرسولُ صلى الله عليه وسلم جيشًا من عشرة آلاف مقاتل لفتح المدينة؛ فتحرَّك الجيشُ حتى وصل مكة ودخلها سِلْمًا بدون قتال .

ولعلي استطرد في سرد ذكريات الفتوحات الاسلامية التي ارتبطت بشهر رمضان .. لتبقى تلك الذكريات العظيمة كالجذوة المتوهجة في عقول الأجيال؛ وليظل التوثيق لتلك الأحداث ملهمًا لكل من يسير على درب الالتزام لكل إنسان والتمسك بتاريخ أمته وحضارتها؛ ومن تلك الذكريات المجيدة ــ بتصرف ــ في تاريخ أمتنا العربية والإسلامية :

* فتح الاندلس: تمكن المسلمون من فتح الأندلس في رمضان سنة 92 للهجرة ( 711م )، ومكثوا فيها زهاء ثمانية قرون؛ فقد بدأت القصة عندما جهز ” موسى بن نصير” جيشًا بقيادة ” طارق بن زياد ” لفتح الأندلس عبر مضيق جبل طارق الذي سمي باسمه لاحقا؛ و بعد بلوغ الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، قام طارق بن زياد بإحراق سفن جيشه كاملة كي لا يفكر جنوده في التراجع؛ وألقى فيهم خطبة بليغة لتعضيد قوتهم وارتفاع معنوياتهم ورفع هِمَمَهُم، فتحقق لهم النصر المؤزر؛ ويأتي ذاك النصر من شدة الإيمان بعقيدتهم وإيمانهم بقدسية تراب الوطن .

* معركة حطين: في 26 من شهر رمضان المُبارك سنة 583 للهجرة 1187م، حدثت موقعة حطين العظيمة بين الصليبيين المحتلين، وجيوش المسلمين بقيادة السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي . حيث حقق المسلمون خلالها انتصارا ساحقا على الصليبيين، فتمكنوا من إسقاط المحتلين واسترجاع بيت المقدس وتحرير معظم الأراضي التي سيطر عليها الصليبيون من قبل .

* فتح إنطاكية: ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ سنة 666 ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ‏1268م ‏تمكن المسلمون ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ” ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺑﻴﺒﺮﺱ ” من استرجاع ﻣﺪﻳﻨﺔ أﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ﻣﻦ قبضة ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻦ الذين احتلوها طيلة 170 عامًا؛ وأطْلق من فيها من الأسرى المسلمين، وشكل سقوطها انتصارًا عظيما على الصليبيين بعد معركة حطين الخالدة .

وهذه الأيام تحتفل مصرنا المحروسة بذكرى الانتصار في معركة الشرف والكرامة ؛ بانتصار الجيش المصري في العاشر من رمضان سنة 1393هجرية (1973 م )؛ وفيها شَنَّت كل من مصر وسوريا الحرب على الكيان الصهيوني؛ وتمكن الجيش المصري من عبور قناة السويس التي كانت توصف بأنها أصعب مانع مائي في العالم ؛ وحطمت أكبر حاجز ترابي المسمَّى بـ ” خط بارليف “؛ وهو عبارة عن جبل من الرمال والأتربة طالما افتخرت به القيادة الإسرائيلية لمناعته وشدته ؛ حيث كان يعد من أكبر العقبات التي واجهت القوات الحربية المصرية في عملية العبور والانتصار العظيم .

واخيرًا .. في ظل تلك الذكرى الخالدة ؛ أزف خالص تمنياتي القلبية الطيبة لشعبنا المصري وقيادته الوطنية المخلصة .

و .. كل عام ومصرنا المحروسة بكل الخير والأمن .. والسلام ،وأتمنى أن يظل الاحتفال على مدار العام فقد كتب للفرح بالانتصارات أن يدوم مادامت الحياة !

التعليقات مغلقة.